سندريلا السينما المصرية والعربية
متابعة /عبدالله الضراسي:يمكن القول وبكل استغراب فني وسينمائي إنه لم يثر رحيل نجم فني وسينمائي عربي عقب رحيله مثلما حصل ومازال يحصل مع قضية رحيل سندريلا الشاشة المصرية والعربية الكبيرة الراحلة الفنانة سعاد حسني لسببين فنيين مهمين أولهما إنها شكلت حالة اختفاء وانسحاب مفاجئين ليس فقط على صعيد حياتها العائلية والأسرية قبيل رحيلها بشهور ، بل على صعيد حياتها العامة بشكل عام، شكل معه ذلكم الاختفاء لغزاً حتى الآن زاده حيرة وارتباكاً نهايتها المفاجئة والمفجعة !!آخرها هو اللغز الأكبر لتفاصيل حياتها قبيل وفاتها حيث تعددت واختلفت وتلونت على أكثر من لون وعلى أكثر من شكل لتقدم موتاً غريباً وعجيباً ونهاية تراجيدية ودراماتيكية ولا حتى على طريقة نهايات السينما خاصة وأنها وجدت (محلوقة) الرأس وبحذاء واحد !! أحتار معها "اسكتلند يارد بريطانيا" وهي نهاية كاتب القصة الانجليزي "الفرد هيتشكوك".[c1]توأمة البداية والنهاية[/c]ومثلما كانت نهاية حياة سندريلا الشاشة الفنانة سعاد حسني وكذا بداياتها أثارت حملة من الاشكاليات والمؤثرات لتداخل ملامح القلق والاضطراب وغياب فضاءات الطفولة الآمنة وكذا المستقرة لكون الطفلة سعاد حسني لم تعرف حنان الأب والأم المستقرين لكونها انتقلت من بيت لبيت بحكم انفصال الأب والأم وتوزع حياتها مابين هذا وذاك ، إذ تزوجت الأم من زوج جديد وكذا حصل مع الأب حتى وجدت الطفلة سعاد حسني وسط "16" اخاً واختاً وحياة غير مستقرة اجتماعياً ونفسياً وعائلياً وغياب حنان الأب والأم بكونهما انفصلا بعيداً عن بعضهما .وكان لخواتم هذه الحياة العائلية المفككة اثرها وانعكاساتها النفسية والاجتماعية على الطفلة سعاد حسني فيما بعد !!![c1]الهروب إلى الفن ؟![/c] في نهاية اربعينيات القرن الماضي وتحديداً في 1946م وحتى فترة لاحقة عرفت مصر ومن خلال اذاعة القاهرة واحداً من أشهر برامج الاطفال "الشهيرة" كان يقدمه الاذاعي الكبير وقتها "بابا شارو" والذي على يديه "مرت" بصمات وقامات فنية مصرية كبيرة كانت الطفلة سعاد حسني واحدة من تلك المبدعات وكذا الموهوبات والمتميزات إذ كان عمرها وقتها ثلاث سنوات حيث قدمت عبر برنامج "بابا شارو" اغنيتها الطفولية الشهيرة "أنا سعاد أخت القمر" حتى التصق بها فيما بعد وصف "أخت القمر" حتى نهايات حياتها الفنية !!!ومن خلال ذلكم البرنامج ومنذ عام 1946م أكدت فيه حضورها الفني رغم صغر سنها وقتها ولكن الموهبة خرجت بشكل سريع ربما لحالات الصراع التي مرت على هذه الطفلة بشكل مفاجىء .[c1]حضور سينمائي مبكر !![/c]قدمت الفنانة سعاد حسني نفسها بشكل سينمائي وفي وقت مبكر من وقوفها لأول مرة أمام الكاميرا وهي لم تتجاوز "18 عاماً" أمام محرم فؤاد في فيلم "حسن ونعيمة" وهي فتاة صغيرة بمعالمها البريئة في فيلم يتكلم عن الحب العذري وسط قرى الريف وكان من الصعوبة بمكان على فتاة صغيرة أن "تدخل" في الدور لتجسد دور البنت الحبيبة وسط العادات والتقاليد وهي لم تنضج بعد ببعديه النفسي والاجتماعي لانها لم تتجاوز وقتها 18 عاماً !! ولكن مع ذلك حالفها الحظ في أول حضور سينمائي وأمام ممثل ومطرب مثل محرم فؤاد .