أحمد المهندسقبل أن ادلف إلى محتوى ورقة مشاركتي المتواضعة كتحية وأجبة وليس دراسة في مثل هذا المهرجان الربيعي العدني عن أبرز رموزها الثقافية والأدبية والفنية أود ان اقدم للجيل الذي لم يعاصر اديبنا الكبير ويطلع على أعماله لأكثر من ربع قرن بسبب اغترابه بطاقة شخصية مختصرة عن الأديب والصحافي الكبير أحمد شريف الرفاعي فهو من مواليد عام 1931م في عدن.تلقى دراسته النظامية فيها .. ورغم ظروفه الانسانية استطاع ان يحقق ذاته بالقراءة والاطلاع وتطويع موهبته الابداعية في اعمال صحفية مبكرة، عمل في المدارس الاهلية والحكومية كمدرس ثم مديراً لبعضها والتحق بالسلك الحكومي الإعلامي .. من خلال الحقل الصحفي والاذاعي والتلفزيوني .. غادر موطنه عام 1969م بسبب ظلم ذوي القربي وسياسة الاشتراكي وعاش في مدينة جدة حتى وافته المنية في حادث مروري اليم رحمه الله.كتب للاذاعة السعودية والتلفزيون السعودي الكثير من المسلسلات والتمثيليات والبرامج الاذاعية وتعد كتاباته الصحفية والأدبية والفنية زاخرة بالحيوية والنضج.له من المؤلفات المطبوعة والجاهزة للطبع العديد من الأعمال منها على سبيل الذكر لا الحصر:(السفاح والقمر ، ملاحم وافكار، مشكلات بنات ، يا زمان الوصل بالاندلس، حبيبتي يا أندلس، نساء دخلن التاريخ، مولاي الملك الشاع) ولان أديبنا الرفاعي كان غزير الانتاج والعطاء الادبي ومتعدد المواهب قدم لكل نواحي الابداع الانساني فلم يكتف بالعمل الصحفي بل قدم للفن واهله اعمالاً فنية غنائية كانت ولازالت من تاريخ الفن الغنائي العدني فمن منا ينسى الجميلة بنت الاكابر كأول أوبريت اجتماعي هادف عن غلاء المهور والزواج .. وكثير من روائع الكلمات التي تغنى بها القمة محمد مرشد ناجي والموسيقار أحمد بن أحمد قاسم والرائد خليل محمد خليل والموهوب محمد صالح عزاني ولعد دمن كبار الفنانين في اليمن والخليج.كانت صور كلماته الغنائية ثرية بالمعاني الجميلة والهادفة .. النابعة من القلب .. ورغم انه لامجال للمقارنة بين الكلمات والمعاني التي تغنت بها الفنانة لعدنية رجاء باسودان قبل ثلاثين عاماً ويزيد من كلمات مبدعنا الرفاعي مخاطبة جارها الملتاع [c1]داري هواك داريعن قلبي يا جاريساكن قبال داريحيرت افكاري [/c]" من كلمات العصر العجرمي والحب نص نص؟!"وقد لا أذيع سراً اذا قلت لكم في العجالة ان أحمد شريف الرفاعي وهو سليل الاسرة الفنية العريقة .. لانه يرتبط بصلة نسب بالعملاق الفنان إبراهيم الماس .. قد جرب الغناء بعد ان وجد في نفسه المقدرة .. وقدم أغنية ليست من كلماته بل من اشعار أمير الشعراء أحمد شوقي بعنوان "يا مليح اللما" ومن تلحين الموسيقار الراحل يحيى مكي وسجلها على اسطوانات عيدروس فون .. ولم ينزلها للأسواق بسبب الحسد والتقاليد وبعد ان غير رأيه في الغناء.وكان آخر لقاء لي مع الفقيد أحمد شريف الرفاعي قبل وفاته بأسبوعين صدفة التقنيا .. كما يقول المبدع لطفي أمان في رائعته الغنائية وليس على الساحل .. بل في الحي الذي يسكنه والقريب من مكتبي فأوصلته لمنزله وتحدثنا طويلاً عن أعماله وطموحاته وأمل العودة للوطن الأم بعد ان رد الرئيس القائد علي عبدالله صالح له اعتباره وكرمه مع مجموعة من الادباء اليمنيين.