فرنسا / متابعات:أن ما يحصل في كوكبنا على مستوى البيئة يبشر ببدء التغيير على مستوى الحضارة. وعنوان الكتاب « Nature et spiritualit€» أي «طبيعة وروحانية» كتبها العالم البيئي الفرنسي جان ماري بلت المدافع عن كوكبنا منذ ثلاثين سنة مذكراً المجتمعات بمسؤولياتها تجاه الأزمة طارحاً بعض الحلول. وهو أيضا مؤسس المؤسسة الأوروبية للبيئة. شارك فيه كتابة هذا الكتاب فرانك ستيفان مع جان ماري بلت و يطلق الكتاب في صفحاته صرخة تحذير عن مجتمعاتنا والتي تبحث أولا عن المنفعة والربح لعدم وجود الوعي البيئي ومضراته على مستوى العالم. مؤكدا بالرغم من أن فرنسا استطعت أن تطور الوعي البيئي في المجتمع ولكن حاليا يقف العالم بأكمله أمام مشاكل بيئي بحاجة ملحة للتوحد في بدل الجهود على المستوى الداخلي والإقليمي فالوحدة هي أساس النجاح فالبيئية بحاجة لوحدة عالمية .فتلا حظ أن عدد كبير من المنظمات العالمية منها آل غور ومنظمة الأمم المتحدة في «قمة الأرض» في ريو دي جانير عام 1992وفي قمة العالم في جوهانسبرغ للتنمية المستدامة عام 2000 وفي كانون الأول الماضي في حوار «بالي» عن المناخ. إذا انه العالم اجمع يتحرك وهذه خطوة جرئيه في بداية تغيير الثقافة البيئي. وفي هذا السياق قال العالم البيئي الفرنسي جان ماري بلت “نحن نخرج من عالم حيث الطبيعة كانت خزاناً نغرف منه. مشيرا أن اليوم المصادر تنفد والأرض أصبحت مزبلة ملوثة. ولدى واجب أن نطبق اليوم موديلاً يشبه الطبيعة أكثر, يعيد التدوير والذي سيكون بالنتيجة مرتكزاً على فكرة التوازن في الرابط الذي سنعمل عليه بين الاقتصاد والبيئة. وهذا تغيير ثقافي هام جداً. موضحا أن من أهم التغيرات الكبرى كان التغير النيوليتي المتعلق بالعصر الحجري منذ سبعة آلاف سنة عندما بدأ الإنسان العمل في الزراعة. وتغيير آخر تمحور في القرن التاسع عشر مع الثورة الصناعية وصلنا إلى مرحلة التغيير الثالثة. مؤكدا أن الإنسان فقد العلاقة العميقة بينه وبين الطبيعة, وان هذه العلاقة ضرورية للمحافظة على البيئة. منوها أن الإنسان عليه استعادة العلاقة بينه وبين البيئة في عالم تهيمن عليه المدنية والسباق إلى الوظيفة والحياة الافتراضية بعيدا عن التوازن الطبيعي.وعلم البيئة يتضمن جانب روحاني إنساني ولكن بسبب بعض سوء التفاهم في الستينيات, كان غريباً بعض الشيء في إسهام الأديان. ولكن الأشياء في طريقها إلى أن تتغير. منذ العام 1995 جمعت المنظمة العالمية للطبيعة «La World Wild Fund for Nature» أعلى المسؤولين عن الأديان حول موضوع البيئة ومنذ ذلك الوقت ولد تلاقياً بين التيارات البيئية والروحية علاقة تبشر بالخير . ألقى البابا بينوا السادس عشر في عيد الميلاد عن اهتمامات الكنيسة الكاثوليكية بالبيئة وما يخص إنقاذ كوكبنا, ولكن قبله البابا جان بول الثاني ركز على «العلاقة بين الفعل الإنساني وتمام الخلق», فالإنسان هو حكم متصل من خلال واجبات نحو الطبيعة. ولكننا نعرف أيضا الالتزام القوي الحالي للبطريرك الأرثوذكسي بارثولومي الأول الذي ينظم كل سنة في استانبول حواراً حول الموضوعات البيئية الكبرى. مشيدا أن كل الحوارات بين الأديان اليوم بين المسيحيين والمسلمين واليهود والروحانيات الشرقية تحمل فكراً عن حماية الطبيعة, وتتضمن إعادة قراءة للنصوص المقدسة وللممارسات الطقسية تجاه الطبيعة حيث تخلى الطاويون الصينيون حديثاً عن كل استخدام للأنواع البرية المهددة, في تحضيراتهم للطب التقليدي, وأيضا منع القادة البوذيون الصيد في مواطنهم المقدسة ليساعدوا على حماية الحيوانات التي تعيش فيها. وهناك مؤسسات من كل الأديان والطوائف تجمعت حاليا وفي كل مكان تعمل على حماية الغابات وعلى تطوير مشاريع حماية البيئة وتعويد الناس الاستخدامات الصحيحة. والمبادرات تتضاعف كل يوم مما يجعلنا نفكر أن التقاء هذين التيارين: البيئي والروحاني, هو في طريقه لأن يصبح حقيقة وهذا لا يعني أي شيء آخر غير انه تغيير حقيقي في الحضارة.
|
ابوواب
الثورة البيئية بدء تغيير حضاري
أخبار متعلقة