رواية
الفصل الثالث/ الجزء الحادي عشر اندفعت دموع هند في حرارة عند تلك النقطة ولم أقدر على فعل شيء، فقد شعرت بالذنب وكأني أنا السبب في كل ما جرى لإسراء وأختها فلم أكن أدري ماذا أفعل .حتى نهضت من على المقعد وأغادر المكان وأغلق الباب خلفي في هدوء، وأستقل سيارتي وانطلق على غير هدى في شوارع العاصمة حتى توقفت أمام كورنيش النيل وغادرت سيارتي ووقفت أتأمله في صمت .فقد أصبحت الأمور معقدة للغاية، بعد كل ما سببته من ألم لإسراء وأختها ... وافتراقنا طوال هذه السنين، حتى أنجبت طفلتها من حسن الصواف، وتذكرت تلك الدمعة التى ذرفتها إسراء عندما كانت في أحضاني ، تذكرتها جيدا وشعرت بما كانت تعانيه من ألم شعرت بقسوة القدر وقرار أبي - ضابط الامن - الذى لم يحافظ على حياتي واستقراري، وإجباره لي على زواجي من منال ابنة المحافظ في ذلك الوقت لأغراضه الشخصية، واقتناعه بأن هذا هو القرار الصائب .وها نحن الآن ندفع ثمن أخطائهم .أطلقت زفرة حارة بما يعتمل في نفسي عندما وصل تفكيري عند تلك النقطة وتلفت حولي لأجد فتى وفتاة يمشيان الهوينى بجانب الكورنيش ويتهامسان وهما يمسكان بأكف بعضهما البعض، فابتسمت في حنان، وغادرت المكان في هدوء تاركا لهما المكانلأستقل سيارتي، وأنطلق عائدا إلى المنزل ... لأبدأ في رسم حياة جديدة ، لا أعلم إلى أين ستقودني ...دقت الساعة الثامنة مساء وأنا ألتقط سلسلة مفاتيحي لأفتح باب المنزل بعدما أرهقني التجول في أنحاء المدينة .ودخلت إلى البيت في خطوات هادئة ، واهنة، وأفرغت متعلقاتي على الطاولة كعادتي دائماً ... وكان المنزل هادئا جدا.حتى تحركت في سرعة إلى حجرة ابنتي لأجدها تغط في نوم عميق، فتنفست الصعداء وصعدت درجات السلم في سرعة إلى حجرة نومي. ودنا إلى أذني صوت خرير الماء معلنا أخذ زوجتي منال لحمامها اليومي، وفي برود روتيني ، فتوجهت إلى ركن الحجرة لألتقط منامتي وأنا أفكر في كل المجريات التي ألقتها لي الحياة في هذا اليوم، حتى قاطعني رنين هاتف زوجتي المحمول .فألقيت نظرة خاوية على الهاتف وأنا أصيح في زوجتي .-إنها مكالمة لك يا منال ويبدو أن منال كانت مستغرقة تماما لدرجة أنها لم تنتبه إلي، فمطيت شفتي في لا مبالاة وفتحت باب الحجرةوتسمرت في مكاني شئ ما قفز إلى عقلي بعد كل ما جرى، وربطت الأحداث الجديدة مع ظهور حسن الصواف في حياتي مجدداً، وبقفزة واسعة التقطت الهاتف، وتصاعدت الدهشة والشك في أعماقي إلى ذروتهافقد كان الهاتف لا يحمل رقم المتصل وبكل ما يجول في عقلي من انفعال ، ضغط على زر الإجابة ....وبكل قسوة .يتبع......