وافترقنا على أمل اللقاء لتسجيل ذكرياته بالصوت والصورة ليقول كل شيء عن مشواره للاجيال .. وكان سعيداً وكأنه يودعني أو يراني لأول مرة .. ولم نلتق بالطبع بعد ذلك فقد رحل عن دنيانا الفانية .. تاركاً ذكرى عطره واعمالاً خالدة كان لها أثرها في حياة الناس.واعترف مرة اخرى واخيرة .. بأنني لا أستطيع ان اعطي اديبنا الراحل المقيم أحمد شريف الرفاعي حقه في أوراق معدودة أو كلمات موجزة فمثل هذا الرائد .. يجب أن يتصدر للكتابة والحديث عنه وانصافه المختصو من الاكاديميين في اقسام الصحافة والأدب في الكليات العلمية والثقافية على مستوى وطنه والعالم العربي.فاعماله المختلفة تحتاج إلى دراسات وبحوث ورسائل .. لتعرف الاجيال الادبية والصحفية الجديدة وحتى المختصين والباحثين عن عطاء وعظمة الرواد الذين قهروا الظروف الصعبة وصنعو ذاتهم وحققوا لوطنهم مكانة أدبية مرموقة وكانوا غير سفراء وقدوة وماتوا قانعين.لقد تصدرت بالنقد قبل 25 عاماً لمجموعة الرفاعي القصصية الاولى الموسومة بـ "السفاح والقمر" الصادرة عن الدار السعودية للنشر والتوزيع بالمملكة العربية السعودية بروح الشباب "ايامها" واخترت لها عنواناً مثيراً."محاولات الادباء الاولى .. هل تستحق النشر".وقلت في الاستهلال :(الكثير من الادباء يتحفظون في نشر انتاجهم الفكري في سنوات حياتهم الاولى (البدايات) خاصة وان المحاولات الاولية لاتخلو عادة من الاخطاء التي يغفرها القراء لكاتبها كونها كتابة بدايات ويجب ان يشجع صاحبها لاقدامه على النشر فمعنى هذا انه يود ان يطور نفسه بمعرفته بخبرته الكتابية من خلال ما يكتب عن محاولاته القصصية من نقد موجة والبعض القليل من الادباء والكتاب الذين ينشرون محاولاتهم الكتابية سواء كانت أدبية "كالبحث والنقد والقصة" أو حتى الشعرية يجرون عمليات تجميل ورتوش عديدة على كتابات الماضي حرصاً منهم على المكانة الادبية التي حققوها بعد كفاح سنوات حتى اصبحوا ادباء ومفكرين لهم شأنهم ووزنهم .. وهم يعرفون بأن نشر كتاباتهم في الماضي وان كانوا مسرورين لها كانت بمثابة جواز مرور لاقلامهم فأنها في الحاضر لن تكون سوى القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل "فلن يقبل القراء منهم سوى مستوى معين في الكتابة الفوها منهم واحبوها .. وعليه فلزاماً عليهم اجراء تعديلات جذرية على كتاباتهم في الماضي قبل النشر.ان لكتابات الادباء "اياً كانوا" في سنوات حياتهم الادبية الاولى .. معزة وذكرى خاصة فهي كالأبن البكر يظل أبوه يدلله حتى وان كبر .. وقبل ان تتساءلوا ما الداعي لهذه المقدمة اريحكم فأقول بأنني أوردت هذه المقدمة قبل أن أشرع في استعراض كتاب جديد فرغت لتوي من قراءاته وكاتب الكتاب اديب وفنان وصحفي .. والكاتب ارتكب الغلطة التي يتفادى الكثير من الكتاب الوقوع فيها .. خاصة الادباء المخضرمين غلطة نشر نتاجهم الفكري الأول كما هو دو تغيير يتمشى مع ضروريات العصر وتوسيع مدارك الكتاب والقراء الفكرية والادبية وغلطة الشاطر كما يقال بعشرة خاصة ونحن نعرف بأن المؤلف ذكي).انتهت المقدمة ولن اكرر قراءة النقد لأنني شخصياً تجاوزتها.