* أعترف إنني قلقت عليه، فأنا وهو لم نفترق في العيد سواءٌ الفطر أو الأضحى منذ سنوات طويلة، غير أنّ هذا العيد عيد الفطر المبارك اختفى عن الأنظار فجأة دون أن يخبرني هو أو أحد من أسرته عن مكان اختفائه أو سرَّ هذا الاختفاء.. لذلك قلقت عليه، وذهبت بي الظنون إلى أشياء بعضها مخيفة مما جعلتني أقرر أن أبلغ عن اختفائه لولا أنّه بعد إجازة العيد وجدته يطرق باب منزلي مبتسماً مقدماً التهاني بالعيد السعيد لي ولأفراد أسرتي.لم أرد على تهنئته بل بادرته بالسؤال :"أين كنت يا صديقي؟! لماذا لم تخبرنا عن مكان تواجدك حتى نطمئن عليك؟".أجاب بكل برودٍ وهدوء أعصاب قائلاً :"لقد خطفت!!".شعرتُ بالصاعقة تضرب فوق رأسي .. "كيف .. إيش تقول .. أعد الكلام".هكذا قلت له، ليكون رده تأكيد ما سبق قوله لي :"أنا خطفت . وأقسم بالله على ذلك!!".لم أستطيع الاستمرار في الوقوف - أخذتني كلماته إلى زاوية في منزلي أرمي عليها جسدي وعلامات الخوف قد ارتسمت على وجهي من كلمة "اختطفت" .. عرف هو ما يدور في ذهني من سؤالٍ بديهي، يفترض أن أسأله وهو "من اختطفك؟ وكيف ولماذا وكيف جرى الإفراج عنك؟!".سمعت قهقهات ضحكاته .. وبعد برهةٍ هدأت هذه الضحكات التي كادت أن تصيبني بالجنون وقال :"يا صديق عمري.. خطفتني ساحرة لا يمكن لعاقلٍ أو حتى مجنون أن يقاوم سحرها.. ساحرها نعرفها جميعاً، ولكن بعضنا لم يلتفت يوماً إلى سحرها وما في صدرها من جمال رباني وجواهر تطرز جسدها من رأسه حتى قدميه".لم أجعله يكمل وصرخت بدهشةٍ في وجهه قائلاً :"يا مجنون ماذا تقول أنا أسألك من خطفك وأنت تتغزل بفتاة شاهدتها".ضحك صديقي وقال :عفواً يا صديقي.. لم تختطفني فتاة.. ولم أعشق غير زوجتي.. بل الخاطفة الساحرة هي الحالمة "تعز".زادت الدهشة بي وصرخت مرة أخرى :"ماذا تقول ؟الحالمة "تعز"؟ ومن هي هذه؟"قال :مدينة "تعز" القريبة من "عدن" ولا تبعد بالسيارة سوى ساعتين أو أقل قليلاً.. ذهبت إليها قبل يومين من العيد مع زملاء في العمل هم من "تعز".. على أساس العودة قبل العيد.. ولكن جمال المدينة وسحر الطبيعة فيها.. وناسها الطيبين.. وتجدد الحياة فيها كل يوم.. وبنات "صبر" الرائعات الجمال والأخلاق .. كل ذلك وأكثر جعلني مسحوراً لا أستطيع فك السحر حتى تعهدت بالعودة إليها مرةً ثانية.. بدلاً من البحث عن مدينة أخرى خارج الوطن نقضي إجازتنا فيها.[c1]رسالة[/c]* « إلى حبيبتي» :انا لم أقل إنك صديقتي.. بل حبيبتي.. وغيابك عني وعدم سماع صوتك جعل أيام العيد أيام حداد في قلبي وروحي.اما أنا فأقول لكِ .. ما نسى قلبي حبك ولا فتر . عاده إلا زاد عن أول وصار أجمل وفي نور القمر..". * * *[c1]أغنية الأسبوع[/c]* ... " صدفة من الصبح لاقيته وهو يجريفقلت له خفف السرعة عليك بدريوقف شقولك صباح الخير يا قمريعلى الحلى والتحافه كم شيكون صبريأنا اللي هائم في حبك وأنتّ ما تدريمن يوم عرفتك وحبك سر في صدريواليوم فاضت شجوني وافتضح أمرييا ليتني ما عرفتك آه يا قهريكان الجواب ابتسامة سحر في الثغريوعاد يجري كأنّه لم يكن يدريهل قد فهم ما قصدته أونوى هجرييا حيرتي يا عذابي يا ظنون فكريقلبي المعذب أمامه وهو يكون عذريأقول له في الابتسامة أمل أعيش له عمريأما الأمل بيطول أو في الصبر صبرييمكن يكون قد قبل حبي من يدري".[c1]* كلمات / عبده علي ذبحان[/c]