ذكرت صحيفة ودا يلي إكسبرس) البريطانية أن نادلة في مقهى مدينة بليجوث وبخت رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لأنه تجاوز طابور الانتظار ليطلب فنجاناً من القهوة، فصمت كاميرون وعاد إلى الوقوف في الطابور. وفي العام المنصرم لا تزال ذاكرتي تختزن ذلك الخبر الذي ذكرت فيه الصحف أيضاً أن وزير الزراعة الأوكراني شوهد وهو يدخن السيجارة في مطار كييف الدولي ولان هذا الأمر ممنوع في المرفق العامة هناك وبضمنها المطارات فقد تمَّ إيقاف هذا الوزير ومعاقبته بدفع الغرامة المالية المقررة وتم أيضاً تنفيذ هذه العقوبة.هناك بعيداً عن الدول المسماة بالعالم الثالث هكذا يتم التعامل في الإطار الأخلاقي في المقام الأول ثم في الإطار القانوني في المقام الأخير، هناك نادلة إنسانية بسيطة، مغمورة تؤدي عملها البسيط وهو تقديم القهوة لا تقول لرئيس الوزراء في دولتها وهو أكبر رأس هناك أخطأت، بل توبخه وتأمره أن يلتزم بالطابور والنظام في لفتة من لفتات التعامل الأخلاقي بعيداً عن القانون، وهذا الرئيس «الأكبر رأس» يلتزم الصمت ويعود إلى الطابور والانتظار، وكان بإمكانه استخدام سلطته «وعضلاته» كما يستخدمها الرجال الكبار في دولنا وعالمنا الثالث و»يسوّد عيشة هذه المرأة» ويجعلها عبرة لمن لا يعتبر وحكمة الرجل أدرك خطأه فتراجع بصمت لأنه لا يرى في نفسه إلا إنساناً ومواطناً عادياً قبل أن يكون مسئولاً ورئيساً للوزراء في هذه الدولة العظيمة التي كانت في يوم من الأيام تحكم إمبراطورية لا تغيب عن الشمس.وهناك وزير تم التعامل القانوني معه بعد أن تجاوز الحد ودخل في المجال المحذور وارتكب الخطأ ودخن السيجارة في مكان عام وفي نهاية الأمر أعترف بالخطأ وأمتثل للنظام والقانون ودفع الغرامة المالية المقررة ولم يقل لهم «أنا الوزير» ومن ذا الذي يمكنه أن يعاقب وزير، ولم يبرر لهم ولم يقل أن «الخرمة كانت با تكسر رأسه».أصل الحكاية وباختصار إننا سنظل نعيش على هامش العالم طالما ارتضينا لأنفسنا أن نكون على هذا الهامش الذي يأتي في المرتبة الثالثة والأخيرة؛ لا نتعامل بالأصول التي تحترم الفرد وتقدر إنسانيته وتجعله يتساوى مع الآخر في العرف والنظام والقانون دون النظر إلى الوظيفة التي يتولى القيام بها ودون النظر إلى المكانة التي يحتلها على سلم الحياة الاجتماعية المعاشة بمختلف أوجهها حتى تستقيم الأمور ويعم الاحترام الإنساني للإنسان.ومسكين هذا ديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي تقبل توبيخ نادلة المقهى وعاد للوقوف في طابور طلب القهوة ومسكين هذا الوزير الأوكراني الذي امتثل للنظام والقانون ودفع غرامة مخالفة التدخين أما رؤساء ووزراء ووزراء العالم الثالث فهم أبطال أشاوس ورجال بمعنى الكلمة لأنهم لا يمتثلون لنظام والقانون.
|
آراء
مسؤولون مساكين
أخبار متعلقة