بيروت / متابعات :استعرض رئيس شبكة توب نيوز ناصر قنديل في حديثه لقناة (الميادين) التهديدات الأميركية الأخيرة لسوريا حيث شرح اسبابها واستعرض السيناريوهات المفترضة وتداعيات كل منها حيث اشار إلى أن : مبدأ الضربة قيد النقاش وهناك ثلاث نقاط تؤخذ بعين الاعتبار: «المبدأ الأول أنه ليس من الصحيح أن الأمر له صلة بالسلاح الكيميائي كان الطبيعي ان يكون الموقف الاميركي الذي كان وراء ارسال بعثة التحقيق ان ننتظر نتائج البعثة ثم نبني على الشيء مقتضاه وهناك مساران منفصلان مسار متابعة من استخدم ولماذا استخدم السلاح الكيميائي والمسار الثاني قرار اميركي بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وحتى كلام بعض المسؤولين السوريين ان المعارضة استخدمت السلاح الكيميائي لاستدراج تدخل خارجي هو كلام سياسي والتدخل الخارجي والمعارضة السورية هما من صنع لعبة الكيميائي لتقديم الغطاء الإعلامي للحظة تدخل صار ضروريا والذي تغير هو انه منذ بداية الازمة وهو في ذهنه تكرار النموذج الليبي وحاول اردوغان ان ياخذ صيغة من خارج مجلس الامن لضرب ليبيا وكلنا نتذكر الصراخ التركي والكلام القطري عن التدخل في سوريا كما تدخلنا في ليبيا وذهب العرب الى مجلس الامن وعرضوا: هذا غطاؤناموجود ولنكرر المشهد الليبي والاعتبارات التي منعت الاميركي حينذاك ما الذي تغير فيها؟ نحو الاحسن؟ والعكس هو صحيح وحينها كان حسابه لتغيير النظام في سوريا واعادة تغيير الجغرافيا السياسية لسوريا بقوة التدخل العسكري كلفتها باهظة ونتائجها غير مضمونة وهذا يعني اشعال المنطقة ويهدد امن اسرائيل وسيخل بالتوازن مع ايران الى مدى لا نعرفه وسيتغير المشهد في الخليج وسيتغير سوق النفط العالمي لذلك تراجع الاميركي وتلقى الحقيقة من حلفائه كلاما قاسيا حول جبن الاميركي وتردده» «والآن عندما سقط حكم الاخوان في مصر واهتز ثبات واستقرار اردوغان الذي كان بذروة السقوط وسقط أمير قطر وأميركا لم تعد بمشهد كما كانت سابقا وقبل سنة كانت سوريا تشيع اربعة من كبار ضباطها وكانت المعارضة في بداية الصعود الكبير كجسر مسلح وكانت تركيا في ذروة القوة وكانت قطر قوية ولحظة تسلم مرسي الحكم ولماذا لم تفعل ذلك قبل سنة عندما كانت بوضع أقوى من الآن ؟«الذي تغير أن أميركا كانت على ثقة بان ما تستثمر عليه لاقامة توازن عسكري في سوريا كاف لتحقيق هدف دون سقف اسقاط النظام الذي سلمت منذ سنة انه ليس بمطال اليد واقتنعت اميركا في نهاية 2012 عندما وضعت جبهة النصرة على لائحة الارهاب وذهبت للتفاوض مع الروس ثم كيري لافروف أن لا أمل بإسقاط النظام وهناك صناعة توازن جديد في المنطقة بتعديلات وتركيبات في النظام وتركيبته وهذا تتكفل به المعارضة بقوتها المسلحة ومدعومة من محيط اقليمي دولي مساند معه، وخلال الاشهر السابقة حدثت متغيرات كثيرة وضعت الأميركي أمام خيار أن يتجرع هزيمة كاملة في سوريا بعد ان سقط التوازن العسكري والعقل العسكري الاميركي يراقب ان قوة النخبة التي بقي الاعتماد عليها منذ ثلاثة اشهر الى الآن لم تعد الجيش الحر بل القاعدة وجيش بندر الآن الذي يقاتل في سوريا هو القاعدة وبعد حرب القصير نزلت القاعدة بقوتها فكانت المعركة الفاصلة بريف اللاذقية وعندما جيء باكثر من الف من نخبة القاعدة والاتراك سهلوا دخولهم وواكبوهم بحوالي 1000 شخص من المخابرات التركية والسعوديون يعرفون حتى وصل عدد القناصين القتلى 300 من الليبيين