عدد من مناضلي الثورة اليمنية:
أجرى اللقاءات/ منير مصطفى مهديابتهاجاً بالذكرى الـ”47” لثورة الرابع عشر من أكتوبر الظافرة التي هزت الوجود الاستعماري في الشطر الجنوبي من الوطن آنذاك وأرغمته على الرحيل في الثلاثين من نوفمبر 1967م، بعد أن ضحى شعبنا بخيرة أبنائه المناضلين الشرفاء على دروب الشرف والكرامة، وحررت عدن وضواحيها من المستعمر البريطاني المحتل.التقينا ببعض مناضلي جبهة التحرير، أحد الفصائل الكفاحية والوطنية في مقاومة الاحتلال البريطاني لنيل الحرية والكرامة، ليحدثونا عن مرحلة الكفاح المسلح ودورهم النضالي في ساحة الشرف والبطولة ضد المستعمر البريطاني ولنقرأ سوياً ماذا أحملت أحاديثهم:[c1]نحن جزء من الامتداد النضالي [/c]المناضل محمد عبدالله عمر القاضي، من مواليد 1/مايو/1935م، رمز من رموز العمل الوطني والعمالي يقول عن مرحلته النضالية والوطنية: أولاً أشكركم في صحيفة 14أكتوبر على هذه اللفتة الكريمة لنا كوطنيين أسهموا في الحركة الوطنية الثورية وفي ساحة الشرف والبطولة ضد المستعمر .. فلقد أسهمت بتأسيس الحركة العالمية واتحاد عمال البترول باليمن وعدد من الاتحادات العمالية الأخرى ومن مؤسسي حزب الشعب الاشتراكي، عضو الجبهة المتحدة التي كانت تضم العديد من المناضلين الوطنيين أمثال عبدالله علي عبيد/ محمد سالم القباطي/ عبدالله عبدالمجيد الأصنج/ محمد سعيد مسواط، محمد سعيد جرادة، حسين عبده عبدالله ، محمد سالم علي وغيرهم قد لا تسعفني الذاكرة لذكرهم في هذه السطور.الكل يدرك المواقف البطولية التي قدمتها جبهة التحرير خلال مرحلة الكفاح المسلح وهناك من سقطوا على ساحة الشرف والبطولة وهناك من لا يزالون على قيد الحياة من أبناء جبهة التحرير.نحن جزء أساسي من الامتداد النضالي والوطني والقومي والتاريخي .. وهذه هي أولى الحقائق التي يجب علينا أن نعيها ويعيها الآخرون .. والحقيقة الثانية أن الساحة كانت لنا .. كنا نحن أصحاب الفعل والتحرك والحركة والوثبة الشجاعة على المستوى الوطني وفي إطار حركة التحرر العربية المعاصرة. لم نكن نتطاول أو نتحجج بالامتداد الكامل وبكل البساطة والوضوح .. لا غموض أو إبهام .. وكفانا فخراً واعتزازاً لصفحات ناصحة والرؤوس مرتفعة. لكننا نعتذر بأننا أيضاً لم نكن كل شيء لم نكن ندعي ذلك على الإطلاق وبتواضع الرجال.أن تاريخ النضال الوطني اليمني العربي معاً أنما هو عبارة عن خط مستقيم متجه إلى الأمام بدون توقف باستمرار وسلسلة متواصلة الحلقات لا تنفك عراها رغم كل الانكسارات المتكررة.وحينما أقول بـأننا كنا هناك أعني بأن التعرف بين الأجيال كان واضحاً، بين القريب والبعيد وأن الأشواق والآلام كانت واحدة أيضاً.ولنفترض أن الجيل الذي قاوم الإنزال العسكري البحري المبكر هو أحد الحلقات الأولى في السلسلة وقد لا يكون ذلك لأن التاريخ يحدثنا بأن الزخم كان متواتراً ومتواصلاً معاً.