فن تشكيلي
د/ زينب حزام:إن معظم الأبحاث التي تناولها المختصون في مجال البحث عن الفنون الجميلة ومنها الفن التشكيلي الإسلامي ركزت، في مجملها على قضايا الجمع والتوثيق والتاريخ والمتابعة وقلما وجدنا دراسات جادة معمقة تقدم لنا إحاطة شاملة بجماليات وفلسفة، ومضامين وحكمة فننا الإسلامي.وهذا مايستدعي دعوتنا الجادة الى ضرورة تحسين الصرح الثقافي والفني للفنون الجميلة حتى ننال حظاً وافراً من الدراسة والتحليل.إن معظم دراسات الفن التشكيلي الإسلامي، التي قدمتها الفنانة التشكيلية اليمنية إلهام العرشي تهدف الى تأصيل جماليات ومفاهيم ورؤى معمقة تتصل بحكمة فننا الاسلامي، وهي الفنانة الملتزمة التي قدمت العديد من المعارض المحلية والدولية في روسيا وعدد من الدول العربية والاوروبية واخيراً مشاركتها في معرض الفن التشكيلي في تركيا وفي هذا المعرض قدمت الفنانة التشكيلية اليمنية نافذة لنطل منها على حكمة الفن الاسلامي فهي في معظم اعمالها الفنية التي قدمتها في معارضها الشخصية او في مشاركاتها في المعارض الفنية العربية والدولية، تتناول جملة من الرؤى الاصلية التي لا تجدها في غيرها من الاسفار.ان الباحثة الهام العرشي المحاضرة في معهد الفنون الجميلة بعدن. التي قدمت مجموعة الدراسات في مجال الفن التشكيلي ترفض تصنيف الفنون الى فنون جميلة من اجل رؤيتها او سماعها اوقراءتها وفنون تطبيقية او نفعية كالخزف والفخار والحفر على المعادن .. فكلها تحتوي على الابداع والجمال نحو حركة نحو بديع السماوات والأرض .. ونحو الجميل المطلق سبحانه.كما أن الرؤية التي تقدمها الباحثة اليمنية الهام العرشي تعيننا على مواجهة الموجة التي ترافق العوام، وشعارها رفع مستوى التذوق الفني الجمالي لدى الإنسان وأن الفن يجب ان يتعامل مع الجماهير، ولا يبقى الفنان التشكيلي حبيس ابراج عاجية، ولكنه يجب أن يحافظ على الذوق الفطري الانساني، وان لا يقدم شيئاً من الفن وهو ضد الفن. وضد الذوق الجمالي للإنسان فالفن إبداع جميل والفنان بديع علي طريق الجمال .. وكل فنان تشكيلي يحمل قدرات فنية فهو مبدع بتقديم كل مايملك من قدرات ابداعية فنية، حتى إذا لم تتوفر له الظروف المناسبة لتقديم اعماله الفنية فهو يحب الابداع .. وكل انسان يحب الجمال.فإن وجدت انساناً لا يستثيره الجمال فهو محجوب عن انسانيته، وهذه طبيعة فطرية في ذات الكائن البشري وهو مخلوق لكي يرتقي سلماً كما انه وفي نفس الوقت يحمل اشواقه لكل صفات الكمال والابداع والجمال والعدل. والفنانة التشكيلية الهام العرشي من مواليد عدن، وحاصلة على ماجستير في الفنون الجميلة (فن تشكيلي ونحت) من المعهد العالي للفنون الجميلة موسكو ـ ومحاضرة في معهد الفنون الجميلة بعدن، وحاصلة على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية وقد اشرفت على العديد من الاعمال الفنية لعدد من طلاب الفن التشكيلي في معهد الفنون الجميلة بعدن، وهي فنانة تشكيلية تؤمن بالحكمة والعلم في حقيقة الأمر هو وديعة تلك الحكمة التي صورت وتم التعبير عنها. والفن الإسلامي بإمكانه ان يمنح المجتمع نوعاً من الصفاء والوضوح في تخطي الصعاب والهموم التي ترافق الانسان نتيجة الاضطرابات والهواجس الناشئة عن الكثرة ليصل بهم الى ساحل الهدوء وبئر الصفاءاللا متناهي.الفن التشكيلي والعلوم الإنسانيةترى الفنانة التشكيلية الهام العرشي الدور الهام الذي تلعبه مدارس الفنون التشكيلية والنحت التي توفر اماكن لدراسة هذه الفنون من رسم ونحت وزخرفة ونفس الشيء للأماكن المخصصة للموسيقى والفنون الجميلة والتي ستستفيد منها الاجيال كثيراً إذا ما تمكنا من اخراج الفنان التشكيلي الى ارض الواقع ومساعدته في الخروج من الواقع الورقي الجامد الذي تتخبط فيه معظم الكليات والمعاهد في عدن مؤكدة على الرغبة في مواكبة التطورات الحديثة التي يعرضها الفنانون التشكيليون مشيرة الى ان تعليمنا لا يزال يفتقر الى المهارة العصرية بخاصة فيما يتعلق بفن انتاج وتلقي العلوم في مجال النحت والزخرفة والرسوم، من اجل تقديم فن تشكيلي راق ومتميز مسكون بهاجس الحداثة والتعدد والتطوير.