احمد علي عوضيشير هذا العنوان إلى التنوع الفني والعمق في فن الكاريكاتير وموضوعاته النابضة بالحيوية وطرق وأساليب عرض المشكلات الاجتماعية والسياسية والمواجهة الضارية لأبرز القضايا في مرحلة الاضطرابات والتحولات الكبرى المتوالية في حياتنا التي أتقنها الكثير من رسامي الصور الكاريكاتيرية بمهارة حرفية عالية مستخدمين الرسم والحفر والطباعة، ولمعت اسماؤهم في إطار التقاط الموضوعات الأثيرة تزاوج فيها أعمال الفنانين المبدعين بين اللوحة الفنية والكاريكاتير السياسي اللاذع بحدة وارتباطها بتاريخ وأحداث المرحلة التي عاشوا فيها فصوروها ببراعة وبطريقة هزلية ساخرة أخذت مواقع قضائية اقتادت بعضهم إلى الزج بهم في السجون.كما حملت بعض اللوحات المشاهد الساخنة من الحياة اليومية المتحركة والمتمثلة في انعكاسات البؤس في وجوه الناس والتي أبرزت مدى تعاطف الفنان مع هذه النماذج من البشر ومشاركتهم معاناة قسوة الحياة واضطرارهم لاختيار طريق الهجرة حلاً للخلاص مما يتعرضون له من تشرد وضياع.إن أهمية الأعمال الكاريكاتيرية تكمن في قدرتها على الجمع بين القيمة الفنية والفكرية والقيمة الإنسانية اللتان تستمدان قوتهما من جماليات الخطوط والأفكار المبتكرة والالتزام الاجتماعي أو الاخلاقي للفنان حيث تعتبر تلك الأعمال بمثابة وثائق حية لزمانها.. ومع تصاعد وتنامي وتطور هذا الفن استطاع أن ينشئ له الدور والمؤسسات الخاصة به وإصدار أعداد كثيرة وأنضم إليها العديد من الرسامين المحترفين الذين أشتهروا برسوماتهم المنتقدة للتقاليد النمطية وواجهت الفساد، وقلة الكفاءات، والتخبط في الأداء الإداري.وبرزت اهتمامات بعض الرسامين من خلال اتخاذ الرموز التعبيرية عن مجمل القضايا والمشكلات المتناولة في أعمالهم للهروب من القيود والعقوبات المفروضة على الصحافة إضافة إلى لجؤهم إلى إسقاط الشخصيات التاريخية والكرتونية على الحاضر واستخدام أدوات مختلفة تتقاطع الكوميديا الإنسانية في فضح الوجوه الطافحة بالغباء والجشع والعجرفة وانطواء الوجوه البريئة البائسة من الأغلبية الساحقة في المجتمعات وترميزها بصور رجال لهم وجوه شبحية تعطي أشكالاً معتمة للمصائر الغامضة لهؤلاء الناس، بما تمثله من تنويعات إبداعية على واقع المشكلات الاجتماعية ما لها من اسباب قاهرة تجلت في مظاهر الجوع والخوف والابعاد القسري، إضافة إلى ثمة رموز أخرى تحمل معاني ومدلولات غزيرة يدركها النقاد ومحبي وعشاق هذا الفن من الفئات الأخرى من المجتمع.وعموماً لقد تناولت لوحات الرسامين العالميين موضوعات مختلفة من القضايا الاجتماعية والسياسية تركت تأثيرات واضحة ومباشرة في حياة الناس أهتمت بمعاناتهم التي استلهمت معارضهم الفردية والجماعية الناجحة بؤسهم في الرسم والخطوط، جذبت إليها أهم تجار اللوحات والأعمال الفنية إلى جانب الكتاب المثقفين والنقاد والمسؤولين.
|
ثقافة
اللغة التصويرية والتعبيرية في فن الكاريكاتير
أخبار متعلقة