قصة قصيرة
كم كنت أود أن أقيس حرارة تلك الدمعة بدقة لأسكت بها ثرثرة الطبيب الذي تغافل عنها منشغلا في ضخ حياة هاربة لنبض صامت .في المرة الأولى التي فاجأتني فيها كنت منشغلة كثيرا بلملمة ما تناثر منها على أرضية غرفة لا تعرف معنى الإخلاص لمريض واحد فتفتح ذراعيها لكل من يطرق بابها محمولا فوق أسرة عشوائية الصرير .هذه المرة ستكون لي فرصة أكبر لأستطيع أن أقيس درجة حرارتها و مدى لزوجة الماء فيها .. و ربما اختبر مقدار الملح من يعرف لربما زاد أو نقص و تلك الرائحة التي أصبحت تميزها منذ عزلتها في محبسها خلف الجفون..حتى اللون الذي تبدل و كان انعدامه فيها أساس تكوينها ،، بينما الأحمر الآن يطغى عليها بكل كثافة .بماذا سأخبر طبيبي حين يسألني ما أعراض انتكاسة الملح في حزقية لون تختنق غاباته بفعل حريق شب و لم تهرع السلطات لإنقاذه ..أفكر من سيخبره بكل تلك التفاصيل الآن ؟ و الصمت يفترس الفراغ حولي رغم همهمات تزاحمه و هذا البرد يحقن أوردتي بسكون تام ... صوت وحيد يشق عتمة الفراغ يتلو أوردة الرحمة و المغفرة و وقع خطوات تبتعد بعيدا .