وقد اصدر الاستاذ أحمد شريف الرفاعي مجموعته الاولى كما يبدو ايامها على عجل ودفع بها للناشر والمطبعة ولم يراجعها ويستبعد قصص لاتمثل تجربته الطويلة في الكتابة وتفوقه على نفسه .. فالفترة التي صدرت فيها المجموعة كان الناس مشغولين فيما يسمى بالطفرة الاقتصادية والاعمال التي زادت بعد حرب أكتوبر 73م وارتفاع عوائد النفط.ولم يعجب نقدي بالطبع استاذنا الرفاعي فانبرى لي كعادته في الغضب والسخرية الكتابية وحاول ان يسلم رده لمشرف ملحق أدب وأدباء بجريدة المدينة الاديب القاص الاستاذ سباعي عثمان رحمه الله .. الذي نوره بحكم العلاقة بأن العبد لله سيكون سعيداً جداً برده والنشر .. ولكن هل لدى الاستاذ طاقة وصبر على التحمل لردي وطوله.وعندما طلب الاستاذ الرفاعي ايضاحاً للمعنى قال له سباعي .. بأن النقد يسعدني وبأنني أكثر منه لبشة وهجوم ونقدا وسخرية . فما كان من أديبنا الكبير الا ان سحب رده وتعارفنا بعد ذلك عن قرب وسعدت بمعرفته وصداقته واستاذيته وان كان بين الحين والاخر ينسى هذه الصداقة عندما يغضب من بعض كتاباتي عن أعماله الاذاعية.وقد غفر لي الله كما قال لي بأسلوبه الساخر ضاحكاً عبر الهاتف .. ما تأخر وما تقدم من ذنوبي في حقه بعد أن دافعت عنه باخلاص عندما تعرض له بالنقد المرفوض البعيد عن ابجديات النقد أحد غلمان الصحافة الجدد الذين لايعرفون قدر الرواد ولم يطلعوا على ما قدموه من عطاء وفكر أنساني.وفي مجموعته القصصية الثانية الموسومة بـ "وللخوف عيون" الصادرة عام 1983م عن مطبوعات تهامة كان الرفاعي حريصاً على تفادي كبوات المجموعة الاولى فقدم فيها 19 نصاً بين القصة بمعناها الفني المتعارف عليه .. والحوار أو التمثيلية القصصية التي برع فيها كأحد رواد الدراما العربية .. ويعترف الرفاعي بأنه كتب هذه المجموعة في أوقات زمنية متفاوتة بعضها في عدن والبعض الآخر في جدة .. وكأنه يقول للنقاد أمثالي وبلهجته العدنية المحببة التي لم تغيرها سنو الغربة "حسك عينك" تغلط معي .. ولأنه عربي الأصل فيوضح صراحة أن بين عدن وجدة الكثير من الملامح المشتركة في الأرض والوجود والوجوه والسمات والاعماق واسلوب الحياة وكذلك البناء الاجتماعي والنفسي للنماذج البشرية مع اختلاف بسيط في العادات والتقاليد الاجتماعية.ومنهج الاستاذ محمد شريف الرفاعي في كتابة القصة القصيرة يكمن في التقاط الحدث أو العارض وبناء تصوره عليه واعطاءه من احاسيسه واصداء نفسه والمزاوجة بين احاسيسه تلك وبين حقائق الحياة.فهو يهرب من التعقيد والتداخل الذي يربك القارئ .. ويهرب من التفاصيل الزائدة التي تأخذ القارئ إلى متاهات فلسفية وعنعنات فكرية ويقف من النفس البشرية موقفاً بسيطاً ليس فيه لبس ولا غموض ولاتعقيد.لذلك نجد ان جميع نماذج قصصه أناس بسطاء واضحو المعالم الانسانية يجلبهم بأسلوبه الابداعي الكتابي المتمرس إلى ساحة الورق كما هم يقدمهم بلا رتوش فالقصة القصيرة في مفهومه ومنهجه لمحة من الحياة.فالرفاعي شعبي الهوى اذا صح التعبير ـ بمعنى ـ انه يختار شخوص وابطال وحكايات قصصه من واقع الحياة وبسطاء القوم .. فهو ينتمي إلى طبقة بالكاد تجد قوت يومها وتشغلها هموم الحياة ومتطلباتها.