( 14 اكتوبر ) تلتقي بابن أول مؤسس حديقة حيوانات في الجزيرة العربية لتحاوره عن :
ماتبقى من الحديقة
أجرى اللقاء / جمال عربستظل عدن موقعاً اقتصادياً وتجارياً وسوقاً حرة ومركزاً مهماً للتجارة الملاحية العالمية وميناءً لالتقاء الشرق بالغرب .. عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن تسعى لاستعادة دورها وتاريخها الاقتصادي والتجاري والسياحي، عدن المنطقة الحرة والاستثمار، عدن بشواطئها وقلاعها وصهاريجها وشوارعها وأسواقها ومبانيها التاريخية شاهدة على دورها الاقتصادي والتجاري والثقافي والرياضي والتنويري والسياحي في منتصف القرن الماضي ، إلى جانب بساتينها وحدائقها ومتنفساتها ، ومنها حديقة عدن للحيوانات (ADEN ZOO ) التي يعود تاريخ نشأتها إلى عام 1946م من القرن الماضي.عندما قام الحاج عبدالمجيد السلفي بشراء بستان في ضواحي مدينة الشيخ عثمان ليعمل على زراعته بمختلف أنواع الخضروات وأشجار النخيل والنارجيل والتمباك والقطن ، العام 1952م حين قدم اثنان من الإخوة الصوماليين إلى ميناء عدن بزعيمة على متنها زوج من الأسود ( أسد ولبوه) يرغبان في تقديمها هدية للإمام احمد في صنعاء ، إلى هنا نترك الحديث للأخ / خالد عبدالمجيد السلفي ابن الحاج عبدالمجيد السلفي صاحب ومالك أولى حديقة حيوانات في الجزيرة العربية ليحدثنا عن بداية ونشأة ومراحل تطور ، ونهاية حديقة عدن للحيوانات .[c1]- من هو عبدالمجيد السلفي ؟ [/c]
خالد وبيده تمساح صغير
- الحاج عبدالمجيد السلفي من مواليد عام 1906م بدأ حياته وعمله التجاري بفتح محل صغير في الحي التجاري في الشيخ عثمان لبيع الصحف والمواد القرطاسية وعصير الليمون والكوثر والثلج ، وكان يحظى بسمعة طيبة وعلاقات اجتماعية نوعية إذ ربطته صداقة حميمة مع الشيخ عبدالله محمد حاتم ومحمد علي مقطري والحاج محمد علي عبده والحاج زكريا زكو والشيخ جازم عثمان وناصر ربيع والشيخ احمد العبادي الذي درس والدنا على يده كما ارتبط الحاج / عبدالمجيد السلفي بمشروع خيري تمثل في بناء ( مسجد النور) الذي يتوسط الحي التجاري بمدينة الشيخ عثمان مع عدد من الشخصيات الاجتماعية منهم محمد علي عبده وياسين محمود والأستاذ/ سعيد شعراني ، هؤلاء كانوا عبارة عن لجنة خيرية مع والدنا الذي تحمل مسؤولية الجوانب المالية فتم جمع التبرعات المالية من المملكة العربية السعودية ومن كبار رجال الأعمال والتجار في عدن وحينها تم تشييد ( مسجد النور) العلم البارز والجامع المنير في مدينة الشيخ عثمان وبالإضافة إلى ذلك كان الحاج عبدالمجيد صاحب مزرعة تحولت بعد ذلك إلى حديقة حيوانات. [c1]- كيف بدأت فكرة إنشاء حديقة الحيوانات أو ما عرفت ببستان عبدالمجيد؟ [/c]
خالد وهو يلاعب الدب
- كانت بداية إنشاء الحديقة ، عندما وصل اثنان من الإخوة الصوماليين عبر زعيمة إلى ميناء عدن وعلى متنها زوج من الأسود ( أسد ولبوة) راغبين بنقلهما إلى صنعاء لتقديمهما هدية للإمام احمد ، وفي ذلك الوقت أي عام 1952م لم يتمكنا من الحفاظ على ( الأسدين) في ميناء عدن فقررا وبناءً على مشورة من الإخوة العاملين في الميناء نقلهما إلى موقع امن بمدينة الشيخ عثمان ، حتى يتسنى للأخوين الصوماليين ترتيب سكنهما المؤقت في عدن والاستعداد للسفر براً إلى صنعاء مع ( الأسدين) فكانت مدينة الشيخ عثمان ومزرعة الحاج عبدالمجيد السلفي هي المكان الآمن للأسدين ، فوضعا الأسدين بمزرعة الوالد الذي بعد ذلك استلطف فكرة إنشاء حديقة للحيوانات بعدما جاء العديد من مواطني عدن والمقيمين فيها لرؤية ( الأسدين) في مزرعته وبسبب حب المعرفة لمواطني عدن وإقبالهم على بستان عبدالمجيد لمشاهدة الحيوانين تكونت الفكرة وما تعرف حالياً ( بالجدوى الاقتصادية) في رأس الوالد رحمه الله ، وذلك في عام 1952م عندما استعاد الصوماليان الأمانة من الحاج / السلفي ، فشرط عليهما مقابل (حفاظته) أمانته على ( الأسدين) أن يرسلا له أسدين ( بقيمتهما) بدلاً عن الأسدين اللذين أخذا إلى الإمام في صنعاء ، فصدق الصوماليان في وعدهما ، فأرسلوا من بر الصومال إلى الحاج / عبدالمجيد السلفي ( أسداً ولبوة) مع كبش بخمس أرجل ومن هنا نشأت حديقة الحيوانات وما عرفت حينها ( ببستان عبدالمجيد) فكثر زوار البستان وذاع صيته وإخباره إلى خارج عدن واليمن والجزيرة العربية، وفي عام 1953م ادخل إلى الحديقة طيور النعام والطاؤوس والكناري والبوم والصقور والنسور والببغاء الاسترالية ، حتى العام 1958م والذي اكتملت فيه الحديقة بمختلف الحيوانات والطيور النادرة ومنها ( الحنش) الذي قام الوالد باستيراده من الهند وطوله (16) قدماً من فصيلة (البايتون) إلى جانب النمور والسناجب والنمس (ابن عرس) والثعالب والضباع البرية والقنافذ ، وهر الزباد ( القط البري) من سقطرى والدببة التي قام باستيرادها من جبال الهملايا وثعبان الكوبرا من الهند بالإضافة إلى القرود المتنوعة ومنها قرود من فصيلة الشمبانزي والنسناس من كينيا ، وبعد الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م قام ( والدنا) بشراء (16) حصاناً من وزارة الدفاع ومن خلال ذلك قام بإنشاء نادٍ للفروسية حيث كان العديد من رجال السلك الدبلوماسي يقومون باستئجار الأحصنة للرياضة في خبوت وضواحي الشيخ عثمان ، حتى العام 1974م والذي شهد انتشار وباء الكوليرا وقيام الدولة بوقف استيراد المواشي وحينها قام الوالد عبدالمجيد السلفي بذبح الأحصنة لتغذية الحيوانات .[c1]- كيف كان والدكم يقوم بتغذية الحيوانات ؟ [/c]
خالد وبيده فهد
- كان يقوم بشراء المواشي الهزيلة ( القراقر) الشامي ر خيصة الثمن وشراء الحمير من محافظتي لحج وأبين وذبحها لتغذية الحيوانات بالإضافة إلى دور المؤسسة العامة للحوم وبناء على توجيهات الرئيس سالم ربيع علي في منتصف السبعينات الذي أمر بصرف اللحوم التالفة وغير الصالحة للتغذية البشرية والتي يتم معاينتها من قبل الدكتور البيطري في المسلخ ، وتسليمها لحديقة الحيوانات ، أما بالنسبة للقرود والدببة والطيور وغيرها التي لا تتغذى باللحوم فيتم تغديتها بالخضار والخبز والطعام الذي يتم شراؤه من أسواق عدن ، وذلك من خلال الدخل اليومي للحديقة والذي كان عبارة عن (50) سنتاً للفرد ( نصف شلن) من زوار حديقة الحيوانات و(20) سنتاً من الطلاب (عانتين) وهذه كانت رسوم دخول الحديقة منذ نشأتها وحتى نهايتها في عام 1985م ، وللعلم فقد استفاد العديد من الطلاب من الحديقة بمعرفتهم عن قرب بالحيوانات وأنواع الطيور والمزروعات . [c1]- لماذا انتهت الحديقة ؟ [/c]- اولاً أحب أن أوضح وهذا للتاريخ وللأجيال الحاضرة والمستقبلية أن حديقة الحيوانات أو ما كانت تسمى بـ( بستان عبدالمجيد) هي أول حديقة حيوانات في اليمن والجزيرة العربية ، وبحكم أن ( والدنا) كان له دور مشهود في إنشاء حديقة الحيوانات في المملكة العربية السعودية في بداية الستينات من القرن الماضي وإسهامه في إمداد الحديقة ببعض الحيوانات والأفكار الخاصة في كيفية التعامل والمحافظة على الحيوانات لذلك فقد تلقى ( والدنا) رسالة شكر وتقدير من حكومة المملكة العربية السعودية عبر مدير عام البلدية في المملكة . أما انتهاء الحديقة فيعود ذلك إلى عام 1985م بسبب كبر سن الحيوانات وشحة المردود المالي وكذا عدم القدرة على استيراد حيوانات بديلة وتلك الفترة كانت فترة صعبة علينا وعلى البلد بشكل عام ولكوني حينها موظفاً عاماً والراتب على قدر الصرف المنزلي ، إلا انه كان هناك مشروع بفتح حديقة حيوانات في عام 1984م كبديل لحديقتنا من قبل الحكومة حيث تم الإعداد للمشروع بتحديد موقع الحديقة في الجهة المقابلة لمصنع الكندا دراي بمنطقة كالتكس أو بجانب الصالة المغلقة ، وكان هناك دعم بجلب مختلف أنواع الحيوانات المتوحشة والأليفة من قبل دولة أثيوبيا حينها كهدية للشعب اليمني إلا أن أحداث يناير حالت دون انجاز حديقة حيوانات جديدة في عدن. [c1]- هل فكر احد أبناء أو أحفاد السلفي بإنشاء حديقة حيوانات جديدة؟ [/c]
