تعودنا دائماً أن نشهد في الأيام التي تقترب من أعياد الثورة إعلانات لا تحصى ولا تعد عن تدشين أو افتتاح لمشاريع بملايين الملايين كل عام (في نفس المجالات) ويسمونها انجازات تنموية، ويسميها المواطن إخفاقات تنموية وإنجازات عشوائية، كونها لا تتحقق على الواقع ولا يلمسها المواطن ويظل يبحث عنها لأنها لم تحقق أهدافها أو وفرت احتياجاته في الحياة، وتعود على ذلك سنين الله، لأنه لا وزير ولا محافظ أو مدير يمتلك خطة برامج لتنفيذ مهماته ولا يعرف المواطن ما هي؟! كما يعرف بأن ما يتحدث عنه لا قيمة له عندهم وإلا لوجد آذاناً لا أفعالا منافية مثل إهمال مستشفيي الصين وعدن المغلقين وتصفية المستشفيات من البعوض والصراصير.ولنأخذ مثالاً لجانبين يتناقض الإهتمام نحوهما، الطرقات والمستشفيات، سنجد على مدى السنوات الماضية وحتى اليوم، أن الطرقات تحظى بالاهتمام الأول ونصيب أسد الأسود من آلاف المليارات التي يسهل توفرها وما صرف عليها سينشئ طرقات إلى الصين ولكنها لم تصل لأنها تتقشر وتتحفر بعد أشهر، وتتراكم فيها مياه الأمطار والمجاري بحيرات وتسير عليها كأنك في خبت الرجاع أو جلاجل.ولا تحظى المستشفيات والعلاج الطبي والرعاية الصحية، باهتمام أو يتوفر لها نصيب يذكر، ولا يحتاج ذلك إلى شهادة شهود أو أدلة إثبات، فالتدهور ملموس وواضح وضوح الشمس (لصالح) المستشفيات والعيادات المسماة نموذجية أو دولية وتخصصية وهي أشبه بمسالخ للجيوب والضحك على الذقون، بجلب أطباء فوت بات، وإلا لما سمح لها فرع الصحة بعدن بالعمل في مبان لم تنشأ كمستشفيات ولذلك توسعت وانتشرت بلا حساب أو إشراف والداخل إليها مغلوب والخارج منها محظوظ ويقدر ينقذ نفسه بالسفر للخارج، وهناك يرمون كل أوراق علاجه وفحوصاته وحتى أدويته في الزبالة ويشهد على ذلك كل المرضى الذين سافروا للعلاج، وهو دليل على تدهور الخدمات الصحية في مستشفياتنا وإلا لكان مسؤولونا يتعالجون فيها ولا يسافرون للعلاج من الزكام، حتى أصبحت عدن بدون مستشفى ومجمعات تغلق في الثامنة مساء وأيام الخميس والجمعة، و(الذي صنف يمرض يوم الربوع الله معه)، أو يحول له طبيب مثلي بمثل كفاءة د. ميساء طه علي طه تعالج له ضرسه أثناء راحة الصحة!!كلنا يعرف أن مستشفى الجمهورية (كان) يقدم أفضل الخدمات الطبية لمواطني عدن وكل مواطني المحافظات المحيطة وأبعد منها، ولما رفعوه إلى هيئة بهدف رفع ميزانيته التشغيلية ومستوى خدماته للمواطنين، منحوه (فتات) الموازنات مقارنة بما يمنحونه للهيئات الطبية المماثلة، ولم تجد الاستخدام الأمثل فوق ما يدفعه المجتمع غير الطلاء والطلفسة، ليزاد التدهور، ولما أضافوا إلى تسميته (النموذجي) تمشياً مع الموضة لتسميات المسالخ الخاصة تحول إلى مقبرة للأشباح إذا دخلتها ليلاً، تراها في الظلام بفعل أضواء السيارة وهي تتقفز في طرقاتها وأنت تنقل مريضاً إليها تصاب بالفجعة وتمرض بالصفار بجانب مريضك، وفوقها لا تجد طبيباً أو أجهزة طبية صالحة أو متخلفة. وإذا دخلتها في الصباح تصاب بحسرة وألم من أول ما تدخل الطريق إليها تعكس حالة الشقاء والبؤس التي وصل إليها المستشفى الأفضل في المنطقة ورائحة طفح المجاري وسط ما تسمى الأقسام الخارجية وبسببها أقدم كادرها على الإضراب ؟ ولو كانوا سخروا الـ 250 مليون ريال لترقيع حفر طريق المعلا والتواهي في شراء احتياجات المستشفى النموذجي من الأجهزة الطبية الحديثة لإنقاذ حياة الناس وجيوبهم وتوفير سيارة إسعاف بدلاً عن التي تخربت بعد خليجي عشرين وفرع الصحة ساكت ولا كلمة واستبدال السيارة المسماة (إسعاف) التي تنقل مرضى العمليات في الطوارئ من دون طاقم طبي متخصص وأجهزة طبية على تلك الإسعافات المعادية للنظافة والتعقيم .. وعيب أن تكون مستشفياتنا من دون سيارات إسعاف حقيقية وخاصة في عدن !! وأسوأ من ذلك كله أن غرف العمليات في المستشفى والطوارئ وقسم الانعاش تنعدم فيها أدنى مستويات السلامة الصحية والتعقيم والأجهزة الطبية الحديثة وما فيها هو مخلفات مثل المطبخ وأدوات الأكل و(مصبنة) الملايات والثياب ، وهذه أوضاع حقيقية نضعها استجابة لموقف هيئة المستشفى الجديدة بطلب توسيع المشاركة للارتقاء بالخدمات الصحية التي كان يمكن لمسؤولي المستشفى وفرع الصحة والسلطة المحلية تجاوز تدهورها من خلال اهتمامهم في كل سنة من السنوات الماضية بأحد الجوانب.اليوم بحضور مديري العموم لفرعي وزارتي الصحة والسكان التخطيط والتعاون الدولي ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بعدن أجلت هيئة مستشفى الجمهورية اجتماع إقرار موازنة العام القادم 2013م إلى اجتماع آخر لتوسيع المشاركة بالرأي ويتضح من هذا الأمر أن الموازنة لم تعد من قبل المعنيين من مدراء أقسام المستشفى وأتبع أسلوب خاطئ في إعدادها ولا لوم على هيئة المستشفى فهم أطباء اختصاصيون بالمرضى وليسوا اختصاصيين في الإدارة وإلا لكانوا قد أصدروا أمراً في الفصل الأول من هذا العام لكل المعنيين يطالبهم بتقديم تصوراتهم واحتياجاتهم للعام القادم ، كما ينبغي أن يكون في إعداد الموازنة وخطة عملهم السنوية التي ستبنى عليها الخطة العامة للمستشفى وهي السبيل الوحيد لتحقيق شيء ملموس على الواقع في توفير الأجهزة الطبية الحديثة ، تغيير أسرة وأثاث وفرشان وملايات المرضى التي لم نر يوماً بأنها تغيرت ، استعادة سيارات الإسعاف وتوفير طواقمها ،وتوفير أطباء اختصاصيين في كل تخصص على مدار الساعة وضع خطة تدريب وتأهيل لرفع مستوى التمريض والأطباء وإدارة المستشفيات والتغيير الشامل للمطبخ ولملابس المرضى والنظافة والتنظيف و(التصبين) وتطوير المختبرات ومحاليلها وكادرها فهي أساس التشخيص وإعادة الطوارئ إلى موقعه الصحيح وتوفير طواقمه المتخصصة وأجهزته الحديثة اللازمة ووضع نظام ضوابط للترقيات والانتقال للأطباء الاختصاصيين ذوي الخبرة لكلية الطب للدفع بمخرجات أفضل ، وتأهيل المجمعات الصحية بما سبق ذكره واستعادة المساحات المنهوبة من ارض حرم المستشفى وكذلك لا تنسوا الأدوية اللازمة من إيراداتنا في مساهمة المجتمع ، وأسهموا في رفع البؤس والشقاء والقذارة من أول ما تدخل المستشفى والغوا إحالة الأطباء الاختصاصيين للتقاعد والبطالة وحولوهم إلى مدرسين في كلية الطب وألغوا نظام التعيينات بالبركة المؤدي إلى البركة؟! ولكم تحية من كل مواطن والأميرة الكساندرا لإعادة الحياة للذي كان مستشفى اليزابيث!!
|
آراء
بؤس مستشفى وآمال المرضى
أخبار متعلقة