ثانويتا محيرز ومأرب النموذجيتان لم تتوقف الدراسة فيهما
لقاء / أمل حزام المذحجي- تصوير/ عبدالقادر بن عبدالقادر أوضحت الأستاذة ياسمين ملهي مديرة ثانوية محيرز للبنات بمديرية التواهي لصحيفة 14 اكتوبر أن “ الامتحانات مستمرة وقد بدأت من تاريخ 12/ 5/ 2011م وستستمر حتى 30/ 5/ 2011م وتشمل الصفوف الأول الثانوي والثاني الثانوي (علمي وأدبي) وبالرغم من الصعوبات في ظل الأوضاع الراهنة إلا أن إدارة الثانوية تقوم بتذليل المصاعب ومراعاة الظروف من حيث الأسئلة التي جاءت سهلة وسلسة ومباشرة “، مؤكدة أن ثانوية محيرز لم تتوقف الدراسة فيها، واستمر الحضور من قبل الإدارة والمعلمين والطالبات.وأضافت مديرة ثانوية محيرز أن الإدارة قامت بعدد من التسهيلات في مشكلة بعض الغيابات من قبل الطلاب والسماح لهم بتقديم الاختبارات لدخول امتحانات الفصل الثاني، مشيرة إلى أن مستوى الطالبات في ثانوية محيرز متفاوت بين الامتياز والجيد والجيد جداً والمقبول وأن الإدارة تقف وقفة صارمة وجدية أمام المستويات المتدنية ويكون ذلك عن طريق المعالجات من قبل الإشراف الاجتماعي وتوزيع إخطارات شهرية للطالبات لتسليمها لأولياء أمورهن ليعرفوا مستواهن، إلى جانب التواصل المستمر مع أولياء الأمور ومجلس الآباء في اجتماعات تقوم الإدارة بتنظيمها كل شهرين من أجل تحسين مستوى الطالبات الدراسي والخروج بحصيلة مشرفة من المعرفة والثقافة والعلم لمواصلة المسيرة الدراسية ما بعد الثانوية العامة.وأشارت الأخت ياسمين ملهي مديرة الثانوية إلى أن الاهتمام الأكبر اليوم موجه إلى (الثالث الثانوي) وكذلك (الأول الثانوي) بسبب النقلة النوعية من الصف التاسع إلى الأول الثانوي، فتجد أن الطالب يقع في مشكلة بسبب كثافة عدد المواد التي كانت في الصف التاسع (7) مواد وأصبحت في أول ثانوي (13) مادة، وهنا يأتي دور الإدارة في محاولة إيجاد الموازنة بين عدد المواد والمنهج نفسه فالطالب يضطر إلى خوض تجربة صعبة لاستيعاب المواد العلمية والأدبية، والاهم هو الاختيار الأنسب للطالب في الثاني الثانوي لمواصلة المسيرة الدراسية، التي ستحدد ميوله إذا كان علمياً أو أدبياً لمتابعة دراسته لاحقاً في الكليات.[c1]إعادة كتابة المناهج الدراسية:[/c]وخلال اللقاء قالت مديرة ثانوية محيرز إننا نتمنى من وزارة التربية والتعليم ومن يقومون بكتابة المناهج الدراسية وتحديد المسار الدراسي وتنظيم المواد والكتب، النظر إلى هذه المرحلة التي تلعب دوراً كبيراً في تهيئة ونقل الطالب من مستوى إلى مستوى ويتم فيها تحديد مستقبل الطالب.ولفتت مديرة ثانوية محيرز أثناء الحديث إلى أن الإدارة المدرسية تعاني من ضعف مستويات بعض الطالبات في اللغة العربية والرياضيات والسبب يعود إلى أساسيات التعليم في المرحلة الدنيا (من الأول إلى الثالث الابتدائي) التي تعتبر مرحلة تمهيدية للطالب، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالطلاب في هذه المرحلة حتى الصف الرابع لأن الصف الرابع أيضاً يعتبر نقلة للطالب فالنقل الآلي هو المشكلة الكبرى، فيصعد الطالب إلى الصف الرابع ولا يستطيع استيعاب كثافة المواد وظهور الموادالجديدة فعلى الطالب على الأقل أن يجيد الكتابة والقراءة. فهذا هو المهم وبعد ذلك يأتي دور التثقيف. مؤكدة أن هذا الجيل ذكي ولكن لا يستطيع توجيه ذكائه نحو الشيء المفيد، فلابد من تفعيل المكتبات ودورها واستكمال رفد بقية المدارس بالمكتبات من المراحل الأساسية واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة لدعم الطالب وتحبيب القراءة والكتابة إليه واستخدام القصص والصور المعبرة وغير ذلك من الوسائل التعليمية التي يستطيع بها المعلم إحداث تغييرات نوعية وجذرية في أساسيات القراءة والكتابة لدى الطالب وبالذات اللغة العربية التي تعتبر أساس التعليم.