تطرق إلى الاستحقاق الديمقراطي وآليات نقل السلطة التجربة الانتخابية
[c1]* الشعب يدرك أين تكمن مصلحة الوطن وسيقول كلمة الفصل في صناديق الاقتراع* المهرجانات الانتخابية للمرشحين ظاهرة ثقافية وصحية تسقط التقليد النمطي السائد[/c]لقاء / محبوب عبدالعزيز رغم ضيق وقته وكثرة انشغالاته خصص لنا الأستاذ الدكتور عبدالوهاب راوح -رئيس جامعة عدن ساعة لإجراء حوار صحفي معه تناول فيه مزايا الديمقراطية وآليات نقل وتبادل السلطات وما تشهده بلادنا من زخم جماهيري وتفاعل شعبي ارتفعت وتيرته مع قرب يوم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية والمجالس المحلية في العشرين من سبتمبر الجاري 2006م في تجربة تعد هي الثانية من نوعها منذ إعادة تحقيق وحدة الأرض والإنسان في الثاني والعشرين من مايو 1990م ودون إطالة نفسح المجال للقارئ للإبحار في خلاصة هذا الحوار الشفاف مع رئيس الجامعة والذي قال فيه:بداية دعوني أرحب بالصحيفة التي تحمل اسم يوم خالد في تاريخ اليمن الحديث وهو يوم الرابع من أكتوبر.. هذه الصحيفة الجادة والمسؤولة والمواكبة للأحداث اليومية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وإني أشعر بسعادة بالغة حين أتحدث من خلالها في هذا الشهر العظيم شهر سبتمبر الذي شهد قيام الثورة اليمنية وهاهو اليوم يشهد عرساً وحدثاً ديمقراطياً غير مسبوق في التاريخ اليمني الحديث وهو الذي سيصادف العشرين من هذا الشهر يوم الاستحقاقات الدستورية المتمثلة في الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية.[c1]إغلاق الزمان ..ويواصل الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح حديثه معنا ليقول: [/c]الحقيقة ان بلادنا تتمتع بوجود ديمقراطية محمية بضمان دستوري تتمثل بموضوع نقل السلطة وكذا قضية إغلاق الزمان في الفترة القانونية للرئاسة وهي تجربة فريدة ووحيدة في المنطقة العربية حيث يعد الدستور اليمني هو الدستور العربي الوحيد الذي أغلق فيه الزمان أمام منصب رئيس الجمهورية وتشهد بلادنا اليوم في مختلف المحافظات حراكاً سياسياً يأتي للمرة الأولى في ظل هذا الزخم التنافسي الشديد وأحس بسعادة غامرة وباعتزاز وشرف كبير كيمني حينما أشاهد حيادية الفضائية اليمنية وهي تنقلنا من مرشح إلى آخر بكل حيادية وبمبدأ المساواة وكل يعمل في إطار الدستور والقانون وقد أصبح الموضوع اليوم بيد مالك السلطة ومصدرها وهو الشعب هذا الشعب الذي سيكون يوم العشرين من الشهر الجاري 2006م هو الحكم الفصل وستكون الكلمة له في اختيار مرشحه لإدارة الشأن اليمني العام ومما لاشك فيه ان اليمنيين قد أصبحوا في مستوى من الوعي والرشد والعقلانية والإدراك مما يؤهلهم لاتخاذ القرار الصائب في اختيار من يجدون فيه الأمان والضمان لاستمرار مسيرة البناء والتنمية والديمقراطية التي ارتبطت بمؤسس دولة الوحدة اليمنية المباركة وراعيها وذلك أمر يدركه الجميع ولا يستطيع نكرانه لان الشواهد عليه أكثر من تعد أو تحصى وأنا بصفتي رئيساً لهذه المؤسسة والمنارة العلمية الكبيرة وهي جامعة عدن أود أن أشير إلى ان هذه المؤسسة الشامخة تعتبر إحدى أعظم المنجزات التي تحققت وارتبطت بمسيرة التحديث والتطوير وشهدت جملة من التوسعات في ظل الحكومات المتعاقبة التي أدارت شؤون دولة الوحدة المباركة والتي يتولى رعايتها ويرسم سياستها الأولى فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح.