يعتبر أسبوع الفيلم الأوروبي في اليمن تظاهرة ثقافية تستحقق الإشادة بها وذلك لما تمثله من تنشيط حضاري لذاكرة جمهور السينما الذي أغلقت دونه العديد من دور السينما منذ عقد ونيف فقد بدأ الفن السابع أو فن السينما في التراجع وذلك لعدم استيراد الأفلام الجديدة ومواكبتها وتدهور أوضاع المؤسسة العامة للسينما بالإضافة إلى إهمال دور السينما وعدم العناية بها وإغفالها كمؤسسة ثقافية وفنية وتشكل جمهوراً كبيراً من المشاهدين وفي ظل تدهور الأوضاع المالية والإدارية للسينما وعجز وزارة الثقافة عن النهوض بمستوى السينما تم إعادة عدد من دور السينما لما لكيها وإحالة أكثر من 120 عاملاً وعاملة في المؤسسة العامة للسينما إلى التقاعد المبكر باعتبارهم عمالة فائضة .. وتهميش الكوادر السينمائية وعدم مزاولتهم لأي نشاط سينمائي كل هذه الأسباب كانت مدعاة لإلغاء أي نشاط سينمائي يذكر .وفي ظل غياب السينما اليوم ، تعمل وزارة الثقافة بالتنسيق مع بعض سفارات البلدان الأوروبية على أحياء الموسم السينمائي بإقامة أسبوع الفيلم الأوروبي سنوياً وهذا يدفعنا إلى وضع العديد من الأسئلة الإستفسارية عن السينما التي وصلت إلى مستوى متطور في اليمن وخاصة المحافظات الجنوبية الشرقية التي عرفت السينما منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.- هل توجد في عواصمنا اليمنية اليوم دور للسينما أو إنتاج سينمائي أو ناد للسينما ؟- لماذا عملت وزارة الثقافة على إلغاء دور السينما كوسيلة ثقافية وفنية ؟- هل يعني إقامة أسبوع الفيلم الأوروبي إن السينما في اليمن مازالت على قيد الحياة ؟- ماذا بقي من دور للسينما في اليمن ؟- وهل تقدم احدث الأفلام الجادة والهادفة أم أنها تقدم للمشاهد أفلاماً قديمة وقديمة جداً ؟- أين الجمهور السينمائي الذي عشق السينما كفن راق وشاهد على العصر؟- إلى أين وصلت السينما في اليمن اليوم ؟- بعد أن كانت في قمة نشاطها وعطائها الفني والثقافي ؟حقاً : لقد تقلص العدد الكبير لمرتادي السينما إلى النصف أو أقل .. وذلك بفعل ظهور الوسائل العديدة التي تقدم الأفلام إلينا ونحن جالسون في بيوتنا ولكن لايعني هذا فشل السينما كوسيلة ثقافية وحضارية لها أهميتها وفاعليتها .إن ظهور التلفزيون والفيديو والستلايت والقنوات الفضائية المتنافسة ، لم يجعل من السينما أو دور العرض السينمائي وسائل ثقافية غير ضرورية وذلك في العالم أجمع .ولم تعمد أي دولة في العالم ٍوقد عرفت السينما وأهميتها الثقافية ، إلى إقصاء السينما عن جمهورها الذي واكب الحياة الثقافية بكل وسائلها وخاصة السينما التي حققت وتحقق الحضور الثقافي والترفيهي في أن واحد .كما أن السينما كانت قد حققت مبدأ المشاركة الجماهيرية المفتوحة في الثقافة .. من خلال مشاركة الناس عامة في المشاهدة والاستمتاع فهي تجمع بين الفئة المثقفة والفئات الأخرى من العمال الموظفين والحرفيين وتجمع بين الأغنياء والفقراء كما تضم كافة طبقات المجتمع أمام عمل ثقافي واحد .وهنا نعود إلى أسبوعنا السينمائي الأوروبي الذي وجد فيه الجمهور اليمني ضالته .. ويعود بنا هذا الأسبوع السينمائي إلى عهد السينما الذي مضى .. لقد كان للأسبوع السينمائي الأوروبي في عدن أهمية كبيرة .. وجمهور ملأ ساحة العرض وذلك لأنه أعاد للحضور شيئاً من ذاكرتهم السينمائية .. وأيامهم الماضية التي عرفوا فيها السينما ثقافة وفناً وجمهوراً .
|
ثقافة
أسبوع الفيلم الأوروبي في عدن والحضور السينمائي
أخبار متعلقة