بعد المصالحة الأمريكية الإيرانية أو لنقل الجفاء الأمريكي السعودي أفاق الخليجيون على صدمة الحقيقة التي تقول « في السياسة لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة « المصالح هي وحدها من تتحكم في العلاقات الدولية سلماً وحرباً ووئاماً ، كانت الدول الخليجية النفطية قليلة السكان المعتاد شعوبها على الرفاهية و اللا حرب تعتمد بشكل كلي في تأمين أمنها على الدول الغربية وبالذات على الولايات المتحدة الأمريكية وأنفقت في ذلك مئات المليارات من الدولارات على صفقات شراء السلاح وتحملت في ذلك أيضا عداوات هي في غنى عنها مع دول الجوار سواء مع إيران أو مع العراق أو سوريا بشار الأسد ، النوم في العسل مع الأمريكان لم يستمر إلى الأبد فلابد للدول الخليجية إن تعتمد على شعوبها أو إن تتصالح مع جيرانها فلا يمكن للأمريكان إن يخرجوا إيران من الخريطة وإيران لا تحتاج لأسلحة نووية أو كيمائية إن أرادت فعلا غزو الخليج وتهديد أمنه فهي قادرة بأسلحتها التقليدية وبقوتها البشرية وبتاريخها العسكري وباعتيادها على الصراع فالحرب مهنة عند بعض الدول واستثناء عند الأخرى وإيران من الدول التي صارت الحروب والمشاكل مهنة لشعبها ومواطنيها فهي تشعل الحروب وتحيط بالخليج من كل مكان من الجنوب هناك الحوثيون ومن الشمال الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية وغير بعيد من الخليج هناك حزب الله وسوريا ذوا المصالح الإيرانية . مشاكل الخليج لم تعد أمنية فحسب بل هي اكبر من ذلك فهي ديموغرافية ومشكلة هوية وثقافة وعمالة واقتصاد مشاكل في مجملها تهدد الوجود الخليجي بأكمله وإذا سارت الدول الخليجية على هذا الحال فبعد 50 سنة يمكن لنا إن نقول إن الخليجيين أقلية في الخليج ويمكن لإيران أو الهند ان تطالب بحق استفتاء الشعب الخليجي وتقرير مصيره . يمكن لدول الخليج إن تستعين باليمن وقد يقول قائل أأنت مجنون ما من وراء اليمن غير المشاكل ويكفي الخليجيين ما قدموه لليمن وذهب في جيوب الفاسدين ، وأقول على دول الخليج إن تعيد تأهيل اليمن وتساعده في الخروج من أزماته لمصلحة خليجية قبل إن تكون يمنية وبعد تأهيل اليمن يمكن لها إن تضمه الى مجلس التعاون الخليجي او الاتحاد الخليجي في حينها فعن طريق اليمن يمكن للخليج إن يحقق منافع أمنية واقتصادية كبيرة وينقذ نفسه من ورطة لا تحل إلا باليمن ومن هذه المنافع إن تؤمن على نفسها الحدود الجنوبية فهي مدخل لأمن الخليج سواء عن طريق إيران أو عن طريق الإرهاب والقرصنة ويمكن لها إن تتمدد عن طريق اليمن على المحيط الهندي وبحر العرب وتحكم سيطرتها على مضيق باب المندب وتسد على نفسها ثغرة القرن الإفريقي من الصومال والاريتريين والحبشة فهو عدو قادم على الخليج بصنوف شتى من مشاكل لا حصر لها ، ومن الفوائد أيضا ان تحل مشكلة العمالة بدولها فيمكن للعمالة اليمنية ان تحل محل العمالة غير العربية وبالذات من شرق آسيا التي باتت تهدد الهوية العربية للشعوب الخليجية ، منفعة أخرى هي ا نه يمكن لليمنيين إن ينضموا لقوات درع الجزيرة وعن طريق تجنيدهم بإمكان الخليج إن ينشئ جيشاً جراراً يضاهي به إيران ولا يخاف منها ، منفعة أخرى وهي توسيع السوق الخليجية اقتصادياً ففي اليمن قرابة 30 مليون نسمة سيشكلون في المستقبل القريب قوة شرائية هائلة ستستفيد منها المصانع الخليجية والمنتج الخليجي . اليمن لا يحتاج من الخليج أكثر من صفقة تسليح واحدة ولدولة واحدة وبهذه الصفقة سيضمن الخليج أمنه بعكس مئات المليارات التي أنفقت ولم تضمن امن الخليج ، تصور معي لو أنفقت دول الخليج مجتمعة 50 مليار دولار على تأهيل اليمن انأ اضمن لهم امناً مستتباً وعمالة دائمة ورخيصة وزوالاً لموضوع الهوية وعمراناً وتنمية دائمة للخليج فهل هم فاعلون ؟.
|
آراء
اليمن ... يا أصحاب الخليج
أخبار متعلقة