المشهد الثقافي في عروس البحر الأحمر :
[c1]محمد علي الجنيد[/c]هاهو عام 2006م قد رحل ، ونحن كنا عن قريب نرصد ونتابع المشهد الثقافي في محافظة الحديدة .. نحن الآن نستعد لتوديع عامنا الثقافي بكل ملامحه واشكاله أدباً وثقافة ، اتجاه عام ثقافي اعتزل أدباؤه ومثقفوه بشكل جماعي لا نحتفظ منهم سوى بذكريات مهملة ومبهمة.ثقافة عروس البحر الأحمر ( مخصبة الإبداع وتحب الجمود والركود وتعشق .. الزرنقة وأدباؤها في أزمة لن تنتهي .. اتحاد الأدباء والكتاب في الحديدة يعيش أكثر أوقاته مع ( الأوراق الذهبية ) و " قر قرت " المداعة .. بشراهة .. متى يصحو هؤلاء وغيرهم من الأدباء والمثقفين وعشاق الأدب والثقافة من سباتهم ؟! ادباء عروس البحر الأحمر " بين فكي كماشة " وتجد الثقافة " الزرنوقية الشملانية " زرعت الشتات والفرقة وساهمت في تدمير أجمل ماكنا نفتخر به ونتباهي ، على القائمين على تلك المؤسسات أن يتعاملوا معنا بشفافية ووضوح دون مواربة لكشف الالتباس.[c1]اليراع .. إبداعاً .. ولكن !![/c]فرع ادباء الحديدة وعودة مجلة ( اليراع ) إلى قافلة الابداع " الميت " التي جسدت في مواد ( اليراع ) ، الحداثة دلالة ومفهوماً للدكتور احمد العزي صغير ، ويبقى د. علاء المعاضيدي في اللغة الشعرية .. الشعرية والفكر ، ويقرأ / سالم علي مهيم ديوان .. وعدورعد .. للشحاري .. ويتخبط ابن حجر بين العقل .. والعقل الذي نريد ، والسمات الدرامية في الموروث الشعبي التهامي هاجس / علي الجنفدي منذ الطفولة ، وعلى مغربي الاهدل مازال مع اللهجة التهامية وعلاقتها بالفصحى والمواهب الأدبية لعبده عبدالكريم ، وتأتي نصوص (اليراع ) تبوح بشيء من الجمال ، حيث ابراهيم صادق في ( عودة بلقيس ) ويسير وهب الله سالم المنصوب في (مسافات للبوح ) ويظل محمد الطماح في : (ماحال عنه الغبار) وتأتي (أغنية) احمد بجلي ويستمر علاء صمام في ( عابرة ) ولكن براءة الطفولة تتجسد في ( سماء وقوس قزح ) و ( خمرة من بكاء ) لمحمد السندي – الهائم في الحب .. ويعترف عادل مكي بقوله ( لاتنكري الحب ) ومسكين حسن جابر جلم فالموج الهائج .. مازال يتدفق عليه !! والبجلي يتحسر على ( اقاصيعي ) ومحمد سالم مهيم حائر في ( المرأة المدنية ) و ( المتاهة ) قائمة دائرة / على محمد احمد عمر زيد .. وفؤاد الجيلاني حفر لنفسه ثلاثة قبور !! تلك هي إبداعات أدباء الشتان كما سماهم محمد الغربي عمران .. فرع الشتات وأدباء " التخزين " لا يعرفون بعضهم .. ويكفي ( التحنيط ) والشعوذة وشانهم مرهون بمدى رعاية المعنين .. ويكفي نبوءات شيطانية .. شيء جميل ياأدباء العروس تلك اللوحات التذكارية للراحلين المبدعين من القيادة التاريخية للاتحاد وأعضاء الفرع أمثال / عمر الجاوي ، محمد الربادي ، عبدالله البردوني ، يوسف الشحاري ، ابراهيم صادق ، علي حمود عفيف ، محمد سقاف حمادي .. هؤلاء عمالقة فلهم التحية والسلام وعليكم وضع لوحات تذكارية أخرى لمن ساهموا في (ركود وجمود ) وغياب دور الاتحاد ايضاً .. دشن عام 2006م بأمسية فنية أدبية .. ثم أمسية شعرية أخرى في المراوعة ثم ندوة عن الفقيد ابراهيم صادق _ وهناك فعاليات وردت في البرنامج الثقافي لاتحاد الأدباء والكتاب فرع الحديدة للفترة من يونيو – ديسمبر .. أمثال ( سيكولوجية الإبداع والظهور ) فن الإنشاد والسماع ، قراءات إبداعية للشاعر البردوني ، الحركة الوطنية في الحديدة ، الأدب والتاريخ قراءة نقدية في القصة – أمسية غنائية وأخرى أدبية وأخرى شعرية ، ندوة الحقوق والحريات ، عبدالله غدوة شاعر الأغنية التهامية ، المسرح اليمني واشكالياته . تلك فعاليات ونشاطات ( وهمية ) سطرت على الورق ليخرج التقرير الختامي حافلاً ومزدهراً بالتدليس وخداع الذات والمجتمع . اني اتفق مع ما طرحه الأستاذ / محمد الغربي عمران في ( الثقافية ) .. إلى محاكمة اتحاد الأدباء ، والأخ / علي ربيع الخميسي بادر بالحديث عن متطلبات العمل داخل هذا الكيان الذي لاينبغي ان يتحول إلى ( مومياء ) محنطة ، والأخ / ابراهيم محمد طلحة تناول حقيقة الاتحاد بعنوان ( صراعات البقاء .. وتحالفات الفرقاء .. بالثقافية .. وفعلاً وفق هؤلاء في تناولاتهم عن الاتحاد ودوره ( الميت ) فـ ( ثقافة عروس البحر الأحمر تسير وفق سياسة الانغلاق .. وأصبحت أسماء من طين وأخرى من عجين !! [c1]الغراء .. ملكة المشاقر !![/c]ثم نرحل لرؤية ثقافة زبيد وضوحاً وحقيقة .. حيث تجد ( منتدى الثقافة ) والمنتدى الأدبي الثقافي ، جمعية الحصيب للتراث والفنون الشعبية .. و ( اثنينية الرسام) تلك المؤسسات تعمل بروح الفريق الواحد ، ونشاطها قوي وحافلة بتميز لاينكر . فرع اتحاد الأدباء والكتاب فرع زبيد بإمكانية شحيحة اصدر ( الغراء ) لتكون نافذة يطل من خلالها القارئ على المنجز الثقافي في تهامة.ونبحر في مواد ( الغراء زبيد ) عبدالرحمن الأهدل يقرأ ديوان الأستاذ / عبدالله عطية ويعيش عبدالجبار نعمان باجل مع نثر البردوني في تهامة ، ويتجول ابراهيم الحاشدي في ( الطبيعة ) من خلال شعر عطية ، وخالد الأهدل يحكي عن ( ملامح البطل في الحكاية الشعبية التهامية ) ويضع داود سالم بازي ( العناصر المعمارية للبيت التقليدي في زبيد ) و ( المقدمة في القصيدة العباسية ) يشرحها طالب سليمان ابو هادي ، والفقيد ابراهيم عبده الجرموزي يقرأ نصوص الغراء الشعري . أحمد محمد الانباري يكتب ( الحروف الساخنة ) ويظل فارس يعقوب في ( وطن بلا حدود ) .. ( من وحي ضمير المعلم يصرخ نبيل عبده عتمي .. ويشتعل نجيب المعمري في .. الفجر المحترق ) ويبتسم أحمد قاسم كمال في ( فرحة نفسي ) ويفقد حسين محمد المشرع ( أول الطريق ) محمد سلمان فارع يحكي ( اقاصيص ) وسمير بكري قلا ( يفقد ) الساعة ( ويستمر ماجد احمد المشرع في ( أقاصيص ) الالم ويقدم ( باسل محمد زخيري ) اقصوصتان .. الأولى عن ( الأحلام القاتلة والأخرى يقدر فيها ( الهروب ) !! وزبة للشاعر على فتيني من كنوز الشعر