- تم تزويج الطفلة إلهام مهدي شوعي في حجة في وقت ازداد فيه الجدل حول ضرورة إيجاد تشريع يحدد سناً أدنى للزواج، وبعد أربعة أيام توفيت إلهام جراء عملية جنسية فاقت قدرتها على الاحتمال، وفي الوقت نفسه يصر السلفيون على رفض التشريع والإبقاء على باب تزويج القاصرات مفتوحاً. توفيت إلهام يوم الجمعة (2 إبريل الجاري) في حجة وهي بنت (12 سنة).. وقيل إن الزوج استعان عليها بمواد مخدرة ومنشطات جنسية.. فقد ذكر التقرير الطبي أن أسباب الوفاة ترجع إلى نزف حاد جراء عملية جنسية عنيفة أكرهت عليها هذه الطفلة فتمزق جهازها التناسلي.. ويبدو - حسب التقرير - إن الأمر أمتد إلى ما وراء ذلك.أم الطفلة تطالب بالقصاص من الزوج باعتباره قاتلاً.. وبالفعل نحن بإزاء جريمة، ولكن عقوبتها يقررها القاضي في هذه الحالة.. والعبرة في هذه الواقعة هي حاجتنا إلى قانون يحمي الصغيرات من الزواج والعنف الجنسي ويعاقب من ينتهك الطفولة..- إن هذه الواقعة وحدها تكفي لإقناع المجتمع بضرورة وجود مثل ذلك التشريع، لأن حقوق الإنسان صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى هي حقوق فردية. والقانون يجب أن يحمي حق فرد واحد أو طفلة من قرائن إلهام، فما بالك عندما تكون هناك عشرات أو مئات الوقائع.. فالمعروف أن إلهام ليست هي الضحية الوحيدة لهذا الانفلات الاجتماعي والتشريعي، فمن قبلها توفيت صغيرات بنفس الطريقة، وتوفيت كثيرات أثناء الولادة.. تم تزويج قاصرات وحملن وهن في سن (12) أو (13) سنة وتوفين أثناء الولادة.. والشواهد على ذلك كثيرة.يتعين وجود تشريع قانوني يكبح جماح أفراد في هذا المجتمع في التلذذ بفروج القاصرات ونزوعهم إلى أكل الثمار قبل نضوجها كما هي عادتهم في أكل العنب.. ويتعين مقاومة الموروث الثقافي الشعبي الذي يحرض على تزويج «بنت الثمان» ويقول إن البنت إذا كان طولها يساوي طول أمها وهي جالسة «تتحمل ما تحملت أمها».. هذا موروث مكانه المناسب براميل القمامة.- أسخف ما قرأته وما سمعته من السلفيين الذين يرفضون تحديد سن الزواج قولهم إن تزويج الصغيرة شيء والدخول بها «وطئها» شيء آخر.. أي يجوز لك أن تزوج بنتك على شخص وهي في سن العاشرة مثلاً ولكن اشترط على الزوج أن لا يمارس الجنس معها إلا عندما تكون جاهزة لذلك.. وبعضهم يقول: لا تزف إليه إلا بعد قبولها بعقد الزواج الذي تم إبرامه بين الولي والزوج بدون رضاها وعندما كانت صغيرة..هل هذا كلام يقال لعاقلين.. ويصدر من عقلاء؟أن تزوج بنتاً صغيرة على زوج وتقول له هي حلال لك على سنة الله ورسوله ولكن لا تمس ذلك الشيء منها إلا عندما ترى أنها قادرة على تحمل ذلك الشيء.. أن تمنح فرساً جامحاً وجائعاً غصناً طرياً وتقول له لا تأكله الآن بل عندما يكبر قليلاً بينما أنت قد قطعت الغصن من الشجرة وعزلته عن أسباب النمو.. وكيف يقال: يجوز العقد عليها وهي صغيرة ثم لا تزف إلا بعد أن تصلح للوطء وأن تقبل بالزوج؟ هذا من قبيل «الحجز المسبق».. وهو يصلح في مجال البضائع وتذاكر الطيران، ويتعارض مع حقوق الإنسان وكرامته.
|
آراء
زواج الصغيرات.. لدينا من العبر ما يكفي!
أخبار متعلقة