[c1]سندريلا الشاشة [/c]كان ظهور الفنانة السينمائية الصغيرة سعاد حسني في نهاية الخمسينات وبداية الستينات بدء انطلاقة سينما قطاع الدولة وتدخل الدولة في كل مقومات صناعة السينما لهذا جاء حضورها مع عمالقة السينما المصرية الكبار بدءاً من الفنانة الكبيرة نادية لطفي وهند رستم وهما اللتان قدمتا أجمل وأكثر ادوار السينما جرأة وتحرر وكان معهما على نفس الخط ملكة الإغراء "ليلي فوزي" وكذا الفنانة شادية "دلوعة الشاشة" وفاتن حمامة ملكة الشاشة ولهذا اطلق على الفنانة السينمائية الموهوبة فيما بعد وفي سياق هذه المصطلحات السينمائية أسم "سندريلا الشاشة" لكونها جاءت خلاصة وخاتمة فنية وإبداعية ومهنية سينمائية لجيل العملاقات السينمائيات آنفة الذكر لأنها كانت "تنط" سينمائياً هنا وهناك وقدمت مختلف الوان سينما العملاقات بدءاً من الرومانسية والتي مثلت عشرات الافلام في بدايات حياتها السينمائية وامتازت بالدلع وبخفة الدم والشقاوة بدءاً من فيلم "السبع البنات وحتى السفيرة عزيزة" حتى دخلت فيما بعد طوراً سينمائياً وفنياً جديداً خلعت عن نفسها "عباءة ورداء" السندريلا لتدخل مرحلة النضوج السينمائي لتؤكد بذلك أنها لاتقل مكانة وقدرة سينمائية حتى تقدم أرقى وأنضج مراحلها السينمائية كنجمة لها مقومات جمالية ونفسية وفنية تجعلها قادرة على كسر نمط مرحلة سندريلا الشاشة لأنها بكل بساطة تملك "جاذبية جمالية" تمكنت الفنانة الكبيرة من "استثمارها" سينمائياً في أفلام سينمائية شكلت فيما بعد من "بصمات" السينما المصرية حتى الآن !![c1]قمتها السينمائية[/c]يمكن القول ومن خلال متابعتي الفنية والسينمائية ومن خلال قراءاتي في مجالات السينما ومتابعاتي السينمائية وخاصة اثناء حياتي للدراسة الجامعية بالقاهرة في الفترة من 74 وحتى 77م كانت الفنانة الكبيرة الراحلة من أكبر وأقدر وأنضج من قدمن الفيلم السياسي المصري مقارنة ببنات جيلها السينمائي وافلامها بهذا السياق شكلت "علامات سينمائية متميزة" بدءاً من الفيلم السينمائي السياسي "غروب وشروق" وكذا "القاهرة 30" و"الكرنك" وكذا "الاختيار" حيث مثل فيلم "غروب وشروق" امام عمالقة السينما الراحلين "صلاح ذو الفقار ومحمود المليجي ورشدي اباظة قدرة سينمائية وفنية ومهنية "صعبة" و "صعبة جداً" في كيفية مزج وتمثيل دور المرأة إبنة مدير جهاز الأمن السياسي "حالياً" و "مدير القلم السياسي" كما كان يطلق عليه في مرحلة مصر في عهد الملك فاروق قبل قيام الثورة وخلع الملكية .. وزوجة طيار مدني وعندها الخدم والحشم كيف تمكنت وقامت باقناعنا بتمثيل دور المرأة اللعوب والمستهترة ـ جنسياً ـ عندما تذهب "لمخدع" أقرب اصدقاء زوجها حتى تخونها الظروف ويحصل حادث لصاحب ذلكم المخدع "الحرام" عندما يتركها لمغادرة الشقة المتواجدة فيها لاحضار"عدة ولوازم"السهرة الحرام فيصطدم ـ رشدي اباظة ـ وينقل للمستشفى وهو يعرف أن زوج تلك المرأة المتواجدة بمخدعه الحرام أن زوجها سيعود من رحلته الخارجية السادسة صباحاً لهذا على أحد أن يأتي لإخراجها