خالد عبد المجيد السلفي ابن الحاج عبد المجيد السلفي
- طبعاً ما زالت الفكرة تراودنا وورثة المرحوم بإذن الله الحاج / عبدالمجيد السلفي بإنشاء حديقة حيوانات جديدة إلا أن الظروف المادية وعدم توفر المكان المناسب لموقع الحديقة حال دون ذلك بحكم أن الموقع القديم أصبح في وسط المدينة وتحيط به على بعد (10) أمتار منازل المواطنين ، وهذا شكل عائقاً أمام ( الفكرة) لان من ضروريات إنشاء حدائق الحيوانات بعدها عن منازل المواطنين وإيجاد مساحات للمتنفسات والتشجير وتوفر الجانب المادي لشراء الحيوانات وتغذيتها ، فمثلاً ( الأسد ) كانت قيمته في تلك الفترة لا تتجاوز(250) جنيهاً استرلينياً وكذا قيمة النمور والدببة والفهود والثعابين الكبيرة بالإضافة إلى تكاليف تغذيتها .. إلى جانب الغزلان والوعول والنعام والطيور والقرود والضباع..واجدها مناسبة اولاً لأهنئ قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح والشعب اليمني العظيم بمناسبة أعياد الثورة اليمنية والعيد الـ 42 للاستقلال الوطني وآمل من قيادتنا السياسية وقيادة المحافظة أن يعيدوا لمحافظة عدن تاريخها وصروحها وكل ما زخرت به ، ومنها حديقة عدن للحيوانات فعدن السباقة دائماً بالخير وبرجالها الطيبين الذين ندعوهم اليوم أن يعيدوا حديقتها ويعملوا كل ما من شأنه إعادة حديقة عدن للحيوانات فهي تاريخ لعدن مثلها مثل إعادة باب عدن الذي سيتم العمل به قريباً تزامناً مع استضافة لبطولة خليجي 20 واعتقد انه لا بد من وجود حديقة حيوانات لمحافظة عدن ، فعدن العاصمة الاقتصادية والتجارية والسياحية بحاجة ماسة إلى كل مواقع ووسائل الترفيه لمواطنيها وزائريها ولرجال المال والأعمال محليين كانوا أو عرباً أو أجانب فتحية لكل من أحب اليمن واخلص لها ولعدن وفي مقدمتهم فخامة الرئيس الرمز علي عبدالله صالح. وفي هذا اللقاء لم يفتنا أن نلتقي بسايس حديقة عدن للحيوانات الذي كان يقوم بإطعام الحيوانات وتصفية أقفاصها ومنها الحيوانات المتوحشة وهو الأخ / أبو بكر علي عبدالمجيد السلفي حفيد مالك وصاحب الحديقة الذي قال: كان عملي سايساً في الحديقة إلى جانب أني كنت في تلك الفترة طالباً ادرس في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ( الأساسية) حالياً ثم في الثانوية العامة وهذه الفترة كنت أساعد جدي في الحديقة سائساً للحيوانات بالإضافة إلى حبي للحيوانات الذي لايزال يسكنني حتى الآن ، ومن بعض المواقف المرعبة التي صادفتني أثناء عملي في الحديقة ، كان عندما كنت أقوم بتصفية قفص الثعبان الذي يبلغ طوله (16) قدماً حيث كنت أظن انه نائم ، وأثناء التصفية وأنا في داخل قفصه وبصورة مباغتة هاجمني الثعبان قابضاً بفكه على فوطتي محاولاً التهامي ، وما كان مني إلا أن اترك له الفوطه وأهرول خارج القفص بدونها / كما أتذكر حادثة ظريفة وذلك عندما كنت أقوم بذبح حمار كطعام للأسود والنمور والضباع وبعد فصل رأسه نهض الحمار من دون رأس راكضاً في الحديقة لمسافة ليست قصيرة حتى نزف بقية دمه وسقط ميتاً ، وكانت تلك الفترة هي أحلى أيام حياتي لأني أحببت جدي وأحببت الحيوانات وظل هذا الحب إلى يومنا هذا ، متمنياً من قيادة محافظة عدن وخاصة مجلسها المحلي وكذا رجال المال والأعمال والمستثمرين أن يعملوا على إنشاء حديقة جديدة في عدن ، فعدن تتطلب أن يكون فيها حديقة حيوانات ، فهي عاصمة اليمن الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى امتلاكها مقومات السياحة وما تتميز به من شواطئ جميلة ومواقع خلابة وحدائق ومتنفسات ، كما تبرز الأهمية الآن لضرورة إنشاء حديقة حيوانات مع استضافة عدن لبطولة خليجي 20 .