أقصودة
شمس الدين البكيلي وفي ليلة معتمة من ليالي الشتاء البارد الجميل .. وحين توارت كتلات من السحب الكثيفة الرمادية المكتحلة بلون الازرقاق.. كان قد لاح وجهه البدر بثوبه القشيب ليرسل للأرض أروع وأبدع اشعته الفضية البهيجة ليضفي إلى روعة وسحر الارض بحلتها البيضاء المتلالئة أرقى لحظات الجمال .. وكأنه قد نزع بهدوء جمال الأفق وسحر المدى حجابه عن وجهه عنوة ليأسرني برونق جماله وعفة دلاله .. وليسحرني بعظمة جلاله .. ونصاب اكتماله .. فاضاء في نظري الافق والمدى البعيد..وكان قد اضاء روحي بعد ظلام دامس ضاعت خطواتي في عتمته وروى احاسيس وجداني الذابلة في عشق الحياة الباسمة جتى ان دفء النور الساطع الآتي عبر المدى قد اشعل شموع وجدي، انار ظلمة نفسي فانقشع السجى من عتمة بصري وبصيرتي، ومعه أحسست بنسمات الشتاء الباردة تخترق جسمي النحيل وتصيبه بارتعاشة الحنين .. الحنين لهذه الحياة المثخنة بجروح لا أكاد اخفيها حتى ان عيون البدر الناظرات إلي توحي برغبتها الدافئة في أن تقول شيئاً .. أو ان تقول أنت عاشق أو كأنها قد قالت أنت مغرم فحدقت ما بين جماله وجلاله بنظرة اخترقت جوفه عنانه بهدوء وسحر لونه .. فالتقت عيوننا بحنان ولطف .. وامتزجت النظرات ببعضها لتشكل نسيجاً من ألوان الطيف الروحي وعندها خاطبت عيني عيناه بشوق الجوى قائلة :بعيوني وصدق قلبي xxxxx أعشقك يانور عيونيبابتسامة من شفايفك xxxxx بحنانك يسعدونيكل دمعة في عيونك xxxxx عن عذابك كلمونيشوف عيونك عذبوني xxxxx والليالي سهرويذوبوني وجرحوني xxxxx ولهواك رجعونيلما أشوفك وأنت تبكي xxxxx والدموع تجري في عيونكوالا تشكي وانت تبكي xxxxx والشجن حرق جفونكيحترق قلبي وابكي xxxxx واكتوى بنار ظنونكاحضنك بشوق واضمك xxxxx وسط قلبي أصونكالحياة من غيرك أنت xxxxx مستحيل تكون بدونكياحبيبي لما أشوفك xxxxx أنسى عمري وسهاديأنسى نفسي وأنت جنبي xxxxx أنسى آلامي وعذابيكم احبك يا حياتي xxxxx الجوى حرق فؤادي خذ حياتي ياحبيبي xxxxx انس أيام البعادفأنا روحي فداك xxxxx عد لايام الودادوفيما الأعين تناجي بعضها فإذا بالبدر يرتدي الحجاب وودع الود الوداد واكتحلت عيناي بنسمات الشتاء البارد الممزوج بسكينة الليل الدامس الشديد العتمة فأطبق الظلام على عالمي وانطفأت شموع وجدي واظلم النور في كياني، فانفلق عن بصيرتي بصري .. فبكتكم عيناي وانتم في رحابها وظنوني تناديكم وأنتم اضلعي .. يا مهجة الليل المنير ياضوء الأفق الجميل ياشعاع في كنف المدى الجليل، ياعروس الليل وبهجته .. غيابك يحرق انفاسي، ويميت مداعبة المد والجزر في نفسي .. يا منية النفس اقبلي، فروحي تناديك من بين اضلعي وهي تلامس الكون الدامس اللا متناهي يا مهجة القلب والروح .. عودي لمشتاق اضناه البعد والوجد والحرمان فلا عكر صفوي ولا اضناني الاالفراق المرير .