من الشقة لكونها مغلقة بالمفتاح !! ولهذا يكون "القدر" بالمرصاد لهذه المرأة المستهترة حيث يكون زوجها هو من يتمكن من أخذ المفتاح من صديقه المصاب بالمستشفى حتى يكون من يقوم بفتح شقة الصديق المصدوم زوج المرأة المتواجدة بالمخدع والشقة الحرام حيث "تصعق" الزوجة و "يذهل" الزوج المخدوع بابنة مدير القلم السياسي "محمود المليجي" وهي عملية "إسقاط" فني ومهني وسينمائي وأدبي لتشريح مدى الفساد الاجتماعي والاخلاق والنفسي والقيمي الذي "وصلت" إليه جدران وأبنية وقصور سلطة باشاوات ما قبل الثورة !!!ومع هذا تمكنت العملاقة الراحلة سعاد حسني من (إقناعنا) فنياً وسينمائياً بهذا الدور ، والذي يقابله فيلم "القاهرة 30" على نفس نمط دورها في غروب وشروق ، مع فارق أنها في "القاهرة 30" تكون زوجة بالاسم والورق للموظف "الانتهازي" "محجوب عبدالدائم" سكرتير مكتب الوزير !!! بينما هي "خلف الكواليس " "عشيقة بالحرام" لمعالي الوزير !! ومع هذا تمكنت اقناعنا بهذا الدور بعد أن "ضحت" بحبها الأول والاخير من زميل الجامعة .أما دورها في الفيلم السينمائي الجميل والمثير الذي أدى به إلى أن يذهب مؤلف الرواية والمخرج إلى اروقة القضاء المصري لكون فيلم الكرنك قام بكل جرأة وشجاعة باقتحام قلعة أبو المخابرات المصرية الأسبق المشهور "صلاح نصر" حيث عرى هذا الفيلم وبكل صدق سلطة مخابرات صلاح نصر وأقبية اعتقالاته لكل "الوان الطيف المصري" بدءاً بالسياسي وانتهاءً بالممثلات !!وقامت كاميرا "علي بدر خان" مخرج الفيلم وكان وقتها زوج الفنانة سعاد حسني بتجسيد حالات الاغتصاب لنجمات السينما لهذا كم كان جريئاً وهو يقدم زوجته الفنانة "سعاد حسني " في مشاهد الاغتصاب !!أما في فيلم "الحب الضائع" لعميد الأدب العربي طه حسين فقد جاء هذا ليشهد "مباراة سينمائية" بين أنضج أنوثة سينمائية مصرية وبين أرقى وأكبر وأنضج وجه سينمائي عرفته الشاشة المصرية الفنانة الكبيرة "زبيدة ثروت" ليبقى بينهما العملاق الراحل " يحيى شاهين" مسطولاً" بين أنوثة طاغية زوجته "زبيدة ثروت" و "أنوثة وجاذبية أكثر طغيان" سعاد حسني وهو الصراع البشري بين الحب الحلال " زوجته" والحب الحرام "صديقة زوجته " .أما في الاختيار فكان قمة عطاء سعاد حسني وهو الوقوع بين حب الشقيقين !!! الزوج المثقف والشقيق المهرج وصاحب الخبرات .[c1]سعاد وأحمد زكي [/c]من مفارقات النجمة السينمائية الراحلة أنها في سياق نجوميتها السينمائية وخاصة في تقديمها فيلم الكرنك كان يفترض أن يقف أمامها الممثل الشاب الأسمر والنحيف "الخام" الذي خرج من جلباب المسرحية المشهورة "مدرسة المشاغبين) والتي كان الممثل أحمد زكي وقتها غير معروف "سينمائياً" وعندما اسند إليه دور "البطل" امام سعاد حسني في الكرنك لم توافق لكونه وقتها لم يكن مشهوراً وقبلت "نور الشريف" ليقف امامها بدلاً عن الممثل الشاب أحمد زكي وأدى عدم قبول أحمد زكي لهذا الدور إلى "صدمة نفسية" له كاد على أثرها أن "ينتحر" !!!