نعمان الحكيم- كلما تحدثنا عن شحة المياه بمدينة عدن التي تتزايد يوماً بعد يوم رافق ذلك تحد وإصرار على مواصلة الحفر العشوائي سواء في أبين أو لحج وهما المحافظتان الممونتان لعدن منذ سنين طوال بل ويحكم ذلك مواثيق واتفاقيات منذ سلطة الاستعمار يحدد فيها الحقول المملوكة في هاتين المحافظتين لمدينة عدن ولها حق التصرف وزيادة الانتاجية والتحديث والحفر وهلم جرا ..- ولكن يلاحظ أنه بصدور قانون السلطة المحلية وبدلاً من أن يتم التكامل في ما بين المدن والمديريات والمراكز صارت السيادة والتملك أكثر خطورة فهذه المحافظة أو تلك تدعي احقيتها بالمياه وأنه لو زاد المنسوب يمكن السماح به الى عدن لكن ليس على حساب ساكني المحافظة أو المدينة تلك وهذه نظرة لم تكن فيما مضى بهذه الحدة والتمسك الخطير ذلك لأن الكل يقع في سيادة الوطن وكون الذي يجري إنما هو لصالح مدينة كانت وستظل عاصمة لدولة سابقة وعاصمة اقتصادية وتجارية لدولة الوحدة الآن وفيها أكثر من مليون يمني من مختلف المحافظات كلهم يعيشون فيها يعملون وينتجون ويبنون الوطن ولهم الحق في الحياة وتوفير متطلباتها وأهمها الماء .- من هنا تأتي أهمية أن لا تصبح المشكلة مستفحلة بهذه الصورة وأن سيادة الدولة يفترض أن تظلل الجميع وأن يسري القانون على الجميع حتى ولو كان العشوائيون من ذوي العيار الثقيل فهذا لا يعفيهم من المساءلة والعقوبة في حال الإخلال بالقانون وفرض القناعات الطاغية التي تهدر كل مكسب وتجعل المواطن ضحيته لا حول له ولا قوة !- ومن منظور أهمية استمرار تدفق المياه الى العاصمة التجارية عدن والمنطقة الحرة فيها فإنه لابد من إنشاء قوة أمنية مخول لها قمع كل باغ واجتثاث أية مساحات عشوائية يتم فيها حفر آبار عشوائية لري المزارع الكبيرة التي يمتلكها أثرياء أو وجاهات ومتنفذون مادامت مخالفة للقانون ولم تخضع للدراسات والابحاث والاشراف الرسمي الذي لايقف أمامه الاً مجنون أو معتوه !- نحن اليوم ننعم بمياه معقولة الجريان والاكتفاء منها يظل بحجم الاستهلاك وقدرة الناس على الوفر والترشيد لكن الآن نحن في الشتاء أو الربيع .. والصيف لم يبق له الاً شهور عدة وسيأتي باحتياجاته الجمة للمياه عندها تكون الامور ربما هي أكثر سوءاً إذ أن استمرار الاستنزاف وحفر الآبار واستحداث المزارع بدون تدخل السلطات المحلية والدولة بشكل عام سوف يزيد المشكلة تفاقماً وسيزداد الجشعون جشعاً للهث والسيطرة على المياه ومن ثم التحكم بالناس وهي المصيبة والله لو حدثت ولو تراخت الجهات المسئولة عن وضع حد لهذا العبث المستشري بشكل مخيف !- المياه .. حياة الجميع الى كوارث نحن في غنى عنها لو أمعنا النظر وحددنا مكامن الخلل .. وفي وقت سريع..- فهل نجد صدى ؟
|
ابوواب
تزايد شحة المياه .. والسيطرة العشوائية على مصادرها
أخبار متعلقة