استوكهولم / وكالات بعد الاهتمام الملحوظ الذي حظي به الأدب العربي، في الأوساط الثقافية السويدية، وتمثل بالإقبال على ترجمة عدد من المؤلفات، كان آخرها أربعة دواوين لمحمود درويش ورواية للطيب صالح وديوان لفرج بير قدار، ودعوة عدد من الكتاب العرب إلى أماسي ثقافية، بينهم واسيني الأعرج وعبد اللطيف اللعبي، يأتي الآن دور السينما السويدية لتفتح صالاتها، أمام كم من الأفلام العربية، إذ يستضيف (مهرجان استوكهولم السينمائي العالمي) السابع عشر، في دورته المقامة بين السادس عشر والسادس والعشرين من نوفمبر، عددا من الأفلام العربية، ويخصص موضوعاته الرئيسية للسينما العربية التي يرى الغرب في نتاجاتها الأخيرة، مؤشرا على حصول متغيرات تعصف في منطقة الشرق الأوسط. ويعرض المهرجان هذا العام 170 فيلما من 21 بلدا، بينها مصر، الجزائر، المغرب والسعودية. في المهرجانات السابقة، كان الفيلم العربي يأتي هامشيا، ويمر على دور العرض بحياء، لكنه هذه المرة يثبت أقدامه على ارض المهرجان، ويشغل مساحات في وسائل الإعلام، إذ تأتي عدة أفلام دفعة واحدة، واختلاف مواضيعها المثيرة للجدل تجعل منها مادة أساسية في المهرجان. من هذه الأفلام فيلم (عمارة يعقوبيان) المأخوذ عن رواية علاء الأسواني بنفس العنوان وإخراج الشاب مروان حامد، وتشترك فيه مجموعة من كبار النجوم مثل عادل إمام، نور الشريف، نبيلة عبيد ويسرا. هذا الفيلم الذي أثار نقاشاً في العالم العربي، واتهمه البعض بأنه يشوه صورة مصر من خلال إبرازه لبعض سلبيات المجتمع، أثار اهتمام الغرب مما فتح أمامه إمكانية المشاركة في أكثر من مهرجان أوروبي، من كان إلى برلين وأخيرا استوكهولم. من الأفلام الأخرى في المهرجان (أندجين) الشهير للجزائري رشيد بوشارب من إنتاج فرنسي، ومعلوم انه أثار ضجيجاً كبيراً في فرنسا، وكذلك يعرض الفيلم السعودي (كيف الحال) الذي يتعرض لقضايا اجتماعية إشكالية. كذلك يعرض الفيلم المغربي ـ الاسباني المشترك (أبواب الفردوس) للأخوين عماد وسويل نوري، وهو أول فيلم لهما، ويرسم مصير ثلاث شخصيات تعيش في كازابلانكا. والحكايات الثلاث تتمحور حول حادثة واحدة: اثنان يصفيان حساباً إجرامياً وثلاث أمهات يروين علاقتهن بأبنائهن. مهرجان استوكهولم، يسلط الضوء على وضع المرأة العربية المخرجة، ويدعو إلى فتح باب النقاش حول هذه المسألة، وفي هذا السياق يشترك فيلمان من إخراج امرأتين عربيتين، الأول مصري وهو (البنات دول) لتهاني راشد، وهو تسجيلي قصير يناقش حكاية ست بنات، تتابع عدسة الكاميرا معاناتهن وسط هبوب رياح العنف والقهر الاجتماعي. أما الفيلم الآخر فهو (بركات) للجزائرية جميلة صحراوي، وهو قصة واقعية تتحدث عن اختطاف صحافي على يد متطرفين أصوليين بعد أن نشر مقالا ينتقد أساليبهم، وتقوم زوجته الطبيبة بمصاحبة صديقة لها تكبرها في السن، بمهمة البحث عنه في أماكن مليئة بالمخاطر. وتعرض في المهرجان أفلام عربية، يشترك فيها فنانون من أصول عربية، منها الفيلم السويدي (عين حمراء) المأخوذ عن رواية الكاتب يوناس حسن خميري، وهو شاب سويدي من أب مغربي وأم سويدية وتمثل في الفيلم نخبة مختارة من ممثلين من أصول مهاجرة، من بينهم الفنانة العراقية أنوار البياتي، بالإضافة إلى فيلم عن شخصية لاعب كرة القدم الجزائري الشهير زين الدين زيدان.
|
ثقافة
الفيلم العربي يشغل مهرجان استوكهولم السينمائي العالمي
أخبار متعلقة