إن كلمة نحن تجمع الأجيال كلها في لحظة زمنية واحدة وتصهرهم في حدث واحد وزمن واحد. نعم كنا هنا على طول الخط البحري وكنا فوق الرمال وفوق الجبال وأجيال تشهد لأجيال ورجال تشهد لرجال وفي الحقيقة لا يشهد للرجال إلا الرجال.نعم كنا هناك مع الرجال وتاريخ الرجال الذين يموتون من أجل الوطن.ويتوحد التاريخ بالزمن والتاريخ بالحدث والموقف وبالحركة وبالموقف وبالزمن والوثبة.لكن من علم الرجال معنى المقاومة والاستبسال والذود عن حياض الوطن وحماية العرض الشريف؟.من علم الرجال صون الكرامة الوطنية والسيادة الوطنية في الزمن المبكر من علم الشيخ الدماني والشيخ الزبيري والشيخ ناصر بريك والشيخ محمد عيدروس العفيفي ومن علم العمال كيف يحمون حقوقهم ويصونون كرامتهم من الظلم؟ من علم الرجال رفض البواطل ما ظهر منها وما بطن؟ومن علم الشيخ عبدالله عمر القاضي الدفاع عن الدين الإسلامي.وفي الزمن المبكر كانت الأندية الثقافية تنتشر في مدينة عدن يرسم خطاها رجال العلم والتنوير.لقد كان الرباط المقدس يربطنا مع مصر وبور سعيد وبيروت والجزائر والصومال وكينيا. نعم لقد كنا بعضاً من أسطر متواضعة في كتاب تاريخ النضال الوطني.نعم لقد حرصنا طول الزمن على الموقف المتفرد والتميز والمستقل وباللون الواحد والصبغة الواحدة .. والتزمنا إلتزاماً شريفاً بعدم التفريط بحقوق المواطنين .. ولم نكن على الإطلاق نفرق بين شهيد وشهيد.أول شهيد .. لطيفة شوذريالأخ/ المناضل عادل أحمد علي آل مقيدح - أبو طارق - أحدى أبرز المناضلين يقول: انخرطت في صفوف العمل الوطني الفدائي لجبهة التحرير وعمري 24 عاماً، وأنا طالب في ثانوية خورمكسر عام 58 تعلمت معنى العمل الوطني والكفاحي في تلك الفترة على يد الأستاذ المناضل محمد عبده نعمان.لقد شاركت في مهمات فدائية عديدة تتمثل بتوزيع المنشورات والتي تحرض الجماهير لمحاربة ومقارعة المستعمر وكذا مشاركتي في تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد المستعمر في المصافي والمعسكرات البريطانية ومن خلال مسيرتي النضالية عاصرت العديد من المناضلين الذين امتازوا بالقيم الوطنية والأخلاقية منهم محمد عبده نعمان، عبدالله عبيد، وعبدالله باذيب وعلي بانافع والشيخ الحمزة أحمد عاطف من الرعيل الأول قائد فرقة المجد هؤلاء جميعاً لا تزال بصماتهم الوطنية خير شاهد في التاريخ الوطني اليمني.أيضاً شاركت في المظاهرة الشعبية والمسلحة للزحف على المجلس التشريعي بكريتر في 24 سبتمبر 1962م- أي قبل ثورة 26 سبتمبر المجيدة بيومين- وضد قرار ضم عدن إلى الاتحاد الفيدرالي، وأتذكر في هذا الحدث الوطني لحظة لا تنسي من حياتي وهو احترام المناضلة الوطنية لطيفة شوذري من فتيات عدن، بكل شجاعة وبطولة قامت بإنزال العلم الاستعماري البريطاني من على المجلس التشريعي وقامت بإحراقه، إلا أنها استشهدت في تلك اللحظة برصاص الجنود البريطانيين بعد ما أحرقت العلم البريطاني واعتبرها أول شهيدة على المستوى اليمني كله.ومن ضمن مهامي قيادة الفصائل السرية لجبهة التحرير بعدن وبعدما عينت قائداً لفرقة العاصفة، وهناك عمليات عسكرية أخرى شاركت فيه هي مهاجمة معسكر آرم بوليس المجاور لمعسكر 20 يونيو ونحجب مهماتنا.