الشعبي التهامي .. ويبقى حسين محمد المشرع في المرفأ الأخير يعيش في ( الحب في زمن العولمة !! ) تلك كانت روائع .. القراء الإبداعية . . وتبقى تلك المؤسسات الإبداعية الزبيدية ذات حضور مميز وبارز على الساحة في تحريك جمودية المشهد وتفعيل الحراك وإخراج المثقف والأديب والمبدع والمتلقي الغاوي من عزلة معاقل دواوين ( القات ) إلى ملتقى تناول فكري وحوار بيني مثمر وجاد تعرض فيه آخر الرؤى والإبداعات والانتاجات ومدى مواكبة الفعل الثقافي المحلي للثقافات المماثلة والمغايرة . [c1]إبداعات زبيدية !! [/c]شهدت الساحة الثقافية في مدينة العلم والعلماء زبيد – عدة فعاليات وأنشطة على مدار أيام الأسبوع وهكذا .. ففي يوم الاثنين يكون الجميع على موعد مع ( أثنينة الرسام ) التي يحيها ديوان الأستاذ / احمد محمد رسام ، والثلاثاء يكون موعدكم يباب النخيل في ( منتدى الثقافة – والذي يديره الأستاذ / محمد بن محمد مطه – مدير الثقافة في زبيد – ويأتي المنتدى الادبي الثقافي يوم الأربعاء بفعالية جديدة ، ويكون اللقاء الأجمل في جمعية ( الحصيب ) التي تزهو بدندنات تهامية إبداعية باستراحة ابن الحضرمي ( أسامه) الفن والإبداع والحب ، يوم الخميس .. وهكذا تعيش زبيد أسبوعها الثقافي إبداعات وروائع مختلفة .. السبت والأحد والجمعة فهي أيام للاجتماعات وتبادل الزيارات وقضاء وراحة للنفس .. نترك الأستاذ / المثقف / الشاعر / محمد بن محمد مطه – مدير الثقافة في زبيد – يحدثنا عن ذلك قائلاً : مديرية زبيد تعيش هذا الزخم الثقافي المتميز والفني الرائع ، عقدنا اللقاء التشاوري الذي ضم رموز وقيادات العمل الثقافي والإبداعي في زبيد وقد خرج اللقاء بعدة قرارات أهمها دعم النشاط الثقافي والإبداعي في زبيد ، وإنشاء الثلاثائية التي يقام عصر كل ثلاثاء في منتدى الثقافة ونحن حققنا خلال النصف الثاني 2006م عدة أنشطة واقمناها وهي كالتالي : أقام المنتدى أمسية قصصية أحياها القاصون / داود بازي ، عبدالله يحيى محرقي ، سمير قلا قاسم العمار ، محمد سلمان فارع ، قدمها خالد الاهدل .واقام المنتدىفي 2006/6/20م أمسية شعرية احياها الشعراء / علي محمد جعفر ، غالب السلمي ، حسين محمد المشرع ، فارس يعقوب ، محمد عبدالقوي ناشر ، قدمها شاعرنا الكبير / يحيى عوض محمد وفي 27/6 اقام المنتدى امسية شعرية احياها الشعراء / محمود مبروك ، عبدالله فتيني خليل ، نجيب المعمري ، عبدالله الكوكباني ، جمال مهدي قدمها الشاعر / احمد عبدالرحمن البطاح ، وفي 2006/6/30م أقام منتدى الثقافة أمسية ثقافية أحياها الشعراء / فارس يعقوب ، حسين المشرع وشارك فيها الشعر / اسماعيل مخاوي مدير منتدى الفقيه والشاعر / محمد عاصية ، وفي 4/7/2006م أقام المنتدى الأدبي الثقافي محاضرة نقدية بعنوان ( آلية تلقى النص الأدبي ) القاها القاص الناقد / خالد يحيى الاهدل وقدمها الأستاذ / ابراهيم الحاشدي – بين فيها آلية تلقى النص الأدبي واختلاف المدارس الأدبية في طريقة تلقيه والفرق بين كل مدرسة وأخرى . وفي 2007/7/11م أقام المنتدى الأدبي امسية مفتوحة لكل من الشعراء والأدباء والمثقفين والمبدعين .. وقمت بتوجيه من الأخ العميد / محمد صالح شملان محافظ الحديدة بافتتاح منتدى السخنة الثقافي وزرنا منطقة كحيل السياحية .