شاهدت عبر إحدى القنوات الفضائية أحد عناصر الإخوان في ميدان رابعة العدوية وهو يرفع شعاراً كتب عليه «إنهم لا يستهدفون الإخوان بل يستهدفون الإسلام». إن هذا الشعار يستفز أي مسلم وهو يرى جماعة من الإخوان يزكون أنفسهم ويرفعونها لدرجة أن تتساوى هذه الأنفس مع مبادئ وقيم الإسلام من قرآن وسنة وهذا السلوك والاعتقاد منهم قد استنكره الحكيم العليم في محكم كتابه العزيز ـ حين قال:«ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» فهؤلاء الجماعة يمتدحون أنفسهم من خلال رفعهم ذلك الشعار الذي يساوي ويطابق بين الإسلام وبين الإخوان كبشر يصيبون ويخطئون بينما الإسلام كقرآن وسنة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا الإسلام لا يخطئ بل كله صواب لأنه من لدن حكيم خبير. فكيف يظن هؤلاء بأنهم والإسلام سواء بسواء؟ فإذا افترضنا جدلاً بأن زعمهم وظنهم واعتقادهم هذا صحيح فإن أي مسلم يمكن له أن يستغني عن الإسلام أو يستبدل به جماعة الإخوان لإنهم يساوون ويطابقون بين أنفسهم وبين الإسلام كمبادئ وقيم، فهل يعقل هذا القياس وهذه المطابقة؟! وإذا كان هذا القياس وهذه المطابقة صحيحة فإن كل متدين بدين غير الإسلام مثلاً كاليهودية والنصرانية يرى نفسه هو ودينه شيئاً واحد لا فرق بينهما فاليهودي على منطق الشعار المرفوع من قبل الإخوان يعني اليهودية والنصراني أو المسيحي على منطق ذلك الشعار الإخواني هو ودينه شيء واحد فإذا أردت أن تعرف الدين اليهودي أوالدين النصراني فما عليك إلا أن تنظر وتعاشر أي يهودي أو نصراني لأن لا فرق بين الدين وبين معتنقه على منطق الشعار المرفوع من قبل أحد عناصر الإخوان في مظاهراته واحتجاجاته في ميدان رابعة العدوية .بمعنى آخر أوضح فإن اليهودي يرادف الثوراة أوالدين اليهودي والنصراني أو المسيحي يساوي أو يرادف أو يطابق الإنجيل أو الدين النصراني مثلما أن الإخواني يساوي نفسه أو مرادف للدين الإسلامي أو القرآن والسنة وهذا منطق أعرج ومعتقد فاسد لأنه يساوي بين الصواب وبين من كتب عليه السهو والغفلة والنسيان والخطأ والميل والهوى والمزاج المتقلب فالحق أوضح وواحد والإنسان متقلب المزاج فكيف يتطابقات أو يترادفان أو يتساويان ؟!! .في الأخير هو صراع سياسي دنيوي وليس عقائدياً والإخوان يوظفون الدين لصالح السياسية والآخرون لا يوظفونه.
|
مقالات
استهداف الإخوان ليس استهدافاً للإسلام..!!
أخبار متعلقة