وقالت إن غالبية مواردنا في الثانوية مرتبطة بالتقنيات ويتم إعداد برامج للمواد الدراسية العلمية والأدبية ويجب أن تكون هذه التقنيات موجودة في التعليم الأساسي لكسر الروتين وليصبح الدرس تطبيقاً وليس فقط نظرياً وأن يعمم ذلك على جميع المدارس.. إلى جانب تفعيل دور التربية فتسمية وزارتنا هي (التربية والتعيم) أي أن نبدأ بالتربية، فنربي الطالب على معرفة واجباته وحقوقه ونزرع فيه منذ الصغر معنى الاحترام والأخلاق والقيم والمبادئ والتمسك بالدين ومبادئه الأساسية التي تقوم على السلام والأمان والمحبة، ونحن في ثانويتنا نحاول توفير ما يلزم وبذل الجهود لترغيب الطالب في المدرسة. وأشارت الى وجود ((أنشطة عديدة الى جانب الدراسة منها المسابقات الفكرية ومشاركات عديدة وصلنا فيها الى مستوى المحافظة والجمهورية وعدد من المعارض يتم فيها عرض مهارات الطالبات في التدبير المنزلي والأشغال اليدوية والحرفية والألعاب الرياضية))، مناشدة الجهات المختصة بتوفير مدرسات للتربية البدنية في الثانوية لتتمكن الطالبات من المشاركة بحرية، وكذا الاستفادة من المساحات الكبيرة لصالح الطالبة.[c1]الإشراف الاجتماعي مهم للطالب[/c] وأشارت الاستاذة ياسمين الى أن المستوى العالمي متقدم جداً من ناحية الاشراف الاجتماعي والدراسات النفسية لدعم الطالب ومعرفة مشاكله وهمومه من أجل التخلص من المعوقات ورفع قدراتهم وتوجيهها الى الشيء المفيد وإخراج مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية واستغلالها ورفع وعيهم ومستواهم العلمي وتحصيلهم للحصول على جيل مثقف قادر على العطاء مستقبلاً.أما بالنسبة للثالث الثانوي فتقول ياسمين : نحن على استعداد كامل لخوض الامتحانات النهائية بنجاح، وبالرغم من الصعوبات التي يواجهها الطالب في ظل الظروف الحالية الصعبة فبسبب قطع الطرق والعصيان المدني واجه بعض الطالبات صعوبة في المجيء الى الثانوية، ولكن إدارة الثانوية لم تقف عاجزة أمام هذا، بل استطعنا تذليل الصعاب وإكمال المنهج وتوفير ما يلزم لمن تغيبوا من أجل مواصلة الدراسة لدخول الامتحانات النهائية.وناشدت الأخت ياسمين ملهي باسم التربويين جميع الجهات ذات العلاقة ألا يتم خلط السياسة بالتربية وتجنيب الطلاب خوض هذه التجربة وحمايتهم من الأضرار الفكرية المترتبة عليه والتي ستؤثر مستقبلاً على أفكارهم وتعيقهم عن معرفة الصح والخطأ وتدخلهم في دهاليز معقدة ليس باستطاعة عقولهم الشابة التمييز فيها، متمنية لجميع الطالبات النجاح والتوفيق.[c1]استجابة الطلاب لحضور الامتحانات[/c]وكان لنا لقاء بالاستاذه هيام يوسف جاوي مديرة ثانوية مأرب بمديرية المعلا قالت فيه : في البداية أشكر صحيفة 14 أكتوبر للنزول الى الثانوية وتلمس أوضاع الطلاب. مؤكدة أن ثانوية مأرب لم يتم إغلاقها ولكن بعض أولياء الأمور خافوا على أولادهم في ظل الأوضاع السياسية وموقع مدرسة مأرب في مديرية المعلا، فتقلص عدد الطلاب في الحضور مؤكدة أن بدء افتتاح الثانوية في الفصل الثاني كان في 12 فبراير لهذا العام وكانت الدراسة منتظمة وبدأت المشاكل في يوم 19 مارس حيث بدأت تظهر صراعات في المنطقة. وبالرغم من ذلك كان حضور الطلاب بنسبة 20 % من العدد الاجمالي ولم تغلق الثانوية. فالوضع العام يحكم ولا لوم على الطلاب أو أولياء الامور فسلامة الطالب هي المهمة الأولى وتأتي بعدها الدراسة.