الأديب العربي العالمي .. نجيب محفوظ
[c1]* محفوظ .. بعث الحياة في جماد الصورة بمفردات التجلي والإبداع[/c]عبدالقوي الأشول:الإلتصاق بالمحيط وتفحص جمال الأماكن وتفاصيلها الصغيرة عند المبدعين يحرك الجوامد ويجعلها ناطقة حية، بل تشرك مثل هذه الإبداعات إلى صور كنت تمر عليها بعفوية وربما لاتتفحصها ولا تعيرها إهتماماً .. الاّ إنها حين تقدم بقلم مبدع .. تكون محسوسة .. بل أكثر من ذلك .. فهي تعطيك صوراً جمالية حالمة ، ما يجعلك أكثر حباً وتمسكاً بعبق هذه الأمكنة أما حين يربط الأديب بعين هذه الجمادات والمحيط الإجتماعي تكون الصورة التي يقدمها للقارىء مشرقة كضحى الشمس تنشر أشعتها في أفق الكون فتمنحه إجلالاً وحياة وإشراقاً إنها ملامسة المبدع المترع بحب الحياة وناسه .. العميق والحساس في تأملاته الرائع في تجلياته الإبداعية وقدراته التي تحدثنا في أحيان كثيرة .. الأديب الروائي العربي العالمي نجيب محفوظ .. واحد من نجوم البشرية الإبداعية ..غادرنا جسداً الاّ إنه بقى حياً عبر سلسلة أعماله الرائعة المستمدة من تلك الأحياء والدهاليز العتيقة التي وجد نفسه شديد الإلتصاق بها .. لايغادرها الاّ للحظات فعل الكتابة ومعينها الذي ظل لأعوام طول متجدداً مترقرقاً كنيل مصر العظيم .. وطمي مائه الذي يبحث الحياة في جنيات الأرض الذي لامس أديمها وسبا إلى محاريثها ليرسم صورة الحياة والإنسان في أفق لا حدود له ..الاَّ إن نيل محفوظ الأديب جمع في خصاله بقي هي الحياة وروافدها المتجددة بفعل بين البشر ونهرهم العارم الممتد منذ عصور ماقبل التاريخ طمي محفوظ الأديب والروائي وهج قلمه من خليط هذه الروافد واستمد صفحته من سنات وجوه /..فراعنة .. وفرعونيات .. اختلفت ملامح جمالهن .. وتسريحات شعورهن وجواربهن ..بين بسيطات إلى أدنى درجات البساطة ..وباذخات تملأ الأفق قهقهاتهن الأنثوية المغرية ..وفلاحات يملأ أقدامهن الطين ويحفر ملامحهن الجمالية التراب فيكسوها نظارة وإشراقا ..صور .. متبانية متداخلة التقطها أديبنا الحائز على نوبل للآداب الاَّ إن جامعها لديه .. إنتماءها لتلك الأحياء والضياع التي أسرت لبه ..الاَّ إن "خميس" الأديب الراحل الذي حرص على أن يكون بمقهى عرابي بالعباسية .. مع رهط الأصدقاء .. عتق نبيذ أفكاره حتى غدت على هذا النحو الذي بين أيدينا من نتاجات رائعة .إلى درجه يقال معها أن تاريخ مصر الحديث مختزل في انسان عاش المجتمع المصري وعبر عنه طيلة سبعين عاماً من الكتابة المتصلة وهي ميزة تميز بها راحلنا والأكثر أهمية في نتاجاته المتنوعة تلك الروح المصرية التي كان يحرص على جعلها محلاة بالنكتة .. وهي درجة سمو تنم عن مخزون عواطفه الإنسانية بدا من خلالها .. رقراقاً سمحاً حتى ولو بلغ من العمر عتيا وواجهه ما واجهه في سنوات عمره الأخيرة من اعتداء ظالم جاهل على حياته ترك معه جراحات غائرة في جسد الأديب الذي لم ينحنِ ولم يحد عن قناعته العظيمة إن المرء العاقل يسأل نفسه كيف أمكن لهذا الشيخ الهرم مواصلة مسيرة عطائه طيلة سبعين عاماً دون إنقطاع ؟لاشك إن جذوة العطاء والإبداع عند هذا الأديب لم تكن مقترنهً بحماس زمني جرته إليه المصلحه أو حاله من التوافق مع العصر بقدر ماهي كانت .. قبس من نور المعرفه اليقينيه التي دأب عليها منذ عرف نفسه لا سعياً وراء الشهرة والمال كما يتصور البعض .. انما كانت الغايه المُثلى هي العطاء المتميز ودخول التاريخ من أوسع أبوابة بل والبقاء في ردهات الأزمنة والعصور .. بجلال إبداعاته العظيمة وهي غايه كما قال .. لاتمنع المال إن أتى فهو مرغوب فيه تسيير أمور الحياه اليوميه أعني .. زهد من أجل الابداع واحب مهنته وأخلص لها .. فقادته الغايه النبيلة إلى نجاحات لاحدود لها ومكانهً عالميهً في سماء الأدب .. وزهرة توبلية شرفت بالثبات على صدره وكهولته لتحكي للأجيال بعد إذن مسيرة أديب عظيم وهامه فرعونيه بدى هرمها الأدبي يطاول في سموته .. إهرامات الخلود والحضاره الإنسانيه الموغلة التي يعاب عليها استقرارها ..بتأملات وبحث عن شيء اسمه الخلود الجسدي الذي لم ولن يتحقق سنة الحياة التي ليس فيها خلود للأحياء إلاَّ عبر .. عطاء العقل وتفرده تبنى محفوظ .. فكرة الاستغراق عن حضارة الأجداد والأقدمين والبحث عن خلود الجسد والروح وأستلهم منها خلود الابداع وعطاء العقل الذي لا حدود له .عند إذن تشكلت اهرامات أخرى رسم محفوظ الأديب العربي العالمي الراحل .. واحداً من مآثرها العظيمة .