لقاءات / أحمد كنفاني أكد عدد من العلماء والخطباء والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة أن العنف بكافة صوره وأشكاله لا ينسجم مع الشريعة الإسلامية والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية فضلاً عن المعايير الأخلاقية والإنسانية وأشاروا إلى ضرورة وأهمية تعاون الجميع في منع ومناهضة كل أعمال العنف وتحمل الجهات المعنية في الدولة مسؤولية ضبط مرتكبيها وتقديمهم ليد العدالة وتطرق العلماء والخطباء ومختلف منظمات المجتمع المدني في المحافظة إلى النتائج والآثار السلبية الوخيمة التي يحدثها العنف على المجتمع والإضرار بالمصلحة العامة والوطنية ومجالات التنمية منوهيين في أحاديثهم لـ 14 أكتوبر بأهمية عقد تنظيم عدد من البرامج التوعوية بشكل دوري لتعزيز ثقافة مناهضة العنف واحترام الحقوق للحد من انتشاره بشتى الوسائل الممكنة ..فإلى حصيلة اللقاءات:. الحوار الهادف بداية قال الأخ / صالح حسن مهدي المأذون الشرعي لمنطقة 7 يوليو في محافظة الحديدة إن من أهم الأساليب الوقائية والعلاجية للحد من ظاهرة العنف الاهتمام بعملية التنشئة الاجتماعية وترسيخ القيم والعادات الايجابية وتعليم الأبناء على الاعتدال والوسطية وكيفية التعامل مع الآخرين وأهمية فتح الحوار الهادف ومناقشة المشاكل التي يواجهها الفرد في المجتمع والعمل على تنمية وتطوير الوعي التربوي وتوعية المدرسين بأهداف مهنتهم التي من أهمها خلق المواطن الصالح وإعداد البرامج الموجهة لفئة الشباب وتوعية أولياء الأمور بالدور الملقى على عاتقهم في نبذ العنف بكافة أشكاله وصوره. التنشئة الاجتماعية و أوضح الدكتور عصام عقلان مدير مركز تنمية المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الحديدة أن العنف هو كل سلوك يؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرين أو الممتلكات وله أشكال وصور عديدة من جسدي أو نفسي وأشار إلى أن من أهم أسباب انتشاره أسلوب التنشئة الاجتماعية الخاطئ داخل الأسرة والتقليد الأعمى للأقران وذلك لتحقيق الذات والمشكلات الاجتماعية والاضطرابات النفسية التي يعاني منها الشباب. ولفت إلى أن من مظاهر العنف الجانب السلوكي ـ عدم المبالاة العصبية الزائدة عدم ـ القدرة على التركيز - السرقة - الكذب ) وفي الجانب التعليمي( التسرب المدرسي - الغياب المتكرر - انخفاض التحصيل الدراسي) وفي الجانب الاجتماعي ( اضطراب الجو الأسري) .. وفي الجانب الانفعالي “ الاكتئاب انخفاض مستوى الثقة بالنفس - المزاجية - الشعور بالخوف. وأكد أن لكل من الأسرة والمدرسة الدور الكبير في الحد من ظاهرة العنف كغرس الثقة في نفوس الأبناء مع الحرص على عدم تعرضهم للإحباط وتحديد السلوك السلبي الذي يلزم تعديله مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي وإحداث التغير الايجابي والسؤال عنهم إذا ظهرت عليهم علامات التغيير في المظهر أوالسلوك وإعطائهم الفرصة الكاملة للحديث والاستماع لهم مع ضرورة الاهتمام بالبرامج الوقائية كإقامة المحاضرات والندوات لتعريف الطلاب والشباب مفهوم العنف وأشكاله وكيفية التعامل معه وتجنبه . الإسلام دين السماحة ونبذ العنف فيما أكد الخطيب محمد فؤاد الرادجي جامع الحسين في القناوص أهمية دور علماء الدين في تبيين سماحة الإسلام للناس والابتعاد عن العنف والتطرف وإقلاق السكينة العامة والاقتداء بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في الأخلاق والصفات الكريمة ومنها السماحة والرفق واللين وحسن المعاملة مع الغير.الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من جهته أشار المرشد محمد فتيني عوض من مديرية المنيرة إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف يدعو للتعامل الحسن مع غير المسلمين فكيف بالمسلمين أنفسهم وما يحدث من عنف وتطرف وإرهاب وإقلاق للسكينة ليس من ديننا الإسلامي وهو بريء منه .. لذلك فعلى المسلم الاتعاض والتحلي بما أمره الله به والاقتداء بسنة رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه والتحلي بصفاته وأخلاقه المحمدية العظيمة التي شهد له الأعداء بها في عفوه وسماحته ورفقه ولينه وحسن معاملته ونبذه للعنف الذي لا يخدم إلا أعداء الإسلام. نبذ العنف والبغضاء ولفت عبده علي المنصوب مدير جمعية أبي موسى الأشعري إلى أنه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها بلادنا ليس لنا إلا أن نلتقي ونتحاور ونجتمع ونتناقش وتكون اللغة المشتركة بيننا هي لغة