بيروت / وكالات :عندما أعلنت الفنّانة الكبيرة صباح عن عودتها للاستقرار في بيروت قبل عامين، وأقامت في فندق في منطقة الحازمية بعد أن باعت شقّتها، تبارى الفنّانون في إطلاق مواقف علنيّة عن رغبتهم في شراء شقّة للصبوحة، لكنّ الفنّانة المشهورة بكرم أخلاقها شكرت العرض ورفضته، فهي التي عاشت الأضواء بحلوها ومرّها، وكانت إحدى أهم نجمات عصرها ولا تزال، رفضت أن تصبح مدعاةً للشفقة، بعد أن كانت رمزاً للفرح والحياة.واليوم تتعرّض الصبّوحة لنفس الموقف بعد مرض ابنتها هويدا، حيث خصّص أحد التلفزيونات رقماً للتبرّع لمن يشاء، بمبلغ مادّي للمساهمة في مساعدة صباح على علاج ابنتها، التي كانت ولا تزال نقطة ضعفها. فصباح التي كانت تزرع الفرح من حولها أينما حلّت، بكت مرض ابنتها على الملأ، ولم يفتها تهنئة المقاومة اللبنانيّة بالانتصار وبرفع اسم لبنان عالياًً، فهي وعلى الرغم من معاناتها الشخصيّة لم تنس معاناة شعبها ووطنها، فبكت حالها وحاله.بادرة التلفزيون لا يلام عليها، في زمن لم يعد فيه الفن النّظيف يطعم خبزاً، لكن كان أجدى بالدّولة اللبنانيّة أن تكرّم فنّانة رفعت اسم لبنان عالياً، وأن تتكفّل وزارة الصحّة اللبنانيّة بالتّكفل بعلاج ابنتها، عوضاً عن تركها لكرم أخلاق المحسنين.فقبل شهرين أطلّت الشحرورة مع ابنتها هويدا في برنامج "شاكو ماكو"، وتحدّثت عن بادرة قامت بها إحدى الفنّانات العربيّات من خلال إحياء حفلة يعود ريعها لشراء شقّة لها، "طوال عمري كنت ملكة، وسأبقى ملكة، ولن أقبل أن أصبح مدعاةً للشفقة" قالت صباح التي بدت منزعجة، وتخلّت عن دبلوماسيّتها المعهودة.لكنّ ابنتها لم تترك لعزّة نفسها أن تعترض، وفنّانو لبنان الذين يعيشون رفاهيّة وترف لم يفكّروا في مساعدة صباح، ربما لأنّها رفضت المتاجرة باسمها لصناعة مجد باطل، لفنّان لا يهمّه سوى الدّعاية لأعمال الخير التي يقوم بها، ولو على حساب كرامات الناس ومشاعرهم.
|
ثقافة
أين فنانو لبنان من دموع صباح؟
أخبار متعلقة