خاطرة
أميرة أحمد على عجل تلملم أشلاءها ، وتعود من حيث أتت لتسكب عواطفها في إناء مغلق وتمحو من الذاكرة كل ماهو جميل ، ليتبقى فقط الألم ، الوحشة .. الانفراد ، الكآبة ، وقلما تحظى بامتلاك العبث ، الضحك ، الالتئام الروحي مع الآخر تلك الروح الهشة في عاطفتها . !اعتادت على كتمان كل شيء حولها ، منذ زمن غير بعيد وهي في صراع بين البوح أو عدمه ، وكل من حولها يرفضون أفكارها ، أفعالها ، تصرفاتها ، أجبروها على الانطواء ، الهروب ، الصمت ، سلبوها الثقة بالنفس أو القدرة على اتخاذ القرار ! فما أتعسها من إنسانه ، تمتلك الأب ، الأم ، الأخوة ، لكنها لاتمتلك الحب ، الحنان ، العطف ، تمر عليها اللحظات منهكة ، تتسع على المدى مع كل قطرة تنسكب من عينيها ، تلاحقها الغربة والاغتراب معاً ، لتعرض عليها سيمفونيتها البائسة ، توافق على ذلك العرض ، فلا بديل سواه على ابتلاعه ! تبدأ مسيرتها اليومية من البيت إلى العمل والعكس وفي كل أسبوع يومين فقط تذهب إلى ذلك المكان الآخر تلتئم جراحها ، تلقى الزوج المحب والصديق الودود ، التي لم تسمع منه يوماً ما كلمات العذل والسخرية ، بل مدد يديه الحانيتين نحوي ليهز على سريري الطفولي مردداً على مسامعي أنشودة الحياة ، بالإشارة فقط كم أتمنى أن يقولها بشفتيه ! هكذا ينطوي الكثيرون من الأحبة خلف أفق لانعلمه ، ذلك الذي أعطاهم كل ما افتقدوه فينا ، فهل لنا أن نتساءل : لماذا ينطوون بعيداً عنا ؟ قبل أن نقود أنفسنا إلى الهاوية ، لابد أن نقف نادمين معاتبين ذواتنا ، الممتلئة بالوهم والظلم ، فما بالنا تناسينا كل شيء العطاء ، السعادة ، الحب ، الحنان ، وأصبح وعينا القادم ذا بداية ونهاية سليمة ، تمثل روح الأمل النابض بالحياة ، وحلما ظل حاضراً على الدوام مجرد حلم فقط !!