شعاع
فاتتني الأمسية المخصصة للمذيعة المتألقة المثقفة ( نبيلة حمود) ولكن الجميل انني سعدت بسماع تسجيل هذه السيرة العطرة عبر اثير اذاعة عدن - البرنامج الثاني .. هذه الاذاعة التي نمتزج معها منذ عرفنا انفسنا مستمعين مولعين بها وببرامجها ومذيعيها ومهندسيها ومخرجيها وكل المشتغلين بها بدون استثناء.نبيلة حمود وانت تسمعها تتحدث بطلاقة وسلاسة وتحد وشموخ تجد نفسك امام قامة متفردة مميزة .. سبحان الله الذي وهبها صوتاً ومتعها بثقافة وكياسة واخلاق عالية علو جبال شمسان في مدينة عدن الباسمة .. ابتسامة نبيلة حمود الاستاذة بدون منافس!!استمعت اليها وهي تسرد حكاية العاشقة التي كتبها الزميل الشاعر سعد الحيمي وماكتبه عنها وعن عشقها وعشيقها الذي لاتفارقه وهي الزوجة الام ، فاختلط عليّ الامر اولاً ..لكنني ميزت العشيق قبل ان تبوح به هي في تلك الأمسية عرفت ان المعشوق انما هو( مايكرفون) الاذاعة الذي يخلب اللب ويسلب العقل دائماً !!نبيلة حمود من القلائل الذين لهم شهرة وباع طويل في مجالات الاذاعة والتلفاز والاخراج ... والتمثيل ومجالات ابداعية اخرى .. يصعب على المرء ان يلم بها دفعة واحدة ، لكن النوابغ قليلون وعطاؤهم وفير وتأثيرهم في غاية الروعة والجمال .. الم نسمع ان ابنها غدا مذيعاً تلفزيونياً وصار ينطبق عليه المثل ( ابن الوز عوام) .. ام نقول ان (هذا الشبل من ذاك الاسد) وهو ابوه الاديب الشاعر امين مقبل ، الذي تحدث عن ( نبيلة) بكلمات نبيلة وحنونة استطاعت تلك الكلمات ان تسيل الدموع تلقائياً!!وفي حقيقة الامر، عند الحديث عن نبيلة حمود يتهيب المرء لاختيار الكلمات المناسبة في حق علم من الاعلام الوطن عامة، وعدن خاصة، ذلك لان الكلام هنا يجب ان يكون منصفاً ومحقاً بعيداً عن المدح والنفاق ، وهنا تكمن الصعوبة .. اذ لايمكن ان يكتب عن ( نبيلة) اي كانت الا إذا كان يعرفها ومحتكاً بها وبعطائها، ويتذوق باستماع شفاف لبرامجها اليومية الاسرة والغنية بالمعلومة الهادفة والتوجه الصادق والنقد البناء..اننا ازاء شخصية كبيرة لم تنل حقها بالرغم من عطائها الذي فاق ربوع الوطن ليصل الى المهجر ودول الجوار وقد لمسنا من حديثها حرقة والماً وهي تشكو مرضها والاهمال الذي عاشته اضافة الى كون الهيكلية لم تعط الاعلاميين حقوقهم كاملة باعتبارهم رسل سلام ومحبة ويتحملون اعباءً كبيرة لايصال المعلومات والتنفيس والترويح عن الناس.. الى جانب المهمة الوطنية الكبيرة وهي ان الاعلامي جندي مقاتل في الميدان ، ومهمته اخطر من الجندي النظامي فعلاً .. ان نبيلة حمود ليست بهذه الكلمات المبشرة لكنها اكبر مما قد نكتبه من كلمات او اسطر .. فهي موسوعة ثقافية ادبية علمية اجتماعية وفوق هذا وذاك هي الانسان الذي يذوب رقة وكياسة .. اولم نقل انها صاحبة تلك الابتسامة والضحكة المميزة عبر الاثير ليتعرف عليها الناس من بين ملايين الاصوات في بلادنا؟!نبيلة حمود .. سلامات قلبك الكبير الذي تعرض لأزمة في زمن فائت ، ومتعك الله بصحة وعافية انت وافراد اسرتك وفي مقدمتهم شريك الحياة الرجل المضحي والمعلم الذي هداك الى خطى اوصلتك الى قمة المجد، يا ( نبيلتنا ) المحمودة دائماً ان شاء الله..لك التألق والصحة والعافية دائماً وأبداً..* نعمان الحكيم