لا تظهر الوطنية الحقيقة لأي مواطن إلا بوقوفه في وقت الأزمات والمحن التي يمر بها وطنه فيعمل ما وسعه الجهد من أجل المساهمة في التخفيف من هذه الأزمة أو العمل من أجل التهدئة قدر المستطاع للأوضاع داخل البلاد والبحث عن المزيد من الاستقرار والأمن والطمأنينة لأبناء جلدته ومواطنيه ومجتمعه ويتحاشى الوقوع في المشاركة في توتير الأوضاع وتصعيدها وتأزيم الناس ودفعهم إلى التذمر والشكوى أو إخراجهم من أطوارهم فيصدرون ردود أفعال سلبية وسلوكيات غريبة وتصرفات مريبة تؤدي إلى أفعال مشينة تضر بالآخرين وتثير الذعر والخوف والفزع عند البعض منهم، فالإزعاج والقلاقل تخلق إرباكا وتعطل مصالح الناس وتؤثر على معاشهم وشؤونهم واستقرارهم وأحوالهم الاجتماعية والنفسية.فأين الوطنية من قطع الطريق وإخافة السبيل وقطع الكهرباء وأنابيب الغاز والنفط، وأين الوطنية من قتل النفس التي حرم الله أو سرقة بنك وطني أو خاص أو سرقة سيارة أو منزل أو بسط على عقار مواطن آخر أو اختلاس ملايين من المال العام؟! وأين الوطنية من إتلاف الممتلكات العامة والخاصة أو سلبها ونهبها، وأين الوطنية من استيراد أسلحة ومسدسات مهربة إلى الوطن من أجل قتل واغتيال أنفس بريئة وآمنة وزكية لا ناقة لها ولا جمل؟!.أين الوطنية من تحريض الناس على الخروج بطريقة عشوائية وفوضوية- وبلا إذن مسبق أو تنسيق مع الجهات المسؤولة على أمن وسلامة الوطن والمواطن- بهدف إقلاق السكينة وتعبئة الناس بعضهم ضد بعض لمجرد اختلافهم معهم في قضايا سياسية أو حزبية أو طائفية وقد يحدث بينهم احتكاك وتصادم تكون نتيجته إزهاق أرواح بريئة من الطرفين أو جرح عدد منهم بسبب هذا التحريض غير المسؤول والتعبئة الخاطئة.الوطن الآن وفي هذه اللحظة والفترة الراهنة في حاجة ماسة لأبنائه الوطنيين للوقوف معه في أزمته والعمل على إعادة تطبيع الأمور وإعادة المياه إلى مجاريها حتى يقف الوطن على قدميه ويستطيع أن يمضي في مسيرة النهوض من كبوته هذه سليماً معافى في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ وطننا الحبيب مرحلة الانتقال إلى مستقبل أفضل وغد مشرق بإذن الله.الوطن الآن يمر بمرحلة توافقية وينبغي على كل مواطن حريص على وطنه أن يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه، هذا إذا كان يشعر بالفعل بأنه ينتمي لهذا الوطن، وأن يتناغم وينسجم مع هذه المرحلة التوافقية ويساعد في توازن الأمور واستقرار الأوضاع وأن ينخرط في حملات توعوية إعلامية وندوات ومحاضرات واجتماعات تتناول التعريف بأهمية الحوار والعمل على تهيئة كافة شرائح المجتمع وفئاته السياسية والاجتماعية والمدنية لحدث قادم هو الحوار الوطني الشامل.الذي سيتحدد بعده مستقبل اليمن الواعد بالخير والعطاء والأمل بإذن الله.ختاماً نقول لمن يصطادون في الماء العكر هل المهاترات الإعلامية تبني وطنا أم تؤدي إلى تكريس الفوضى داخل الوطن وإلى زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي؟!.الوطن بحاجتنا جميعاً للوقوف معه وانتشاله من أزمته وإخراجه من محنته لان الوطن يستحق ذلك، لأن الوطن هو نحن ونحن نكون الوطن وكأننا حين ننقذ الوطن إنما ننقذ أنفسنا.
|
آراء
الوطن محتاج لكل مواطن في الوقت الراهن
أخبار متعلقة