الحوار والفكر والفقه والعمل لما فيه مصلحة أنفسنا ووطننا وليس لغة الإرهاب والتطرف. وقال مجاهد علي ناصر على الجميع العمل نحو مجتمع متعارف متآلف متراحم والسعي يداً بيد نحو تحقيق غاياتنا وتطلعاتنا في الحياة الكريمة التي ننشدها لنا ولأجيالنا القادمة من بعدنا فلا للعنف وإراقة الدماء وإثارة العدوان والبغضاء الضغائن نعم لوحدة الصف وجمع الكلمة وحقن الدماء والتصدي لكل من يحاول أن يثير العدوان والبغضاء والضغائن في أوساطنا. فهم متطلبات الواقع وقال مرشد علي القحوي مدير مؤسسة الزهراء الاجتماعية الخيرية : التفاعلات والتجاذبات والاختلافات في الرؤى هي من ضرورات الحياة التي هي لغة الحاضر والإنسان هو جزء منها على مافيها من ثقافات ومعاني لاستيعاب المراحل الحياتية وحاجاتها وفهم متطلبات الواقع والعمل على تحقيق هذه المتطلبات ويؤمن نفسه ومن حوله سواءً كان المحيط به أو الوطن .. ونحن في هذه الفترة العصيبة التي يشهدها الوطن نقول هل من نظرة ترصد آفاق المستقبل وتستوعب عالم اليوم وتؤمن بالعدالة والسلم الاجتماعي الذي يتوافق مع ضرورات الحياة الاجتماعية من الضرورات المهمة في شرع الحياة والدين وشرط من شروط استمرار البقاء للكائن الحي بل هو الذي يحقق للإنسان الرفاهية والسعادة وكسب الرزق ويبعث الآمال في البناء والتطور ويغرس في قلوب الناس الطمأنينة ايماناً بأن الفوضى لغة العاجزين وسلاح يقتل كل ماهو جميل أن السلوكيات الخاطئة وحمل السلاح لا تمت بصلة إلى الدين الإسلامي نحن نؤمل على أبناء وطننا من بأن أخلاقهم الدينية والإنسانية النبيلة لا تسمح أن يقبلوا بمثل هذه الأساليب ونشر الفوضى وإخافة الناس. السلوكيات المرفوضة وقال الشيخ محمد سعد الحطامي رئيس مؤسسة الزهراء الاجتماعية الخيرية إن المنزل والمدرسة هما البيئة المهمة لتنشئة الطلاب والشباب الذين يكتسبون جمع معارفهم وممارستهم منها واكتساب الثقافة المناهضة للعنف ويمكن القول أن المدرسة هي المجال الأفضل والأساسي لنشر ثقافة السلوكيات المرفوضة وهي السبيل الأمثل لتنمية السلوكيات الإيمانية عند الأطفال وأشار الحطامي إلى انه من الضروري أن تتضافر جميع الجهود الحكومية والخاصة بقيم النشء والشباب بما يجب عليهم فعله وكيفية تعزيز وعيهم بحقوقهم واحترام الآخرين وغرس قيم الولاء والمحبة ونبذ العنف والإرهاب. السلوك المرفوض وأشار الأخوان زكريا السلامي ومروان عبده شامي إلى أن نشأة العنف ترجع إلى الحضارات القديمة بحكم أنها ليست ظاهرة وليدة العصر غير انه في الآونة الأخيرة اظهر توثيق حجم العنف وأثره على المجتمع بشكل عام وهناك مشاكل عالمية مهمة وخطيرة ألا وهي ظواهر العنف عند الأطفال والمرأة والأسرة والاهتمام الكبير الذي توليه الدول والأبحاث العلمية بظاهرة العنف في يومنا هذا يعود إلى زيادة انتشارها بصورة رهيبة خاصة في زماننا هذا مع كثرت الحروب والنزاعات والفتن وما تمخضت عنها من سلوكيات ومظاهر وأشكال مختلفة للعنف على مستوى الأفراد والمجتمعات وأشار إلى أن ظاهرة العنف ظاهرة خطيرة يكتسبها الفرد من المجتمع والحياة والعمل ويستخدم العنف كرد وهو سلوك مؤلم مرفوض يظهر في شكل عدوان صريح أو خفي يضر بالآخرين سواء كانوا بشراً أو غيرهم من الكائنات الحية ولا يحبذ ممارسته نهائياً . الاستشارة والنصيحة من جهته أفاد منسق مشروع الخط الساخن بمستشفى السلام للصحة النفسية في المحافظة أن عدد المكالمات الهاتفية التي تلقاها الخط الساخن وحملت في ثناياها مناقشة عدد من القضايا لبعض شرائح المجتمع في المحافظة والمحافظات المجاورة لتقديم الاستشارة والنصيحة والتوعية خلال الأشهر الثمانية الماضية 2012م ( 86) اتصالاً توزعت بين ( 33) اضطرابات و (16) مراهقة و( 23) اجتماعية و (14) أخرى مثلت فيها قضايا العنف النسبة الأكبر فيها ما بين جسدي وقسري وذاتي وأوضح عبدالله يونس جبيلي أن الخط قام بأداء دوره وتقديم النصح والتوعية تجاها عبر عدد من الاختصاصيين العاملين في الخط الساخن. السلام والاستقرار واختثم الحديث الأخ خالد عبده مقبل الذبحاني مدير الشؤون الإدارية والمالية بمستشفى دار السلام بالمحافظة بالقول: ظاهرة العنف تعد إحدى الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تفشت مؤخراً في بلادنا وبشكل كبير جداً خلال السنوات الماضية وتحتاج إلى وقفة جادة للحد من مخاطرها وأضرارها على الفرد والمجتمع.
|
ءات
عدد من العلماء والخطباء والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة لـ 14 اكتوبر
أخبار متعلقة