حكاية
نعمت عيسىفي إحدى الأمسيات الرائعة وفي ليلة مميزة كانت(كيان) ترمق بنظراتها كل من في الحفل وخاطرها منشغل دون أن تعرف سبب انشغاله ورغم هذا الإحساس شعرت بأنها منتظرة أحداً لم تعرف من هو لكنها انتظرت طويلاً والوقت يداهمها التفتت حولها ببطئ شديد حتى كان كل من في الأمسية ينظرّون إليها و يتساءلون بأعينهم عما ينقصها ولماذا هي تائهة الأفكار ونظراتها مشتتة لماذا هي على ذلك الحال؟أنها ليست بمفردها إنها برفقة شريك حياتها،عندئذٍ توغلت الحيرة في نفوس الحاضرين وزادت شجونهم لمعرفة لماذا هي كذلك،وقتها وحين رأت في أعينهم الحيرة والاستغراب نكست رأسها وحزنت حزناً شديداً لأنهم لم يفهموا شعورها وإحساسها وما يجول في خاطرها.. عادت ورفعت رأسها من جديد لتبحث عن الشخص الذي تنتظره،عادت ولم تكتف بالالتفاف حولها لأن أقدامه حينها تحركت من سكونها وخطت إلى الأمام .. يساراً.. ويميناً .. وقفت والحزن يملؤها لتعود إلى شريك حياتها الذي كان ينتظرها وسط الحاضرين،نظرت إليه.. فنظر إليها بعينين يملؤهُما الحب وكل الصدق والوفاء..فجأة رأتهُ يبتسم لها قالت في خاطرها:لماذا أبتسم؟فاتسعت عيناها من الدهشة والاستغراب،فأشار لها أن ينظر للخلف، استدارت وهي في حيرة أخرى تقول في خاطرها ما باله أعلم ما بي وما كنت أبحث عنه،لماذا ابتسم؟لماذا أشار؟وفي تلك اللحظة وعند اكتمال استدارتها رأته،نعم رأتهُ.. رأت من كانت تنتظر إليه إنه هو لقد وصل كان وقتها لم يخط خطواته الأولى للوصول إليها إلا وكانت قد أسرعت الخطوات إليه..احتضنته بقوة ودمعت عيناها،فسألتهُ لماذا تأخرت،مسك بيدها ومشيا بخطوات متشابهة ذراعها بالقرب منه ويدها مختبئة بين يديه،وعيناهما كلهما حبٌ وشوق،يملؤهما إحساس قوي إحساس متوهج،حينها اختفت تلك النظرات المنبعثة من أعيُن الحاضرين وحلت مكانها نظرات اندهاش أقوى لأنهم فهموا ما كانت عليه من انشغال،فسارعت الخطوات هي وهو لتذهب لشريك حياتها الذي عاود الابتسامة ليس لها فحسب وإنما"لأخيها" نعم كان أخوها من انتظرته طويلاً إنه شقيقها..شعر الحضور حينها بقوة حبها لهُ فارتفعت الأيادي دون شعور فصفقوا بحرارة وعلت الألحان المكان،فرحت كثيراً وامتلأ قلبها ارتياحاً لأنها عرفت سبب تصفيقهم بتلك الحرارة التي كان سببها ما رأوه من حب في عينيّ شريك حياتها وتفهمه لشعورها وثقته بحبها له بشقيقها،عرف الحاضرون وقتها أن ما كانت عليه من أحاسيس وشجون كان "سمو الحب"