أ حمد فريد محمد جعفر كما ازدادت المصائب وتنوعت الآلام تزداد العزيمة تألقا وإشراقاً ، فالمحن والمصائب لا تقضي على العزيمة أو تدفنها بل تعطيها الحيوية والإشعاع والقابلية للنفوذ إلى أعماق الإنسان ، فتزرع فيه روح الإصرار والمواجهة ومواصلة المسيرة . من هذا المنطلق ثار الحسين بن علي (ع) قاصداً الإصلاح في أمة جده . فهو القائل ( إني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما حرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي ) .خرج الحسين (ع) مع بقية آل محمد (ص) من ( آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل وآل عباس) ، ودارت أكبر الأساطير الملحمية التي لم يدخل الخيال في نسج أحداثها ، شاهدة إلى الأبد على أبشع جريمة في تاريخ البشرية . بدأت المعركة بإشراقة شمس يوم عاشوراء أمام صمود وتضحية وغربة ومظلومية وعطش آل البيت , وانتهت خلال نصف نهار ، انتهت عاصفة الدم الحمراء التي اجتاحت أرض كربلاء ، ولم تغرب إلا بعد إن كان كل شيء منتهيا .. هدأت الأصوات ، وبزغ القمر وهو أبن عشرة أيام يتوسط السماء ويلقي على الأجساد نوره الخافت ويزيد من وحشة الصحراء . لم يبقى إلا النساء ، لم يبقى إلا سلالة العزة والشرف ن لم يبقى سوى بنات الرسالة ، فحملن على أعتاب الجمال ، وسوقت القافلة وحدي بهن من بلد إلى بلد ، وترى نساء تقشرت وجوههن من لفح الصحراء وعناء السفر ، وأطفال غارت عيونها في المحاجر وبقيت جلداً على عظم من الجوع والعطش . وعلى رأس رمح طويل كان رأس الحسين .انتهت المعركة ، وقتل الحسين .. أجل .. ولكن قد عاد الجيش المنتصر مهزوماً في وجدانه ، والأسرة المهزومة رجعت منتصرة في أهدافها وغاياتها البعيدة ، وبدأت مسيرة الأمة بقيادة ( آل البيت ) بدأت في اللحظة التي صعد فيها الرأس الشريف مع الرمح ومن حوله اسرى ( آل محمد ( ص )بدأت بانتصار القلة على الكثرة ، بانتصار الدماء على السيف ، ( بانتصار الميت على الحي ) .
|
ثقافة
شعاع من نور عاشوراء
أخبار متعلقة