واسترد الجيش 12 قرية وعرة وبعد ريف اللاذقية بدأ الجيش السوري بعملية استباقية في دمشق حيث النخبة رقم 2 حيث يمكن ان يراهن عليها لاعادة التوازن. والاميركي أصبح أمام مشهد ان هناك انهياراً شاملاً سوف يحصل وخيار التدخل العسكري الذي كان استبعده لا يزال قاسي التجرع والاميركي كان بداية اننا لن نحتمل وسوف نشن حرباً وبعد يومين من اقناع الرأي العام العربي والإسلامي بانهم مجبرون على التدخل بذلوا جهداً ذات الوقت ليقنعوهم بانهم ليسوا ذاهبين لاسقاط النظام وهذه ضربة محدودة لاهداف محدودة ولماذا؟ والأميركي أمام مشهد الذهاب إلى حرب بمفهومها الكبير وبحسب الاعتبارات فإن هكذا حرب فوق طاقة الأميركي على الاحتمال وفوق طاقة الاميركي على تجرع هزيمة كاملة والتسليم بانه لن يبقى لها شيء في غرب اسيا لتصل الى افغانستان لهذا قام تشاك هاغل بهندسة فكرة الحرب الذكية وهذه معلومات وقدمها لمجلس الأمن القومي الذي بقي مجتمعا 48 ساعة على ضوء نتائج معركة الغوطة في دمشق ونتائج ما جرى في ريف اللاذقية وقدم ما يسمى بالضربة المحسوبة مقابل ان نرتضي سير الامور كما هي وقد نصل الى لحظة تقول الدولة السورية لماذا جنيف ها انا احسم عسكريا لتاتي المعارضة الراغبة بالحوار الى دمشق ولا حوار إلا في دمشق وإعادة التوازن الذي كان شعار مؤتمر الدوحة الذي دعت اليه واشنطن منذ شهرين والذي تراسه جون كيري لم يعد ممكناً اعادة التوازن الا بتعويض سقوط البر بالحضور من البحر واميركا كاسرائيل تشعر بانها تفقد قوة الردع واميركا الدولة العظمى في العالم اذا عليها ان تستحضر القوة لتعيد قدرة الردع فالسبيل الوحيد هو البحر وذلك بضربة لا تتدحرج إلى حرب ولكن ما هي طبيعة هذه الضربة؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه كل دوائر القرار التي تعمل حول أوباما . والجواب أن المطلوب ضربة ترد الاعتبار لأميركا الكبرى وتعيد التوازن ولكن دون التدحرج إلى حرب شاملة وجاء الجواب هي الضربة التي ترتضيها روسيا وايران وأن لا يحصل اشتباك بين أميركا وسوريا مباشرة وليس فقط مع إيران وحزب الله ، هي الضربة التي يقبل بها الإيراني والروسي ويقنع فيها الروسي حزب الله بعدم التدخل ويقنعوا القيادة السورية بانها حفظ ماء الوجه للاميركي فدعوها فسبق ان قلتم ذلك بعد ضرب دمشق». «كيري اتصل بلافروف لذلك ووصلت الرسالة إلى دمشق عبر قنوات معينة فالحرب المفتوحة ليست الحرب التي يتدخل فيها الجميع بل هي التي تتعدى الضربة المفتوحة وحلفاء سوريا يقولون نحن في خدمتكم من الفيتو لمنع سرقة عنوان دولي للحرب على سوريا والسلاح الروسي والضغوطات الدولية وفتح جبهات جانبية غير معروفة ويمكن ان نرى اشياء جديدة في الخليج والحرب المفتوحة هي التي تتعدى حدود الضربة المفتوحة والأميركي يقول نحن في وضع لا يمكن أن نحتمل ولا نريد استفزاز الروسي ونريد الموافقة الروسية ونحن حددنا بنك اهداف لضربة لسوريا واذا تجاوزنا هذا البنك من الاهداف يعتبر خرقا ولكم حق التصرف ولكن عندما رفض الروسي مناقشة بنك الأهداف انخفضت الأهداف المعروضة عليهم لهذه الضربة إلى ثمانية من أصل 49 هدفاً وروسيا ردت بأن أي عمل عسكري خارج نطاق مجلس الامن هو عمل « أزعر الحي « وقالت بأنها لن تستدرج إلى حرب ونعتبر انفسنا معنيين بحماية قواعد القانون الدولي ولكن سيكون الثمن غالياً أما إيران فقد أعلنت بوضوح ان أي مس بسوريا سيكون بمثابة مس بإيران والحرس