وأضافت الاستاذة هيام : ونتيجة لتلك الظروف تم تحديد دروس الامتحانات من 12 فبراير حتى 19 مارس وتم إدخالها في الامتحانات بطريقة رسمية مؤكدة أن الطلاب كانوا يستجيبون للحضور الى المدارس ولكن عندما تبدأ المسيرات والاحتكاكات يخرج الطلاب بزيهم الرسمي الى الشارع وتتوقف الدراسة أسبوعاً وأحياناً أسبوعين.[c1]نقوم بمراعاة الطلاب قدر الإمكان[/c]واستطردت مديرة ثانوية مأرب : الإدارة قامت بجميع التسهيلات باستدعاء الطلاب قبل الامتحان وقدمت لهم بعض الدروس لمواكبة الامتحانات، وبدأنا الامتحانات في يوم 8 مايو وكانت نسبة حضور الطلاب للامتحانات 100 % وسوف نقوم بمراعاة مصلحة الطالب قدر المستطاع.[c1]المنهج مكثف ولا يناسب ظروف الطلاب[/c]وأكدت أن الصعوبات تتمثل في الصف الأول الثانوي بسبب تدني المستوى وطريقة التعليم صارت من الكل الى الجزء والمنهج مكثف ولا يتناسب مع ظروف ومناخ الحياة في داخل اليمن، ولا مع طلاب في سن المراهقة فلابد من إعداد منهج يناسب مرحلتهم العمرية لتوصيل المعلومة بطريقة صحيحة ودعم الطلاب أما المنهج القديم فلا يناسب الطالب.وأكدت في حديثها أن المنهج أصبح صعباً ومعقداً على الطالب، وأولياء الأمور لا يستطيعون مساعدة أولادهم، فمثلاً هناك بعض المواد مثل العلوم (اختبر نفسك) وتكثيف المواد فوق مستوى الطالب لذلك لابد أن تعاد صياغة المنهج بأكمله من أجل الطالب. وبالذات في سن المراهقة فهي سن خطيرة يقل فيها اهتمام الطالب بالدراسة فعلينا معرفة كيفية إيصال المعلومة وبطريقة حديثة تجذب المراهق للبقاء داخل السور المدرسي، مؤكدة أن الولد (الطالب) ذكي بالفطرة ويجب إعطاؤه المجال ليبدأ بالإبداع، وهنا في ثانوية مأرب في مجال الفيزياء والكيمياء والعلوم والحاسوب بالرغم من الامكانيات الشحيحة إلا أن الطالب أظهر مستواه العلمي المتفوق، مؤكدة أن ميزانية الثانوية لا يمكن الاعتماد عليها بل نعتمد على الإسهامات الاجتماعية والرسوم المدرسية. وأضافت أن قسم الحاسوب من عام 2003 الى الآن لم يتم التجديد فيه ونحاول الاستمرار من اجل الطالب بالرغم من الصعوبات.[c1]توسيع رقعة الأنشطة[/c]وناشدت الأستاذة هيام مديرة الثانوية الاهتمام بالنشاطات اللا صفية للطالب موضحة أن المدرسة لا تمتلك ملعباً، لمنع تسرب الطلاب الى الشارع وإشغالهم بما فيه مصلحتهم.أما بالنسبة للثانوية عامة فأفادت أن هناك قلقاً على جاهزية واستعدادات الطلاب لدخول الامتحانات النهائية ونحن ننتظر من وزارة التربية الحذف في بعض المواد لمساعدة الطالب بسب الأوضاع التي نعيشها حالياً.[c1]شكر خاص لطلاب ثانوية مأرب[/c]وأشارت الأستاذة هيام الى أن حضور الطلاب الى المدرسة لإنهاء الامتحانات دليل واضح على وجود الوعي وعلى الاهتمام بمستقبلهم، واستطيع القول إننا لسنا ضد التغيير لكن هناك تقصيراً واضحاً في جانب التعليم وبحاجة لتصحيح الأوضاع ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب فمديرو المدارس ينبغي أن يكون لديهم خبرة ورؤية وأن يتدرجوا في المناصب للوصول الى منصب المدير، وأن يكونوا ذوي كفاءة عالية ومهارة وأسلوب قيادي سلس ومرن ويمارسوا العمل الجماعي والتشاور في اتخاذ القرارات مع الإدارة.واختتمت الأستاذة هيام حديثها بالشكر والتقدير للطلاب لحضور الامتحانات ولكل الطاقم الإداري من وكلاء ونواب ومعلمين على الجهود المبذولة وشكر خاص للمعلمات.وفي لقائنا بهما وجهت مديرتا ثانويتي محيرز ومأرب النموذجيتين نداء الى وزارة التربية والتعليم بالتعجيل في صرف بقية مستحقات المعلمين، مؤكدتين أن المعلم إذا تحسن وضعه المادي يستطيع العطاء، وأن الاستقرار الاجتماعي والمادي والنفسي ضروري للمعلم.
ثانوية الفقيد / عبد الله محيرز للبنات