* .. "أنا لا أحبه، صدقوني لا أحبه، نعم أحترمه، وأقدره واعترف أنني معجبة به وبشخصيته لكنني لا أحبه، ليس لأنّه أكبر مني بكثير ولديه أولاد، أحدهم ربما يكون في سني، بل لا أحبه لأنّه في حياتي أكبر من الحب الذي يعرفه الناس بأنه عَلاقة ولقاءات غرامية وقبلات.. لا الحب الذي أقصده حب روحي أساسه الحنان والاهتمام والإصغاء الجيد والنصيحة المفيدة المستمدة حكمتها من تجارِب الحياة، حب يسمو بالكلمة ولا يلوثها ويدنسها كما نرى وتشاهد اليوم".* تركتها تفرغ شحنتها من الكلمات المخزونة في قلبها، لم أقاطعها بكلمة عبر الهاتف، صرخت : "تسمعني.. تصدقني أو مثل الآخرين الذين يتهمونني بأنني أحب (...) وأنا مثل أولاده".لم يطاوعني قلبي في إغلاق الهاتف على وجهها، ليس لأنني لا أستطيع فعل ذلك خصوصًا عندما يكون المزاج في غير محله نتيجة زحمة العمل ومشاكل الأسرة واتساع رقعة الألم في جسدي ... بل لأنني ومن ظرف واحد معجب بها معجب بكل شيء فيها رغم إنني أيضاً أكبر منها بنحو عقدين من الزمن. . لذلك كنت مستعماً جيداً، بل سعيداً باتصالها والذي ينساب في كل مرة إلى قلبي بهدوء ليضخ الفرح الذي افتقدته منذ عدة سنوات، إلى كل أجزاء جسمي وأشعر مع صوتها الشبيه بصوت المطر في ليل ساكن بالهدوء والحب..*.. " أنا أصدقك .. وأفهم ماذا تعنين، بل إنني أقدر إعجابك الظاهر بـ (...)، "هكذا كان ردي على صراخها ..قالت : "ماذا يريد الآخرين مني؟! لماذا لا يفهمونني، أو حتى يتركونني أتصرف كيفما أشاء؟!".قلت لها : "يا صغيرتي هذه هي الحياة، فيها الخير وفيها الشر".قالت : " لا أفهمك!! لماذا لا تكون أنت مثلهم؟!".قلت : "أنا خبّرتني الحياة طويلاً .. وأعرف (...) جيداً أكثر منك.. إنّه أكبر من التفاهات التي يتحدث عنها الآخرون حول علاقتكِ به.. أنّه يعشق المرأة، حاله في ذلك حال كل الرجال.. غير أنّ عشقه مقدس.. وحبه يسكن في صدر زوجته.. أنا ومن خلال علاقتي القصيرة بك عرفتك بأنك تبحثين عن رجل يمنحك الحنان ويسندك على كتفه لتسيري في طريق الحياة المليئة بالمتطلبات، التناقضات، الغدر، الخيانة، نكران الجميل، نهش الأجساد وكأنها فريسة وليس أجساد خلقها الله لتكون مقدسة تنجب الخير.. أنتِ يا صغيرتي مع الأسف تعيشين خارج حياتنا الحقيقية...".* لم تجعلني أكمل وبسرعة لا أستطيع وصفها.قالت لي : ":كيف ؟! أشرح لي.. أنا أمامك تلميذة أتعلم الحياة.. ليس لأنّك أكبر مني وتجاربك كثيرة، بل لأنّك وبكل صدق ودون خجل اعترف لك بأنّك وردة عطرة تنمو في قلبي.. معك أشعر بالأمان..".قلت : "قد تقولين إنني كاذب لو اعترفت لك بأنّ ذلك هو شعوري نفسه نحوك منذ أن تقابلنا ذات صباح وكنتِي تبوحين بكل شيء عن حياتك العامة والخاصة وكأنّ الواقف أمامكم جزءاً من نفسك.. نعم يا صغيرتي منذ ذلك اللقاء وأنا أضعك في مختبر حياتي أحلل، أقيس، كل كلمة تنطلق من دواخلك.."قاطعتني : "لماذا تفعل ذلك؟".كان ردي : "لأجنبك الوقوع في أخطاء وقعت فيها عندما كنتً في سنك..".قالت : "أنا أبحث عن رجل يكبرني ليكون لي الحارس الأمين يمنع عني الحيوانات البشرية التي لا تنظر للمرأة إلا جسد يجب نهشه".توقفت بضعة دقائق وعادت لتقول :"لقد خرجنا عن الموضوع الذي من أجله اتصلت بك.. أنا لا أحبه بل احترمه ومعجبة به كرجلٍ يملك عقل نظيف يفصل بين المرأة ككيان يبحث عن الأمان والحنان والنصيحة وامرأة جسد يلهث الرجل خلفه بحيوانية..".انقطع الحديث على الهاتف ليتواصل من جانبها على الجوال (الهاتف السيار) حديث في رسائل بعثت بها .. لتقول:** "متى سأستعيد سلامي؟! احتدمت الحرب الدائرة رحاها في نفسي".** "أصعب حقيقة أن تدرك عدم وجودك وأصعب بكاء هو الذي يكون من غير دموع"." كم أتمنى أن انتقل إلى العالم الآخر بسرعة .. لا أرغب بالبقاء .. ذهب أحبائي".[c1]أغنية الأسبوع[/c]- " أراك عصي الدمع شيمتك الصبرأما للهوى نهي عليك ولا أمرنعم أنا مشتاق وعندي لوعةولكن مثلي لا يذاع له سرإذا الليل أضواني بسطت يد الهوىوأذللت دمعاً من خلائقه الكبرتكاد تضيء النار بين جوانحيإذا هي أذكتها الصبابة والفكرمعللتي بالوصل والموت دونهإذا مت ظمآنا فلا تزل القطروقالت لقد أذرى بك الدهر بعدنافقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر[c1]شعر / أبي فراس الهمداني[/c]