الجمهوري بأعلى درجات الجهوزية بحرا وبرا وجوا ووحدات الحرس منتشرة خارج الاراضي الايرانية وكأن الحرب واقعة وحجم المفاجآت المحضرة سيكون كبيراً جداً، والعرض الأميركي لسوريا هو أن نفتح قنوات اتصال معكم كما كانت سابقاً مقابل إيقاف عمليات الجيش وإعطاء مجال للمسلحين والذهاب إلى جينيف بتوازن عسكري للتفاوض وكان رد الوزير المعلم بأننا لن نوقف العمليات في الغوطة الشرقية وسوريا رفضت اول عرض والمعادلة اوقفوا فقال السوري لن نوقف عمليات الجيش ثم جاءت زيارة السلطان قابوس إلى إيران تلاها زيارة جيفري فيلتمان وأعاد أوباما القمة التي كان قد الغاها سابقاً مع روسيا والعروض التنازلية شغالة من الاميركي وليس من سوريا وحلفائها وروسيا تمتد من البحر المتوسط وياتي الاميركي ليقول لها لقد استعدت المتوسط بحيرة اميركية وهذا معنى دخول الاساطيل الاميركية الى المتوسط وهذا موجه لروسيا قبل اي احد آخر. ومنذ ايام كان البحر المتوسط بحيرة روسية كما قالت الصحف الروسية وتقول اميركا للروس اخرجوا من المتوسط ونحن اسياد المتوسط والتعامل السوري مع اسرائيل في اي اعتداء اسرائيلي وفقفا لاتفاقية فك الإشتباك يختلف مع التعامل السوري مع اي اعتداء اميركي على سوريا لذلك ما اجزم به ان القرار السوري لا رجعة عنه، والضربة بنظر أميركا هي استحضار لقوة أميركا وأن لا تبدو سخيفة كضرب مناطق الصحراء في تدمر وهي الضربة التي تصمت عليها سوريا بل يجب ان تبدو للعالم انها عقاب واستحضار لقوة ردع اميركية ويجب ان تكون موجعة هي ضربة لن تسكت عليها سوريا،ولكن القرار السوري أن أي حرب أميركية على سوريا هي عدوان وإعلان حرب مهما كان نوع الإشتباك بطلقة بصاروخ بالف غارة بنزول بري هو واحد هو اعلان حرب والقرار السوري بالرد حتى رد العدوان وليس بالضرورة ان ترد سوريا على اسرائيل لأن السوري لن يكشف بنك اهدافه كما لم تكشف المقاومة بنك اهدافها والسوري لا يريد من الإيراني وحزب الله ان يدخل من اللحظة الأولى في الاشتباك ويبقى عنده تقدير الموقف ويكون قرار حلفائه كما كان في حرب تموز انه لكم الإمرة ونحن في خدمتكم وعندما ترى ان ندخل فنحن جاهزون واذا كان قادرا ان يستوعب والاحتواء على الهجوم وتحقيق النصر بدون حلفائه فهذا حقه بتحقيق نصر ذاتي والأميركي يريد ضربة ويريد تفادي الوقوع في حرب وبعيداً عن الانكفاء ولهذا هناك ثلاثة سيناريوهات :- الأول يكون بعمل شكلي يستهدف أهداف لا قيمة لها وهذا سيسقط الهيبة الأميركية بدلاً من ان يرفعها يرافق هذا رد سوري محدود.- الثاني هو القيام بعملية ليومين أو ثلاثة أيام تضرب أهداف حيوية في سوريا كمنظومة صواريخ استراتيجية ومنظومات الرادارات والأسلحة الكيميائية والمطارات وقد وضعوا في خططهم ضرب تسعة مطارات وذلك بهدف كسر التوازن وهذه إن حصلت فسنكون امام مواجهة خارج الحدود السورية وحيثما يقيم الأميركي غرف عملياته تعتبر أهدافاً مشروعة للصواريخ السورية وأولها قبرص الدوحة -اسرائيل- وعمان . - السيناريو الثالث للحرب الأميركية هو سيناريو الحرب الشاملة ولا يوجد اكثر من هذه السيناريوهات . «والاميركي يعرف ماذا تبلغ من الايراني ويعرف ان الموقف الايراني لا مجال للنقاش فيه وسوريا هي قلعة الاشتباك في مواجهة اسرائيل وظهر المقاومةوسندها ولن يسمح باسقاط سوريا وهي شريان إيران إلى اسرائيل والأميركي يعرف أن بوارجه إلى الخليج عرضة للطوربيدات الانتحارية والاستشهادية