قد نتوجه إحياناً لمشاهدة معرض من المعارض الفنية ، ونتمتع بالاشكال والالوان التي يرسمها الرسام ، قد تكون بعض اللوحات مستوحاة من الطبيعة اوتكون اشكالاً هندسية او صورة انسان اونبات او حيوان وجميعها من صنع الإنسان الفنان ولكن معرض الأحياء البحرية الكائن في مدينة البريقة من اجمل المعارض التي رأيتها في حياتي ، رغم مبناه المتواضع الا انه يحتوي على عدد من القطع البحرية الرائعة ذات الاشكال والاحجام والالوان الطبيعية التي صنعها الله - سبحانه وتعالى - وكثيراً مايرتاح المشاهد لمعرض الاحياء البحرية لانه يجد الطبيعية كماهي .. وهي على كل حال - تجمع بين الفنون الكلاسكية والتجريدية والتشكيلية ، وجميعها من الفنون التي عرفتها مدارس الإنسان الفكرية الجمالية ، ولقد عرف الإنسان الطبيعة وما فيها من كنوز وقطع ثمينة ومناظر خلابة صنعها الله سبحانه وتعالى واعطاها للإنسان ليتذوقها ويعبد الله وحدة لاشريك له ، وما نراه من قطع بحرية من اصداف وشعب مرجانية واسماك ملونة ذات احجام مختلفة اشتهرت بها اليمن ، ونباتات بحرية على صخور من حفريات قديمة تبدو كبلورات كبريتيد الحديد والتي اتخذت شكل زهرة حفرية ، وكل هذه المعروضات في معرض الاحياء البحرية تجذب الإنسان الدارس للاحياء البحرية وتجعل المشاهد لهذا المعرض يتأمل قدرة الله وجمال الطبيعة التي وهبها لنا حتى نتفكر وندرس ، بأن ليس الإنسان هو الوحيد في الكوكب الذي يقدر على تقديم الفن التجريدي بل ان الطبيعة تصنع القطع الفنية المثيرة والغريبة وعلى سبيل المثال الشعب المرجانية التي تبدو كشجرة كثيفة او الاصداف الملونة ذات الاحجام المختلفة ، انها على كل حال اشكال تجريدية ، وربما تكون ابسط من اللوحات التجريدية التي يرسمها الفنانون التشكيليون . ان القطع البحرية المعروضة في متحف الاحياء البحرية ، لاتحتاج منا إلى اي تعليق ، لانها تبدو كماهي تتحدث عن نفسها ، ولها اسرارها الخفية بل تحتاج إلى علم وجهد وصبر ، لانها جاءت من اعماق البحار اليمنية ، التي تحتوى على كنوز ثمنية لم تستخرج من قاع البحر ، لذا تحتاج إلى تطوير المعاهد البحرية والقادرة على تسخير كنوز الطبيعة اليمنية لخدمة الإنسان . د. زينب حزام
|
ثقافة
معرض الأحياء البحرية
أخبار متعلقة