وفي 2006/7/18م اقام المنتدى فعالية للشعر الشعبي – شارك فيها العزي بشير ، محمد شاغي محمد الواصل ، احمد عزي هتاري ، علي بن علي الهجان ، عبدالله عياش ، محمد عبده هتاري ، علي حسن قدمها الأستاذ / داؤد بازي – وثم توثيقها للأهمية واستعرض بازي بدراسة حول الشعر الشعبي تاريخه وانماطه وأقيمت خلالها مساجلة شعرية في شعر الازيب . وفي 1/8/2006م محاضرة للأستاذ / طاهر ابراهيم شرعان عن ( الديمقراطية ومسار الحركة الوطنية ) وفيها مداخلات ونقاشات – حضرها الكثير من المهتمين والشخصيات الأدبية والاجتماعية .وفي 2006/8/23 افتتح الأستاذ / خالد الرويشان وزير الثقافة منتدى الثقافة والمكتبة العامة ووضع حجر الأساس للمركز الثقافي في زبيد ، ومعرض للفنان التشيكلي / فضل على الوحيدي وفي 2006/11/21م أمسية شعرية للشاعرين / محمد عبدالقوى ناشر ، علي بن علي الهجان – وها نحن نقيم يوم الاحد ان شاء الله حفلاً فنياً ساهراً احتفاء بالذكرى الـ 39 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 2006م.[c1]أيهما إبداع ؟![/c]2006م عام ثقافي متميز ونشاط متنوع في زبيد .. وركود وجمود فظيع في الحديدة ( المدينة ) فرع اتحاد الأدباء والكتاب في مركز المحافظة كان مساهماً فاعلاً في تأثيث جنازة المشهد الثقافي وتجهيزه بعد التحنيط على وضعية الموت القهري .. تحية للشاب ( محمد السندي ) المرابط يومياً في فرع اتحاد الحديدة .. ويكفي أن القيادة ( رخوة ) لاتتناسل الا ( فتوراً ) و ( الأنا ) بارزة لديها .. لا تريد أحد أن يعمل ولاهي عملت .. هيئة إدارية يتصارع من اجل البقاء وأبونا ( آدم ) يبحث عن الموروث والتراث وقضايا الناس .. وابن حجر واحمد بن أبكر الشحيري والشراخ .. منشغلون بــ ( اليراع ) وهناك أسماء ميته يحاولون ترميمها .. ( اليراع ) كانت نافذة لجلب المال وطالما كانت الغاية ثقافية .. لامانع من الخروج ومحاولة العبور من خرم إبرة !! أصدقائي الرائعون في واقع مروع وكئيب .. كيف تضيقون باسماءكم وبحركم يشبهكم !!؟لقد توقفت فترة عن الكتابة للأصدقاء المضرجين بالبراءة والمكدودين بالتعب والأسى .. فكيف يمكن أن انتشلهم من فجيعة أيامهم ووطأة إحزانهم وأنا الأشد فجيعة وحزناً !!المبدعون يموتون ومؤسسات الثقافة عديمة الإحساس كما قال / محمد عبيد ذلك واقع ثقافة الحديدة التي أضحت رهن التشتت والضياع .. والأمل المرجو منه لم يكن سوى خيبه واسى . أخيراً .. ليس دافعي للكتابة عن ذلك .. اختلاف مبررات ولكنها حاجة للبوح لما يضج بي او بالأصح بنا من شجن !! للتأمل : لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصدار.