انتشرت مؤخرا ظاهرة العراك بين صفوف الأولاد الصغار في محافظة عدن ، فالطفل منذ صغره يجب عليه سماع عبارات كثيرة منها لاتبك أنت رجل كن شجاعا خذ حقك بيدك فإذا اصطدم هذا الطفل بزميله بالمدرسة أو الشارع أو حصل أي عراك بينهما تجد أبويه يشجعانه على أخذ حقه بذراعه فهذا الطفل ينمو مع فكرة أن القوة الجسمانية هي أساس وجوده ويجب عليه إثباث وجوده كرجل فعندما يصل إلى سن المراهقة يكون معرضاً للضياع حيث يظهر في حياته أصدقاء السوء ليكون مدى تأثيرهم عليه كبيراً وعميقاً على سلوكياته فكيف له أن يكون حمامة بيضاء بين سرب من الغربان السوداء. ويبدأ التناقض يشمل حياته وتربيته حتى يصبح رجلاً ويبقى صدى هذه الكلمات في نفسه مثل: يجب عليك أن تكون رجلا لتتحمل المسؤولية أو أي الم تتعرض له فعند ظهور أي مشكلة لا يرى هدا الرجل أي طريقة أخرى غير العراك واخذ حقه بيده. أن التربية في الصغر قد تلعب دورا كبيراً في حياة الصغار وتشكل سلوكياتهم والتي تبقى معهم مدى سنوات حياتهم إلى أن يدرك ذلك الرجل أن القوة الجسمانية ليست هي أساس الوجود بل قوة الروح والإرادة والتحلي بالصبر والأيمان والحكمة أساس كل نجاح وليس العمل الهمجي والذي يتمثل باستعمال القوة ليخرج مابداخله من طاقة ووحش شيطاني لينقض على أخيه الإنسان بسبب خطيئة ارتكبها بحقه ويعاقبه بكل ضراوة لأنه أساء له ،فلماذا نحن دائما نرى أخطاء الغير ولا نرى أخطاءنا. نحن نعلم تمام العلم بان الله سبحانه وتعالى يغفر ذنوبنا فيكفي أن يرفع أحد يديه إلى السماء بكل خشوع يطلب الغفران فمن تكون أنت يا بن آدم لتنشر هذه الظاهرة في الشوارع وتعارك لأي سبب إن كانت القوة هي الضعف والضعف هو القوة ألا تعرف ذلك؟ .[c1]أمل حزام مذحجي[/c]