[c1]مراقبة دوليةويتابع رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح الحديث قائلاً:[/c]إننا اليوم في بلادنا ووطننا اليمني الحبيب نقدم رسالة لمن حولنا وللعالم بأن اليمني لديه النضج والرشد السياسي ما يجعله يدخل معركة الانتخابات بكفاءة واقتدار وبالاستناد إلى مرجعية دولية يحترمها المراقبون الذين جاءونا من كل صوب ومن مختلف أنحاء العالم لمراقبة التجربة اليمنية ويرون مرجعيتها الدستورية والقانونية والإجرائية وهي أخذة بأحدث التجارب التي توصلت إليها الديمقراطية في هذا المجال ومما يشهد له ويشار إليه في هذه التجربة ان المعارضة لديها نسبة 46% من اللجان المراقبة وبذلك يكون للمعارضة حضورها وما يجعلها تشعر بالأمان والاطمئنان بنزاهة سير العملية الانتخابية إلى جانب وجود الرقابة الدولية التي تمثل مختلف الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة والمهتمة بهذا الشأن ونستطيع القول إننا اليوم في اليمن نبني تراكماً ديمقراطياً نعتز به وان كانت هناك بعض المآخذ في مجال الممارسة وخاصة ماتتناول بعض الصحف ووسائل النشر غير الرسمية وغير المسئولة ولاشك ان هذه الظواهر والأعراض تعد طبيعية في مجال الأجواء الانتخابية ولكن التجربة التي نرجو أن تستمر وتترسخ سوف تبرز ثقافتها في المستقبل بحيث تصبح الأمور كما يجب أن تكون عليه والحقيقة ان أجواء الديمقراطية عادة ما تشوبها بعض الملاحظات وهي ظاهرة دولية تعكسها الحالة النفسية غير المتزنة إذ يدفع الجيشان والهيجان النفسي إلى التلفظ ببعض التعبيرات وهي كل ما نأخذه على التجربة الديمقراطية أما من حيث مرجعيتها ودستوريتها فهي موضع فخر اعتزاز وليس هنا أي مأخذ سلبية عليها سواءاً من قبل المشاركين في صياغتها من المعارضة أو من المراقبين الدوليين فنحن اليوم لدينا تجربة غنية من حيث التشريع ولدينا سلوك حضاري على مستوى الممارسة وما هذه المهرجانات التي تشهدها الجمهورية اليوم إلا دليل عافية مما يدفعنا إلى القول بأن الإنسان اليمني ديمقراطي بثقافته وبتاريخه ونحن نكرس هذا النشاط وهذه الثقافة لتصبح سلوكاً تلقائياً في المستقبل.. ونقول كلمة للإنصاف والتاريخ ان مؤسس هذه التجربة وباني صرحها ورافع منابرها ومنابر حرية الكلمة وهو موحد اليمن ومؤسس النهج السياسي التعددي القائم على الديمقراطية هو الرجل المعروف للشعب بأسرة ولا يحتاج إلى مهرجانات لأنه قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه يوم رفع علم دولة الوحدة اليمنية في مدينة عدن الباسلة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م فارتفع ذكره عالياً بذكر العلم وخلد أسمه بخلود هذا المنعطف والحدث التاريخي العظيم.[c1]آليات نقل السلطةواستطرد الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح - رئيس جامعة عدن الحديث فقال:[/c]ان الديمقراطية هي انضج آليات عديدة لانتقال السلطات منها الآلية الثورية والسيطرة على الحكم عن طريق الانقلابات وهذه تجلب الدمار والخراب وهناك آلية التداول من الميراث في إطار السلالة والأسرة الحاكمة وكلا الآليتين ليستا ديمقراطيتين كما لدينا آلية ثالثة لانتقال السلطة وذلك عن طريق التشاور البدائي التقليدي حيث يجتمع أصحاب الحل والعقد كما يسمى في فقهنا الإسلامي وهي جماعة تمثل نخبة من وجهاء المجتمع من مختلف الاختصاصات فيتشاورون في شأن الخليفة القادم عند وفاة الخليفة الأول وبعد الاختيار تتم عملية المبايعة وهنا لا تعد المبايعة سوى نوع من أنواع المداولة بعد الحكم وإقرار ما هو قائم فالمبايعة لا تأتي بخليفة جديد وإنما تؤكد تسليم السلطة لخليفة تم اقتراحه مما يعني ان فكرة ولأية العهد والبيعة التي عرفها التراث الإسلامي العربي لا تلتقي مع الديمقراطية إلا من الجوانب التشاورية وهي ان الخليفة جاء بناءً على روية ونوع من الموافقة المجتمعية على ولايته أما الديمقراطية بمفهومها الفني الدقيق فهي التي تأتي بالحاكم من خلال صندوق الانتخابات ومن خلال تنافس شريف وتعددية قائمة والشعب يكون هو المصدر الوحيد لهذه السلطة فهو الذي يأتي بالحاكم الذي كان قبل فوزه ونجاحه وحصوله على ثقة الشعب مرشحاً من بين بقية المرشحين لرئاسة الدولة.