ومشهد العالم سيتغير وبندر لن يجرؤ على أن يتحدث بحضرة الرئيس بوتين عن تلميح استهداف دورة الالعاب الأولمبية في سوتشي وهناك خبراء روس في سوريا وخبراء ايرانيون وغرف عمليات مشتركة وحزب الله يشترك بغرفة عمليات مع الجيش السوري وكل حلفاء سوريا يقدرون الموقف معها لحظة بلحظة وسوريا ليست ضعيفة وليس معنى ذلك ان يفتح حلفاء سوريا كل الجبهات ولكن حلفائها يضعون كل قدراتهم وقوتهم لديها ولكن من حقها أن تحقق نصرها إذا كان باستطاعتها أن تفعل ذلك وحدها والمواقف الداعمة لسوريا هي ليعرف الجميع الى اين الامور ستذهب واعتقد ان اي اشتباك اميركي مع سوريا سيكون مقبرة المقابر بتاريخ الحروب الاميركية» . «اذا الاميركي اما ان يذهب الى وهم نبدأ ثم نرى يعني ان نبقيها ضربة ولن نذهب الى حرب شاملة فيكون احمق واما ان يتراجع خشية ان يكون هو لا يتحمل نتائجها هو يكون جبان وفي الحالتين هو خاسر ولم يبق امامه الا الخيار الثالث وهو ضربة لاعادة قوة الردع واعادة التوازن بدل ان تكلفه حرب شاملة وبعد ان قرأ موقف روسيا وايران وموقف حزب الله بان حزب الله اعلن حالة الجهوزية لأي حرب على سوريا وهناك معلومات أن قيادة المقاومة حددت بنك اهداف داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة في حالة شن حرب على سوريا لهذا المشهد الاميركي بدأ يتراجع وبما اعلمه ان قيادة المقاومة حددت بنك الاهداف التي يمكن ان تستهدف داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بحالة نشوب الحرب على سوريا وهناك تقاسم للادوار في العمليات العسكرية، والسؤال هل ستكون باريس جزءاً من الجبهة والصواريخ يجب ان تسقط في انقرة او استنبول او تستهدف الدوحة ام الرياض هذا عمل القيادات العسكرية ومشكلة هؤلاء انهم يعبدون اميركا أكثر من ربهم ولا يمكنهم تخيل امكانية هزيمة أميركا .وبان كي مون مجرد موظف تافه صغير في المخابرات الاميركية واقل من رتبة دبلوماسي واعطي امر عمليات بان يعقد مؤتمراً صحفياً يناشد فيه الاميركي والحلفاء له ان امنحونا فرصة للعمل الدبلوماسي وليس هناك لزوم للعمل العسكري ولندع لجان التحقيق تعمل وارسل الاميركي الى روسيا انه اذا ثبت تورط النظام السوري بالكيميائي وولاية اللجنة هي لا تتضمن تحديد الطرف الذي استخدم الكيميائي ولكن اللجنة عملها ان تعلن اذا استخدم الكيميائي ام لا والاميركي لم يضع بولايتها ان تحدد لانه اذا ثبت استخدام الكيميائي يقول الاميركي ان المعارضة لا تملك الامكانات والتجهيزات لذلك بل خرج احدهم ليقول ان المعارضة اخذت الكيميائي من مخازن النظام لانه تهاون في تامين السلاح الكيميائي وعليه ان يعاقب وكيري من قال ذلك ومن ثم قال للروس اذا ثبت ذلك نحيل ذلك الى المحكمة الجنائية الدولية ولكنه يحاول أن يجد مخرجاً للأميركي وليس مخرجا للازمة ولكنه غير قادر على ذلك فهو من لف الحبل حول رقبتها ولن يعطيك احد مخرجا واي حرب عسكرية على سوريا اي حرب العراق او حرب تموز بل ابواب جهنم ستفتح وانا اتمنى ان تحصل الحرب وادعوا الشعوب العربية ان يسالوا هل العدوان الثلاثي والحرب على الجزائر كانا اخطر ام الحرب على سوريا وتغيير وجه الامة كلها وضرب مستقبلها «.وفي ختام حديثه لخص قنديل رؤيته للمشهد السياسي والعسكري بعد تنفيذ الضربة العسكرية على سوريا ان حدثت بالأتي استنادا الى ما قال انها معلومات وليست تحليلا :
|
آراء
سوريـا فـي قلـب العـــــاصـفــة
أخبار متعلقة