وهو بارع في التقاط نماذج من هذه الفئات الانسانية بخبرة الاديب والانسان المعاصر المنتمي إلى جذور الأرض.ويعطيها على حد تعبيره من الشعر الشيء الكثير ويهيم بالنفس المعذبة الشفافة المترعة بالجمال والرواء . . ويتعامل مع نماذج قصصه ببساطة متناهية وحب ويركز على الحدث ويرويه كواقع.فهو لايتعامل مع اشخاص قصصه تعاملاً معقداً ولايجعل القصة بمثابة عملية تعذيب للقارئ والمتابع لانتاجه القصصي من خلال التفاصيل الدقيقة التي تبعد الحدث عن أصوله وجذوره الاجتماعية والنفسية.لذلك تأتي الابتسامة والسخرية للشخوص وابطال قصصه عفوية .. ويأتي الحوار بسيطاً وشاعرياً في المواقف العاطفية.أحمد شريف الرفاعي في اعماله القصصية وحتى الدرامية الاقرب إلى عالم القصة لانها تحمل ملامحها وتقدم بأسلوب العصر السريع وعبر الأثير كنماذج انسانية لايصال فكرته إلى أكبر شريحة ممكنة لاتستطيع ان تتابع انتاجه المكتوب والمطبوع .. متمشياً مع تقنيات العصر ومتطلباته.وسأختار قصة "والله زمان" التي ضمتها مجموعته الاخيرة "وللخوف عيون" كنموذج للدلالة على أسلوبه ومنهجه في الكتابة القصصية وايصال افكاره باسلوب سلس بعيداً عن التعقيد ومباشر.ففي كل أعماله القصصية يقدم الرفاعي كرائد في الكتابة في اكثر من مجال اسلوباً فريداً ومميزاً في السرد القصصي .. هاجسه الوطن الذي وان فارقه جسداً ومرغماً وفي ظروف صعبةالا أنه لم يفارقه وجداناً فلا زال يسكن اعماقه وكل تفاصيل حياته .. يتنفسه ويعيش معه لحظة بلحظة.ومن عنوان القصة تستطيع كقارئ او متابع مهتم باسلوب الرفاعي القصصي ان تعرف انه يقصد تصوير واقعة جرت فصولها في زمن غير بعيد وان اصبحت من الماضي.وكخبير في التفاصيل الفنية للحياة الانسانية والواقع يقدم لنا القاص صورة من قريب لحال فنان كان ملء السمع والبصر واسماً لامعاً له جمهوره .. ويسرد لنا كيف كانت تحف به في زمانه الافراح والليالي الملاح وتنطلق من حوله الزغاريد.وتلتف من حوله جموع الرجال وتلقي النساء بعيونهم عليه من المشربيات والنوافذ في الرواشين وينسى الناس نفوسهم ووجودهم معه.كانت لياليه الغناء المتضوعة بالبهجة اعراساً لاتنتهي ومهرجانات لاينطفئ لها الق .. فالناس يجيئون من حدب وصوب ليسمعوه وتقطع اقدامهم عشرات الأميال من الضواحي البعيدة من اجله .. اذ لم يكن قد اشيع استعمال السيارات عام 1344هجرية.وصف دقيق وبسيط العبارات لحال فنان من العهد القديم كان نجم السهرات والافراح سرعان ما أنقلب عليه الزمان بسبب العمر والزمن الذي لم يعد زمنه .. ومع هذا لم يستسلم ويرتاح ويتقاعد بعد ان عجز من مجاراته وتطوير نفسه.اختار الرفاعي وهو يسرد لنا قصة هذا الفنان الكبير السن والمقام والذي جار عليه الزمان اسماً شائعاً في تلك الحقبة الزمنية في عدن .. فقد كان القصة عن فنان من موطنه .. وربما كتبها في عدن أو جدة في سنوات حضوره الاولى والاغلب في جدة .. واختار له اسم "قحافة" وهو اسم ساخر ويستعمله ابناء البلد متى ما ارادوا السخرية من أحدهم .(ولم يشأ قحافة ان يعترف بالهزيمة التي لحقت بها بعد هذا المجد العريض .. ولم يشأ ان يسلم بأنه قد أخذ من الزمان كفايته .. مالاً وشهرة وذيوعاً وان ما استنفده من الاضواء يكفي مخزونة من الطاقة شمساً بحالها ).