اللواء محمود الصبيحي قائد المنطقة الرابعة:
لقاء/ علي منصور مقراطالمناضل اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي قائد المنطقة العسكرية الرابعة واحد من القيادات العسكرية المناضلة والكفؤة والصلبة التي تتكئ على تاريخ وطني مشرف بادوارها البطولية المعروفة في مختلف المنعطفات العصيبة التي مر بها الوطن.. واللواء محمد الصبيحي من الرجال الذين أسهموا في بناء وتطوير القوات المسلحة منذ أنخراطة فيها قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف من الزمن وتحمل مسؤوليات عديدة أبرزها قائداً للواء 25 ميكا ومديرا للكلية العسكرية وكذا قائداً لمحور العند العسكري وقائداً للواء 201 ميكا وأخيراً قائداً لمنطقة العسكرية الرابعة. لسنا هنا بصدد تعداد مناقب ومواقف وأدوار القائد الصبيحي في هذه المقدمة وإن كان جديراً بذلك لكن ولأهمية مناسبة العيد الـ51 لثورة 26 سبتمبر واليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة التقت الصحيفة بالقائد العسكري الأبرز اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي قائد المنطقة العسكرية الرابعة وكانت هذه حصيلة هذا الحديث. [c1] ثورة وتضحيات [/c]في البدء قال: أشكركم في الصحيفة على الجهود الإعلامية التي تضطلعون بها المواكبة للمتغيرات الجديدة التي تشهدها البلاد في هذه الظروف الدقيقة والحساسة واجدها فرصة طيبة ونحن نعيش احتفالات شعبنا المناضل أعياد الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر أن أتوجه بالتهاني الحارة إلى قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعالي وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وإلى جماهير شعبنا اليمني وأبناء القوات المسلحة المغاوير ولاشك أن قيام الثورة السبتمبرية التي أطاحت بنظام الطاغية المستبد لأسرة حميد الدين قد جاء بفضل التفاف الشعب اليمني المناضل من شماله إلى جنوبه الذي استرجع البطولات والمآثر لمقارعة الملكيين إضافة إلى دعم ومساندة الجيش العربي المصري في سنوات الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر وبذلك الاصطفاف والتلاحم تم القضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي والمتخلف وانتصرت ثورة 26 سبتمبر 63 م ونعم اليمنيون بالنظام الجمهوري وكما هو معروف أمتد النضال أو أنتقل إلى جنوب الوطن المحتل آنذاك بعد اندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة من جبال قمم ردفان بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة حيث كانت قيادة ثورة 26 سبتمبر الداعم الرئيسي في حرب التحرير ضد قوات الاحتلال البريطاني في الجنوب ابتداء من فتح معسكرات التدريب في صالة بتعز وغيرها لمناضلي حرب التحرير والدعم بالسلاح والذخائر لمواصلة الكفاح المسلح لأربع سنوات حتى أذعنت بريطانيا للأمر الواقع بعد تكبد جيشها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتلاحق الهزائم والانكسار بفضل الضربات والأعمال القتالية لمناضلي حرب التحرير حتى طرد آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب الغالية ونيل فجر الاستغلال الوطني الناجز في الـ30 من نوفمبر 67م. [c1] هبة شعبية [/c]وتابع: أن الناس حينما سمعت عن الأحداث التي تدور في شمال الوطن ضد حكم الإمام الظلامي وأخص هنا في الجنوب المحتل آنذاك تحركت الكثير من المجاميع من معظم مناطق الجنوب لمساندة إخوانهم للقضاء على الحكم الإمامي والدفاع عن ثورة 26 سبتمبر حيث حمل الرجال الشرفاء أسلحتهم الشخصية التقليدية من مناطق الريف والمدينة واتجهوا بقناعة ومن تلقاء أنفسهم إلى صنعاء وكانت الطلائع الأولى للمناضلين من مناطق ردفان والصبيحة ويافع وأبين والحواشب والضالع وشبوة وحضرموت وغيرها وذلك يمثل قمة الوطنية والاستشعار