عدن هي مصنع الثورات والرجال المخلصين لوطنهم فالوحدة اليمنية بدأت وظهرت في توحيد المناضلين والعشب أثناء فترة الكفاح المسلح ضد الإمامة بالشمال والاستعمار بالجنوب وكان هدفهم هو الوطن اليمني دون سواه.الوحدة اليمنية هي مصير شعب يجب علينا كلنا أن نؤمن بالوحدة وكما يستوجب معالجة الأخطاء بالحكمة وبالحوار الوطني الجاد..وإصلاح الاختلالات في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لما فيه الخير للمواطنين..فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً فالوحدة وحدة شعب ينبغي علينا كعناصر وطنية أن نكون مع الوطن وأن ننظر إلى الحياة بما يتواءم مع مصلحة ما ينبغي علينا كعناصر في السلطة أو في الأحزاب أو في مؤسسات المجتمع المدني أو كمفكرين قراءة ما كان يدور بالأمس وما يجري اليوم قراءة بمنظور عصري يواكب متطلبات المرحلة الراهنة لصياغة جديدة على كافة المستويات اجتماعياً وسياسياً وتنموياً وثقافياً حتى نمتلك كياناً متماسكاً وحتى يرانا الآخرون بمنظار حضاري.[c1]مكافأة كفاحنا خروجنا إلى تعز[/c]الأخ/المناضل عوض حسن محمد أحمد (الليوي) يقول:شاركت في اشتباك مسلح في المنصورة ضد القوات البريطانية فأصبت واعتقلت أنا والأخ/خالد عبدالله صبري من قبل الإنجليز وفي المستشفى تعرفت على كثير من المصابين وعلى رأس المجموعة أنيس محمد جامع ،سعيد حمود الأبي والدكتور سيف علي مقبل،سعيد أحمد همدان،ثم انتقلت كمعتقل إلى سجن رأس مربط وبعد التحقيق بشهر أطلق سراحي.المناضلون الذين عاصرتهم في الكفاح المسلح هم:خالد المفلحي،عبد الجبار قائد،عبدالله صالح بيضاني،فضل بيضاني،سالم يسلم الهارش،أحمد عبده سعد،عوض محمد ناصر،محمد حرسي جوليد،محمد علي الصوفي،السيد هاشم إسماعيل،علي عبده إسماعيل،محمد عبده مرشد،عوض محفوظ،فاروق الجوهري،محمد حمود الأبي،محمد سيف نعمان،عمر الرخم،عبده قاسم شعيبي،أحمد محمد الحبيشي،محمود جميع،حامد العصار،فيصل بحصو،سعيد حمود الأبي،عادل أحمد مقيدح،السيد أبو بكر المصلب،محمد هاشم فارع،علي بن علي شكري،ابن ليل بن راجح،فضل الشاعري،علي عمر عبادي،فيصل مدهش،نصر صالح اليافعي،وليعذرني من نسيته من رفاقي.وكنت أحد المساهمين في الدفاع عن صنعاء في حصار السبعين يوماً مع رفاقي الذين ذكرتهم.أقول كان لجبهة التحرير دور عظيم ومشرفاً إبان الكفاح المسلح في الجنوب حتى استطاعوا طرد أعتى جيش في العالم (جيش المملكة التي لا تغيب عنها الشمس) وكان مصيرنا هو خروجنا من عدن إلى تعز هذه هي المكافأة التي حصلت عليها واليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة أريد أن أقول كلمة وهي أن ننسى خلافات الماضي وننظر إلى المستقبل المبشر بالخير في اليمن الجديد يمن الوحدة ونقف وقفة مناضلين شركاء أمام أي منعطفات أو أحداث تريد أن تعصف باليمن الحبيب.[c1]شاركت بضرب جولة كالتكس ونقطة دار سعد[/c] الأخ المناضل محمد علي الصوفي اللقب (جحا) تربوي متقاعد قال: التحقت بالعمل السياسي الوطني عام 1964م وكنت أعمل في ثلاثة محاور (الطلابي/الإعلامي/الفدائي).