متابعة / عبدالله الضراسي شهد فرع اتحاد الادباء بخورمكسر مساء الثلاثاء الماضي الموافق الرابع عشر من شهر فبراير الجاري فعالية ثقافية وفنية تدشيناً لبرنامجه الثقافي للفصل الاول من عام 2006م حيث تم في هذه الفعالية الاحتفاء بالشاعر الشعبي والغنائي عبدالله الضباعي بمناسبة صدور ديوانه ( كلم جدار ) حيث جرت هذه الفعالية من خلال مداخلات نقدية بهذا الصدد وفقرات فنية قدمها الفنان الشعبي عبدالله محمد ناصر ( ابو حمدي ) وقد افتتح وادار الفعالية الاخ / عبدالرحمن عبدالخالق رئيس سكرتارية فرع الاتحاد .[c1]كلمة رئيس فرع الاتحاد [/c]في بدء الفعالية القى الاخ / عبدالرحمن عبدالخالق رئيس سكرتارية فرع الاتحاد كلمة بمناسبة هذه الفعالية الاحتفائية بالشاعر عبداللاه الضباعي وصدور ديوانه الجديد ( كلم جدار ) حيث جاء في كلمته : ( يسعدنا في فرع اتحاد ادباء عدن وسكرتارية الفرع ان ندشن بداية البرنامج الثقافي للنصف الاول من عامنا 2006م بفعالية احتفائية بالشاعر الجميل عبداللاه الضباعي وصدور ديوانه ( كلم جدار ) ويسرنا ان يكون هذا رقماً ثقافياً وابداعياً في جسم الفرع الثقافي لكونه سيكون عضواً جديداً لفرع عدن .. وبمناسبة احتفاء الفرع به وكذا بديوان كلم جدار كمنحى جمالي يشكل اضافة جميلة لادبنا الشعبي اليمني خاصة وان للشعر الشعبي في بلادنا فرسانه الكثر ومضماره ومجالاته الوجدانية حيث ليس فيه غالباً ولامغلوب الراية الاعلى فيه للكلمة المبدعه الملتحمة بالواقع الاجتماعي وهمومه وهوما وجدته في ابداع شاعر فرض اسمه بقوة واقتدار في ساحة الشعر الشعبي في اليمن ، انه الشاعر عبدالله الضباعي شاعر وكفى وان مالفت نظري في قصائد الضباعي الشعرية بصميم واقع ثقافي مجرد لكنها لم تقع في اسره ، فلها معجمها الواسع لاتقعير فيها ولا اسفاف اما من حيث ( التيمة ) فاتساعها باتساع الوطن اليمني كله .. وعندما نقف على فضاءات قصائده الشعرية شعبية وغنائية من منا لم يفهم كلمة من كلمات مفردات مشهده الشعري سواء من حيث معناها اللغوى المباشر او من حيث دلالاتها وانا اعني عامية قصائده والتي لم تقف عائقاً في التعاطي معها .. حيث نلمس كم هي ملتصقة بواقع اجتماعي / سياسي قائم على التفاوت وعلى اكثر من مسار ، انها صورة تختزل معاناتنا وتوضح ازدياد الهوة بين من يزدادون ثراء ومن يزدادون فقراً وبين قمة بادخة بالثراء والسلطة وقاع باذخ بالفقر والاقصاء . - وعوالم عبدالله الضباعي الشعرية شعبية وغنائية عبارة عن فضاءات وظفت الموروث الشعبي والامثال باقتدار وجمالات بعده الغني . - واخيراً لايسعنا الا القول ان ديوان الشاعر عبدالله الضباعي يشكل بمجملة اضافة نوعية لديوان الشعر الشعبي في اليمن وان صاحبه الاخ الشاعر عبداللاه الضباعي صوت شعري شعبياً كان اوغنائياً فانه صوت شعري متميز . [c1]قراءات شعرية[/c]بعد ذلك قام الاخ الشاعر عبدالله الضباعي بقراءة نماذج من قصائد ديوان كلم جدار وهي كالتالي : [c1]كلم جدار [/c]ابن الضباعي قال ماشيء اي حل مافيش غير الحل هذا والخيار ننزل جبل وانَّه تلقانا جبل طلعه ونزله في طرقنا والمسار لحمال فوق العيس زادت والثقل وصابره لكن حمل الميل جار [c1]منطقة حرة [/c]ابن الضباعي قال با اتخبَّر سؤال في بالي وله فترة من بايجا وبنا وبا يقدر على جوابي عنده القدره لي خمستعشر عام مش اكثر وكل مانسمح فقط هدره الخير قالوا من عدن يظهر واعلنوها منطقة حرة .[c1]عمياء تخضب مجنونه [/c]من مات ادع له بالرحمه يغفر له نهار الزحمه والمجنون يعزونه عمياء خضَّبه مجنوه هو في كل شيء يتنعَّم والمسكين انا بتقعَّم ماحصلت علبه تونه عمياء خضَّبه مجنونه كم باتا كلي يادوده ايامك فقط معدوده مش لك دائماً مضمونه عمياء خضَّبه مجنونه [c1]مداخلة الدكتور الخلاقي [/c]وبعد ذلك تحدث أ.د / علي صالح الخلاقي قدم مداخلة جاء فيها : (الشاعر عبدالله الضباعي شاعر شعبي غزيز الانتاج يمتلك موهبة خصبه ويجمع باقتدار بين الغزاره والاجادة في ابداعه الشعري المتنوع المضامين والفنون الشعرية وانه بما كان بفضل التأني والتريث في نشر اعماله لقناعات خاصة به الى ان حانت اللحظة والتي فاجأنا بصدور ديوانه الاول الصادر في النصف الثاني من العام الماضي 2004م . وهاهو شاعرنا عبداللاه الضباعي وفي مدى زمني قصير لم يتجاوز العام يقدم لنا باقة جديدة من اشعاره في ديوانه الجديد ( كلم جدار ) وخصوصية هذا الديوان والذي اراد صاحبه ان يكون متميزاً تستشف من عنوانه انه كرسه بكامله لمعالجة موضوع واحد يؤرق بال مجتمعنا ويقض مضاجعنا جميعاً انه اخطبوط الفساد وكل ماينطوي تحت مظلته من امراض . الفساد انتشر في كل مفصل وعرقوب منه الناس ياساتر بحاله صعيبه انتشاره وباء مثل البراغيث والصوب وتبرز في قصائد ديوان كلم جدار مقدرته الفائقة على التقاط الوقائع والهموم الحياتية اليومية التي ماتزال انفاس الناس عالقة بها لانه يعيش في قلب المجتمع ويقدم صورة ناصعة لما يعتمل فيه من تفاعلات الحياة ولايقتصر نقده للظواهر السلبية على مجرد ترديد عبارات جامدة او سطحية اشبه بالمنشورات بل يطبع كل قصائده بتعبيرات وصيع فنية مؤثرة محكمة المبنى والمعنى ويعبر عن افكاره ومواقفه في صور شعرية فنية تأسر السمع وتستحوذ على الافئدة وتمتع الالباب بالمشاهد الحية والظواهر الاجتماعية التي يلتقطها ويسجلها شعراً في اجمل حله واحلى بيان. وان الشاعر مسكون بهموم الشعب يعيش معاناته ويتالم لالامه وتفصح اشعاره عن وجدان ايقظته المحنة والعبث الذي يطال كل شيء في مجتمعنا ويلحظ القارئ ان هناك ضبط واحد يربط جميع قصائد هذه المجموعة يتمثل بالمعاناة من الفساد والشكوى من اخطبوطه الغاشم لهذا جاءت جميع قصائده منسجمة في سياق واحد من التناغم بين الالفاظ والمعاني المعبرة عن رفض هذا الواقع الموبؤ بالفساد والشاعر حين يشكو لايعبر عن ذاته القلقة بل ان شكواه وتبرمه من هذه الاوضاع ليست في حقيقة الامر سوى تعبير عن هم وقلق الشعب بكل فئاته الواسعة والتي ينبض قلب الشاعر بنبضها ويمثل بشعره الرئة التي يتنفس الناس من خلالها همومهم ويعبرون عن سخطهم ورفضهم لهذا الواقع المترع بالفساد . خلاصة الأمر انا على يقين ان الشاعر عبداللاه الضباعي قد اختط لنفسه مكانته في ساحات الشعر الشعبي اليمني ، لانه الشاعر والذي لايقدم نفسه وروحه وفكره في قصائده ليس بشاعر واجزم القول ان الشاعر عبداللاه قد فعل ذلك . [c1]مداخلة د. مبارك الخليفة [/c]اما مداخلة أ . د مبارك حسن الخليفة فقد تطرقت الى ( منحنى ) البعد القصصي في بعض قصائد الديوان حيث اشار الى ان هذا التقليد قديم وجديد في ادبنا العربي والعالمي واشار الى توفر مقومات القصة من سرد وتواتر واحداث وصراع وحتى الحيل الفنية الظريفة خاصة كما وردني قصيدة البابا والشيطان والذي اشاد بطرافه واعتبر مضمون فكرة هذه القصيدة جديداً وتطرق ايضاً الى البعد السياسي في بعض اشعاره .[c1]الفقرات الفنية [/c]وقد قدم الفنان الشعبي المعروف عبدالله محمد ناصر ( ابو حمدي ) فقرات غنائية شعبية بعضها من قصائد الشاعر عبداللاه الضباعي الغنائية . [c1]خاتمة ادبية [/c]في تصريحه للصفحة الثقافية تحدث الاخ الشاعر الشعبي والغنائي عبداللاه الضباعي موضحاً ان ماقبل عنه في المداخلات النقدية من حيث الاشارة الى انه يقف على ارضية الموروث الشعبي اليمني عامة وموروث يافع خاصة فهذا القول شهادة ، موضحاً انه يعتز بها لانها تتضمن اشارة نقدية الى انتماء الشاعر لهذا الموروث ، حيث ان هذا الموروث في قصائده هو الخلفية الثقافية التراثية التي تعكس البيئة اليافعية وماكانت تمتاز به يافع من فضاءات غنائية وفرح ولازالت ترفد ذلك الفرح في مسيرتها الثقافية .