ولكن شاءت الاقدار وبعد بروز نجوميته أن يقف أمامها في عدة أفلام أبرزها "جزيرة الماعز" وكذا فيلم الدرجة الثالثة ولكن اللقاء الفني الكبير كان في العمل التلفزيوني ( هو وهي" والذي امتد إلى عشرات الحلقات المنفصلة حتى كادت علاقتهما على اثر هذه الحلقات الطويلة والبقاء مع بعض في "مبنى الماسبيرو" مبنى جهاز تلفاز مصر إلى مشروع زواج لم يتم بعد ذلك .[c1]ومع عادل أمام[/c]ومع الفنان الكبير وتلك الكوميديا قدمت فيلم "حب في الزنزانة " وافلاماً اخرى .[c1]بداية الأزمة [/c]أدى عدم نجاح فيلمها (الدرجة الثالثة " مع أحمد زكي كان يتعلق بمشجعي كرة القدم إلى دخولها "حالات اكتئاب" حادة تجلت اولى معالمها بزيادة وزنها وظهر ذلك عليها كثيراً في فيلمها فيما بعد "جزيرة الماعز" امام يسرا حيث بدت الفنانة سعاد حسني في حالة وزن زائدة وممتلئة وهي الممثلة ذات الجسم الرشيق حتى أن وجهها كان كبيراًُ واثار السمنة واضحة عليه ولم يناسب سنها ودورها وبعده اختفت عن الانظار حيث توجهت إلى "لندن" لمصحة نفسية بغية اجراء "تخسيس" ولكن طالت فترة غيابها واحتجابها حتى على صعيد أهلها حتى جاء خبر "موتها" المفاجىء والمرعب والمخيف عندما وجدت مقتولة حليقة الرأس (تنتعل) من الحذاء فردةواحدة فقط .[c1]سمير صبري محققاً !![/c]قدم الفنان السينمائي المشهور سمير صبري وهو أحد أكبر من اجرى في مرحلة موجة سينما سندريلا الشاشة ، تحقيقاً تلفزيونياً مطولاً تم بثه من قناة "روتانا سينما" امتد وطال مراحل واشخاصاً وزار المصحة النفسية في لندن وهيئة اذاعة "البي ـ بي ـ سي"البريطانية حيث جاء تحقيقه التلفزيوني المطول بعنوان "نحن لا نتهم أحداً ولكن نتحرى الحقيقة " وقدم اجابات ومساحات معلوماتية "متضاربة" هنا وهناك وان دل ذلك على شيء فانما يدل على أن نجمة السينما الراحلة مثلما اثارت جملة من الاثارة في حياتها خاصة فترة "تعلقها" بموجة التيار السياسي العقائدي المصري وابتعادها عن السينما وهي "الضريبة القاتلة" والتي يقال كما سمعتها عندما كنت في رمضان 2003م بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية من مصادر صحفية سعودية من ان "نهايات " رحيلها دفعتها ثمناً لأحاديث خرجت منها إزاء " أجهزة عربية .. " كانت هي وراء وضع حد لحياتها خاصة وان رأس تلك الأجهزة في تلك البلاد العربية " ..." أصبح وزير إعلام وماكان "ليفوت" أحاديث قالتها سعاد حسني في "لندن" !!![c1]حملة لإعادة ملف التحقيق[/c]ختاماً مما يؤكد اغتيالها على يد جهة معينة وعدم الاعتراف بانتحارها شكلت مؤخراً لجنة لجمع تبرعات لإعادة ملف التحقيق في حادث انتحارها كما جاء الإعلان الرسمي للوفاة ، ولكن لتتأكد عائلتها وكذا ما خرج به تحقيق الفنان سمير صبري من ان ثمة "شبهة" الاغتيال واضحة تجري عملية الاعداد لإعادة طلب العائلة بضرورة فتح ملف التحقيق والذي بلا شك سيقابل بالمماطلة لان ثمة (رؤوس) ستطير كونها تقف وراء الاغتيال لاسيما وان ثمة "إشارة" عرفت وحست بها العائلة عندما ـ غاب ـ نجم ذلك القيادي المسؤول عن مصير الفنانة الراحلة وخرج من كرسي وزارة الإعلام ببلاده كدليل وضوء أحمر بأنه عليه " ان يتوارى " لان الاضواء ستطاله وغيابه الرسمي دليل احتمال ضلوعه برحيل سندريلا الشاشة العربية!!!