وأنا أتنقل في أحياء صنعاء الغارقة في الظلام سمعت الكثير يجيدون الانتقام من الظلام عبر شتم سميع وكلفوت ، قلت في نفسي هذا ما تملكونه من ردة فعل لا شك أنها لن تستطيع اعادة التيار الكهربائي ولن تستطيع أيضا إخراس أصوات المواطير التي تغتصب مسامع الناس في الشوارع .كنت أواصل المشي وقد تركت لهم أعذارا عدة أهمها الغباء في التعامل مع هكذا قضايا ، ولم أهتم كثيرا بتلك الشتائم الاستهلاكية الشبيهة بضجيج المواطير المجاورة .تلك الحالة أثارت شفقتي بهذا المجتمع وقلت في نفسي كل الناس يجيدون سب الظلام لكن يندر من يستطيع ان يوقد الشموع .بعدها طالعت في احدى الصحف فوجدت تعاطيها مع مشكلة مجتمعية مؤرقة أشبه بتلك الشتائم الاستهلاكية التي لن تضع حدا للظلام الدامس .يا هؤلاء ومتى كانت الشتائم توقد الشموع بقدر ما هي الهواء الذي يهدد الشموع المضيئة بالانطفاء .حينها نشأت بعقلي تساؤلات عديدة حول ظلام الجهل والتخلف الذي يستولي على هذا البلد وغيره من البلدان العربية الشبيهة , وتتزايد حيرتي وأنا ألاحظ عدداً لا يستهان به من المثقفين ووسائل التثقيف على مدى أجيال قنوات وصحف غثائية فقط تتفنن في سرد مبررات الفشل متملصة من المسؤولية الاخلاقية والثقافية التي أخفقت في تفتيت ترسانة الجهل والتخلف .وسائل تثقيف قادت الكثير من المتابعين الى التقشف في الحلم الجمعي والتعويل على هذه الوسائل في مدى قدرتها على تنظيف العقل الجمعي من أوبئة الماضي المعيقة للعقل من التفكير الابتكاري لتطوير طراز الحياة .
|
آراء
وسائل تثقيف لا توقد شموعاً
أخبار متعلقة