كنت أحد أفراد القيادة الطلابية (القاعدة/الطلابية لطلبة اليمن) وكان معي في القيادة:عمر قائد علي،محمد إبراهيم عبدالله،أحمد محمد الحبيشي،عصام سعيد سالم،نجيب عبده عبدالله،بدر سفيان.الجانب الإعلامي:أوكل لي مهمة طباعة وتوزيع المنشورات وكتابة الشعارات في الكلية (كلية عدن) وإلصاقها على الجدران والسور المدرسي،والاستطلاع قبل وبعد العمليات تحت إشراف الزملاء عبده قاسم شعيبي وأحمد علي سعيد وسعيد ماطر.الجانب العسكري:عندما شكلت فرقة النجدة انضممت إليها بواسطة أحمد عبده سعيد رفيق الدراسة وكنت قائد خلية فدائية مع الزملاء محمد علي الصوفي،سلطان القاهري،علي عبدالله الحسين،محمود الحمادي،حسن الكمراني،ومن عملياتنا الفدائية ضرب جولة كالتكس ضرب جولة المنصورة،عملية كبرى على نقطة دار سعد،وعدة عمليات على طريق المنصورة.وأضاف ومن الرفاق الكبار الذين عاصرتهم سالم يسلم،أحمد عبده سعيد،علي محمد البيحاني،سعيد بلعيد وآخرون.تعرضنا لكثير من المضايقات والاعتقالات بعد استلام الرفاق السلطة وكان آخرها سجن المنصورة براق (2) قرابة عام.واختتم حديثه قائلاً:أدعو كل الرفاق في التنظيم الشعبي وكافة فصائله وكذا حزب التحرير إلى أن يوحدوا جهودهم ويتعاونوا في ما بينهم فمعظم القيادات التاريخية توفاهم المولى فيكفينا 43 عاماً من التهميش والتمزق.[c1]الانتماء المبكر لجبهة التحرير[/c]يقول الأخ/المناضل علي ناصر عبدالله الخمس : منذ الطفولة (تقريباً في العاشرة) كنت بعفوية ضمن التظاهرات الطلابية المنطلقة من كلية البيومي في عدن والمحاذية للمدرسة التي أدرس فيها “مدرسة لاتحاد”الأبناء العمال من الريف بدون “مخلقة”: أي شهادة الميلاد.وفي بداية عام 1965م (حسبما أذكر) كنت ضمن فتيان في مدينة المنصورة نكتب شعارات مثل (FLOSY) ويشرف على ذلك ابن عمي علي عبدالله حسين (الذي كان حينها في سن الرشد) يضاف إلى ذلك توزيع المنشورات في الشوارع ليلاً قرب وداخل المساجد.وكنا نهرب عند مرور الدوريات الليلية في فترات التجول ونختبئ أحياناً في (الجلالي) وبعد أن اشتد الكفاح المسلح في الستين 66 و67م أسهمت بحمل الغذاء لابن عمي (الحسين) أحمد وعلي الأول في الجبهة القومية مركز الهاشمي الآخر في منطقة ما وراء مسجد النور باتجاه (الشوكي) شرطة الشيخ عثمان تحت هدير الرصاص بين بيت المكاوي في المنصورة- ومنطقة الهاشمي “عمارة ردفان” أقول جبهة التحرير بكفاحها استطاعت قض مضاجع المستعمر بعدن.تلك الومضات “كالحلم” كانت وراء انتمائي مؤخراً في ما بعد عام 1990م وتحديداً بعد عام 94م إلى مركز جبهة التحرير التاريخي “بمدينة القاهرة” بشكل شبه يومي “مع نفر يعدون بأصابع اليد الواحدة أبرزهم الشيخ ناصر دبا “المصعبي” وعبدالله شرف/فضل حمادي/ وآخرون يترددون بشكل نادر ومن هناك ظللنا نسخر كل اللقاءات لإبقاء جذوة التاريخ مضاءة- وما زلنا ماضين في الطريق نحو التحضير لعقد المؤتمر الرابع لحزب التحرير.