الصحابي .. أبو عبيدة بن الجراح
إعداد / داليا عدنان الصادقولد ابو عبيدة بن الجراح سنة اربعين قبل الهجرة واسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام .. شهد ابو عبيدة ( بدراً ) وقتل أباه الذي كان مشركاً في المعركة وشهد فتح مكة . لقد كان أبو عبيدة موضع ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سأل أهل اليمن النبي أن يبعث معهم رجلاً يعلمهم السنة والإسلام .. فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح وقال : - لابعثن معكم رجلاً أميناً .. حق أمين .. حق امين .. حق أمين . لقد كان ابو عبيدة واحداً من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية وهذا التقدير الكريمعين أبوبكر الصديق ابا عبيدة الجراح على جيشاً من جيوش المسلمين أمره بمدينة _ حمص ) كان جيشه سبعة آلاف وخمسمائة .. رجل عندما اجتمعت جيوش الروم في ( اليرموك ) طلب العون فأمده الخليفة بخالد بن الوليد وعينة قائداً عاماً في معركة اليرموك . أثناء المعركة مات ابوبكر الصديق واعتلى الخلافة عمر بن الخطاب فكتب إلى ابا عبيدة بعزل خالد بن الوليد من قيادة جيوش المسلمين وتوليته القيادة بذلاً عنه فلم يذع النبأ وكتم هذا أياماً حتى أتم خالد فتحة العظيم . عندها تقدم اليه بأدب جليل وسلمه كتاب أمير المؤمنين .. ويسأله خالد : يرحمك الله يا أبا عبيدة .. مامنعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟ فيجيبة ابو عبيدة : اني كرهت أن اكسر عليك حربك وما سلطان الدنيا تريد ولا للدنيا نعمل كلنا في الله إخوة . ويصبح ابو عبيدة أمير الشام ويصير تحت إمرته أكثر جيوش الإسلام فيستعد لفتح ( دمشق ) كان هرقل إمبراطور الروم قد حصن دمشق .. فقد بنيت أسوارها بالحجارة الضخمة وعلت على ارتفاع ستة أمتار يحميها رماة بالسهام والمجانيق كما أحيطت الأسوار بخندق مليء بالماء .. فأمر ابو عبيدة الجند بالتقدم لحصار دمشق تمهيداً لاقتحامها فحاصروا دمشقا نحواً من سبعين ليلة حصاراً شديداً . انتهز خالد بن الوليد فرصة انشغال أهل المدينة في احتفالهم بمولد طفل للبطريق فأعتلى هو وأصحابه السور وفتحوا لأبواب .. فلماذا رأى الروم ذلك قصدوا أبا عبيدة بن الجراح وطلبوا منه الصلح فقبل منهم وفتحوا الأبواب فنصرف أبو عبيدة برفقه خالد بن الوليد لفتح سائر مدن الشام . وينتشر وباء الطاعون بين الجند فيكتب إليه عمر بن الخطاب ليبعده كي لايصيبه مرض الطاعون فيكتب لأمير المؤمنين : ( يا امير المؤمنين .. قد عرفت حاجتك إلي وإني في جند المسلمين لا اجد بنفسي رغبة عنهم ، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم امره وقضاءه فخلني من عزيمتك ) . مات ابو عبيدة بن الجراح بمرض الطاعون سنة ثمانية عشرة للهجرة عن عمر يناهز الثامنة والخمسين عاماً .