تأملات
تركته أمس يغازلني بكلماته المعتادة .حبيبتي قريباً ستدخلين معي قفص الزواج وستملين مني يوماً ما كم أنا خائف من هذه اللحظة حين يأتي هذا اليوم قدراً ظل يلاحقني مدى عمري حتى وأنا في قمة السعادة جاهزة لأعطي عمري إنساناً أمنت له قلبي وفتحت له مشاعري ليبارك لنا الله في حياتنا .. هكذا بنينا قصوراً ضخمة من الأحلام ونحن نتمشى في الأسواق نصرف النقود ونؤثت البيت ونحجز القاعة قبلها بشهور وندعو كل من يحبنا ليكون معنا في هذا اليوم العظيم لتكمل سعادتنا وتعم الجميع .أفقت اليوم وأنا عروسة قد جهزت ثوب الفرح والذي اشتريته مع حبيبي فلبسته وأنا انظر في المرآة جاء إلينا خطيبي في زيارة خاصة حاملاً خاتما من الألماس فخرجت فرحة غير واعية بأني مازلت لابسة ثوب الزفاف إليه لاستقبله فإذا الجميع يصرخ لاداعي أن يراك وأنت لابسة ثوب الزفاف فهذا شؤم وتحت صراخ الجميع رجعت إلى غرفتي بعد أن اذهلته بجمالي وروعة الثوب . عدت إليه لأرى الخاتم ثم ذهب مستعجلا وهو يقول لي هل قلت لك يوماً إنك أجمل عروس رأيتها يوماً وذهب وأنا أقول له نعم فأنت أميري ، رجعت ارتب ثيابي في حقيبتي وأناقش أمي في بعض الأمور ، هكذا مر اليوم وذهبت للنوم في وسط الليل . وفجأة دق جرس التلفون فذهبت جارية مثل كل مرة وفي نفس الساعة ورفعت السماعة لا قول له حبيبي هل ستستمر على الاتصال حتى بعد الزواج فضحك نعم سأفضل اتصل بك حتى وأنت عجوزة شمطاء لا تملكين حتى ضرساً واحداً في فمك .. صرخت فيه كفاية وإلا سأغضب منك ، ودعته موذهبت مثل كل ليله لا ذهب للنوم بسلامة ولكنني لم أفهم لماذا ولأول مرة شعرت بوغزة في قلبي ، ولكني لم أعط هذه الكلمة مكاناً .هكذا بدأ القدر يدق بابي هذا الصباح ويقول لي أفيقي من نومك أيتها الحسناء فقمت وأنا اسمع صراخ أمي وبكاء أخواتي فتسمرت في مكاني من الخوف حول ما يجرى ، تحركت بصعوبة وكدت أن افقد وعي وأنا اسمع أمي تصرخ ماذا سنقول لها وهي تخاطب أبي يا الهي يا الهي ، فتحت الباب لانظر إليهم والكل بصحة وعافية حتى أبي مازال في البيت لم يذهب إلى العمل ينظر إلي بصمت وقد أمتلأت عيونه بالخوف فقلت لهم ما بالكم تصرخون لقد اخفتوني الحمدلله انكم جميعاً بخير صمت ظل يحاصر الجميع ماعدا أمي والتي استمرت في البكاء حتى أجهشت باكية فقال أبي إنا لله وإنا إليه راجعون يا ابنتي فحكى لي قصة لم استوعبها لأنني فقدت توازني وارتميت مغمياً علي أفقت وأنا في غرفة نومي على سريري ، وأنا اسمع الدكتور يقول لأبي خذها بعيداً من هذا البيت وهذه المدينة إلى أن تهدأ الأمور ، لا اذكر كم بقيت على هذه الحالة لست حية أوميته ةل جثة مازالت تتنفس وشعور الوحدة والظلم يحاصرني وفجأة سمعت صوت حبيبي يناديني باسمي فذهبت إليه وهو يقول هل أنت جاهزة للذهاب معي حبيبتي ، فقلت له ألا يعقل أن يتزوج المرء دون حضور الزوجة ، أردت أن اذهب معه إلى عالم يعيش فيه الحب مدى العمر بعيداً عن الجراح والحسد والبغض والقتل والفراق فهو الوحيد من كان يفهمني هكذا بقينا نمشي معاً في طريق واحد وفجأة طلب مني شيئاً لم استطع ان ارفضه بل بقيت واقفة وأنا أصرخ فيه لا لا لاتذهب ارجوك لاتتركني الآن هناك شيء أريد أن أقول لك أني أحبك أحبك أحبك أكثر من حياتي فأبتسم وقال وهو يذهب أعرف حبيبتي ولكن عليٌ الذهاب الآن لوحدي هذا هو قدري حاولت أن أتبعه فلم استطع اذ سمعت أمي تبكي وهي تقول لي لا أريد أن أخسرك ابقي معي يا فلذة كبدي أفقت من غيبوية وأنا انظر إلى أمي وأقول لها لا تخافي يا أمي سابقى رغم ظلم الزمان .. فنزلت من السرير ولبست ثوب الزفاف وذهبت إلى قبر حبيبي حيث دفن منذ أيام .وجلست وحيدة أودعه وأنا لابسة خاتم الألماس فقلت له ، طلبت مني أن لا أتبعك ، فلا تمنعني أن البس لك لأول مرة ثوب زفافنا إلى يوم اللقاء حبيبي .فخفت من القبر ورفضت الخروج فسمعته يقول هيا اذهبي اذهبي حبيبتي فليس لك مكان بين الأموات فقلت له أنا خائفة فكيف سأعيش والظلام يهاجمني قد كاد الهواء أن ينفذ من حولي فكيف لي أن أعيش وأنت كنت هوائي وشمسي فشعرت به يمسك يدي وهو يعانقني ثم نظرإلي قائلاً اذهبي ياحمامة السلام وبدأ أبي في البكاء وهو يقول لي لا تموتي أرجوك ابقي معي .هكذا فتحت عيوني وأنا أرى حبيبي يغادرني هكذا مرت الأيام وأنا أعيش حزناً فرضه علي الزمان وانا مازلت في ربيع عمري اعشق القمر وسهر الليالي ورائحة الورود ، ونظرة الحبيب لتخطفني في لحظة حب خاطفة امرأة قاسية دون قلب خطفت حبيبي دون أن يودعني فسكن بيتها المظلم وكان فرشه لحافاً من التراب حتى أصبح جزءاً من مقابر مدينتنا . حب مازال يسكن قلبي وإلى الآن . أمل حزام