ونحن اليوم في اليمن نتعامل مع ملف التداول السلمي للسلطة وفق أحدث الأنظمة وما توصلت إليه التجارب الإنسانية في هذا المجال وهذا الكلام أقول باعتباري متابعاً ومهتماً بالثقافة الديمقراطية وبأدبياتها وبالفكر السياسي المرتبط بهذا الموضوع، ان الديمقراطية التي تتجسد في بلادنا جاءت وليدة صراعات تكاد تكون يومية واللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء والجهات التي عملت على صياغة الدستور والقوانين والضوابط الانتخابية كلها قائمة على أساس المشاركة ولم تنفرد لا بالدستور ولا بقانون الانتخابات ولا بأي أمر من أدبياتها جهة معينة دون غيرها وإنما جاءت هذه الأدبيات بدءاً من وضع الدستور وانتهاءً بالخطوات الإجرائية اليومية حصيلة تداول ومشاركة بين جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية ذات العلاقة وبالتالي نستطيع ان نقول ان ملف الديمقراطية في اليمن جاء نتيجة مشاركة فكرية من مختلف التيارات ذات الشأن ويقوم على مرجعية دستورية اقرها الشعب فهو لا ينتمي إلى تنظيم بعينه أو شخص بذاته ولا إلى أي مؤسسة محددة وإنما ينتمي إلى الأمة اليمنية بكل ما تعنيه من خلال مؤسسات المجتمع المدني وهذه التجربة ناضجة وجادة ولا تشوبها أي شائبة ومن أراد يشير إلى ذلك فأننا على استعداد وبصدر مفتوح لاستيفاء النواقص في المستقبل.[c1]اللاعب رقم واحدويستكمل الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح - رئيس جامعة عدن حديثه مع الصحيفة فيقول:[/c]دون شك هذه المهرجانات الانتخابية للمرشحين تعكس ظاهرة صحية وتسقط التقليد العربي النمطي السائد وهو تقليد حصول الحاكم على تزكية الشعب بنسبة 99.9% والأخ الرئيس / علي عبدالله صالح حينما جاءته أحزاب اللقاء المشترك ببرنامجها المعروف ببرنامج الإصلاح السياسي شارت عليه بأنه في حالة موافقته على هذا البرنامج سيكون مرشح الإجماع وكانت إجابة الرئيس حاسمة في هذا الجانب وانه لا يرغب ان يكون مرشح الإجماع وإنما ووفق ما يمثله وزنة الوطني ومكانته لدى الشعب وبالتالي رفض ان يكون هذا المشروع أو المقترح هو الآلية التي تحدد انتخابهم له وبالتالي أحال الموضوع إلى الشعب ليكون صاحب القرار والكلمة الأولى والشعب لديه اليوم وبناءً على رغبته ودون ضغط أو إكراه الحرية في الاختيار وهنا ستتجه بعض الأصوات إلى هذا المرشح أو ذاك ولدينا خمسة مرشحين كل منهم يتمتع بالصفة الدستورية وستكون كلمة الفصل للاعب الرئيسي في الانتخابات وهو الشعب أو بشكل أدق الناخبون ونحن على ثقة كبيرة بأن المواطنين في العشرين من سبتمبر الجاري وهو يوم الاقتراع سيكونون على قدر كبير من المسؤولية والممارسة الواعية للديمقراطية والاستحقاق الانتخابي ويدرك أين تقع مصلحته وضمانات مستقبل الوطن في إنسانه وأرضه وفي برامجه التنموية المختلفة. [c1]الشعب مصدر السلطة واختتم الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح - رئيس جامعة عدن الحديث والحوار الشفاف الذي أجريناه معه بقوله:[/c]ان الناخب اليمني اليوم أصبح يمتلك تراثاً من الحرية السياسية ويتمثل هذا التراث في دستور تعددي حر وقوانين ديمقراطية ومؤسسات مجتمع مدني مستقلة ديمقراطية وحرة وأنه أصبح اليوم يؤتى إليه ليختار حاكمة بعد أن كان يعرف في الماضي حاكمه من خلال البيان الأول الذي كان يصدر في إذاعة صنعاء أو إذاعة عدن أما اليوم فالشعب هو مصدر الحاكم والشرعية وليس هناك أي مصدر آخر للشرعية الدستورية خارج سلطة الشعب .