بأن ثورة 26 سبتمبر ثورتهم وأنه بانتصارها والتحرر من النظام الملكي البائد سيكون الدافع والسند لهم لتحرير الجنوب من المستعمر البريطاني وهو ما حدث بالفعل حيث اتجه القتال والمقاومة والنضال إلى الجنوب من ردفان الأبية التي انطلقت منها شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة إلى مدينة عدن الباسلة وكان الدعم يأتي من الشمال عبر محافظات إب وتعز وذمار إلى الضالع وردفان ولحج وعدن وهناك فتحت معسكرات التدريب للمناضلين وهذا تاريخ نضالي لا يستطيع أحد أياً كان أن يتنكر له أو يحاول دفنه وتجاوزه وشخصياً أتمنى أن يسجل تاريخ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر بأمانة وحيادية ويعطى لكل مراحل والمواقف والماثر والبطولات حقها بعيداً عن الغاء الآخر أو التأثيرات السياسية و الحزبية والمناطقية الضيقة وأن تكون هناك لجنة من الباحثين والمعاصرين والكتاب الصادقين الشرفاء لتدوين تاريخ الثورة اليمنية. [c1] المنطقة الرابعة العمود الفقري للوطن [/c]وأنتقل الحديث إلى المهام والأدوار للوحدات العسكرية بالمنطقة الرابعة حيث قال:تقع على وحدات المنطقة العسكرية الرابعة التي تضم عدداً من المحاور والقوات والألوية العسكرية لمحافظات عدن ولحج وأبين وتعز والضالع وغيرها مهام وواجبات كبيرة وجسيمة حيث تعتبر العمود الفقري للوطن بموقعها الاستراتيجي الحيوي المهم الذي يربط بين البر والبحر ولهذا فقد حرصنا منذ تسلمنا مسؤوليتنا لقيادة هذه المنطقة على النزول الميداني المتواصل إلى جميع الوحدات العسكرية القتالية للوقوف على أوضاعها وجاهزيتها وتم معالجة الكثير من المعوقات وتلافي الأخطاء والشد من الانضباط والجاهزية ورفع معنويات المقاتلين وحل أية مشاكل ومازلنا نعمل في هذا المضمار لضمان تنفيذ المهام في كل الظروف وجعلها على أهبة الاستعداد لأسيما ونحن في مناطق تواجه قوى الإرهاب لتنظيم القاعدة ولهذا لا بد أن يكون المقاتلون في يقظة وحذر للتصدي لهذه العناصر المارقة التي أصبحت تستهدف رجال الجيش والأمن بعمليات غادرة وجبانة بعد تلقيها الدرس القاسي في هزيمتها الساحقة بمحافظة أبين العام الماضي 2012م ويؤكد أن القوات المسلحة تضرب بيد من حديد هذه العصابات الإجرامية وكل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة وتهديد السلم الاجتماعي والأهلي فالجيش وجد للدفاع عن مكتسبات الثورة وأمن الوطن والمواطن.[c1] إعادة الهيكلة خطوة شجاعة [/c]وحول المشهد الراهن الذي تعيشه البلاد وخطوات إعادة هيكلة القوات المسلحة اعتبر اللواء ركن محمد الصبيحي الخطوات التي تحققت في قرار إعادة الهيكلة للقوات المسلحة قد لامست الواقع وجسدت السير في بناء وتطوير وتحديث القوات المسلحة على أسس وطنية صحيحة في الحيادية والتلاحم والارتباط بالوطن والشعب بعيداً عن التأثيرات السياسية والطائفية الضيقة.وثمن القائد الصبيحي القرار الرئاسي الشجاع لفخامة الرئيس القائد المناضل المشير عبدربه منصور هادي الذي أعاد الاعتبار للمؤسسة الدفاعية والأمنية والترجمة الملموسة والدور الكبير الذي يبذله وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وهيئة الأركان العامة واللجنة العسكرية.وعبر عن ثقته بأن القوى السياسية ستحرص على إخراج الوطن من دوامة الأزمات والصراعات بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل فالبلد يحتاج اليوم إلى الأمن والاستقرار والتنمية وإعادة بناء ما هدمته الأزمة وحروب القاعدة في محافظة أبين وغيرها وأملي أن يستشعر كل سياسي بمسؤوليته والترفع عن الصغائر وتجنب الخلافات في هذه المرحلة العصيبة كون أية فشل للتسوية السياسية سيعيدنا إلى المربع الأول وفي نفق الفوضى التي لن يسلم منها أحد لا سمح الله لكننا متفائلون بتجاوز التحديات والخروج إلى بر الأمان بإذن الله.