وينقلنا الرفاعي باسلوب الفلاش باك .. إلى تاريخ هذا الفنان ويقدم لنا ملامح من حياته وأعماله الغنائية التي كانت منتشرة بعد أن تجاوزت مبيعات اسطواناته ثلاثمائة الف اسطوانة من اسطونات الشمع الاسود ليصبح مطرب الجزيرة العربية الأول بلا منازع " سبق فنان العرب محمد عبده" بعد ان صدرت اسطواناته إلى جميع انحاء اليمن والجزيرة والخليج والجاليات العربية في الهند واندونيسيا.ولكن قحافة لم يعجبه التجاهل والفشل وقرر ان يتحدى الجميع ليثبت لهم انه لازال الاول في عالم الغناء .. بعد ان اتاح له مدير التلفاز المحلي احياء حفلة على الهواء مباشرة.(واقترب اليوم الموعود الذي يذاع فيه الحفل التلفزيوني المرتقب ويكون من بين نجومه المتألقة نجم قحافة .. الذي سيبرز من جديد كمطرب للاعراس والافراح صوتاً بز كل اقرانه فيما مضى وسيبز قرناء الحاليين من الجيل الذي تلاه وتلك هي البداية يا قحافة).ولم يستطع بالطبع ان يجاري قحافة العصر فقد مضى قطار العمر وتغير الحال .. وكان بحركاته المضحكة أمام كاميرات التلفزيون التي لم يعهدها ويقف امامها لأول مرة رغم تاريخه الفني الطويل .. موضوع سخرية الفرقة والجمهور.(وكانت ذروة المهزلة حين بدت من يده اليمنى حركة إلى الخلف اطاحت بنظارة عازف الكونترباص إلى الوراء وكاد ينقلب على كرسيه .. مشهد لم يستطيع معه العازفون في الغرفة ان يكتموا ابتسامتهم وضحكاتهم الحبيسة وهو مستمر في الاندماج بغناء كأنه قصف الرعود) ويتوقف بالطبع عن الغناء .. ويلتفت إلى الوراء ويقول بغضب مر للفرقة وعلى الهواء مباشرة:"اتضحكون سخرية مني .. حسناً اضحكوا ولكن أسألوا امهاتكم كيف كن يخرقن طرابيل السرادقات في المخادر من وراء الحجاب ليتفرجن على هذا الذي تضحكون منه اليوم).قصة واقعية لربما عرف بعضكم بطلها .. فقد كان فعلاً فناناً مليء السمع والبصر بمنلوجاته الهادفة التي حاربت الاحتكار الاجنبي في مواتير اشكال والوان وغنى للاصالة ولباس اخر الزمان .. ولكن الرفاعي اراد من خلال سرد قصته باسلوبه الانساني الرائع .. وصور من خلالها أدق التفاصيل والمشاعر التي مرت عليه في زمن النسيان والجحود .. والتي لم يستطيع ان يتقبلها كواقع.وكما أشرت في بداية الكتابة والكلام .. ان اعمال الاستاذ/ أحمد شريف الرفاعي الابداعية تحتاج إلى دراسة وافية وصادقة وعدم تجاهل من الدارسين وكبار الكتاب والادباء .. واكثر من ندوة ومحاضرة ونقاش .. واول الغيث هذا التكريم كبداية طيبة تسجل لفرع اتحاد أدباء عدن لأحد أهم مبدعيها.وقبل الختام والسلام .. اود ان انتهز فرصة وجود معالي محافظ عدن الذي بدا مشواره مع المسؤولية بخطوات انسانية تحسب له بزيارة الادباء والفنانين في عدن.وتقديرهم والاهتمام بأمورهم .. ان يتبنى معاليه فكرة اطلاق اسماء الرواد من الادباء والفنانين على شوارع وميادين عدن ومدنها الرئيسية تخليداً وتقديراً لهم نظير ماقدموا من عطاء وفكر انساني لوطنهم.ولتكن البداية مع فرسان هذا المهرجان والتكريم .. اكرر الشكر لكم واتاحة الفرصة لاكون بينكم الغايب الحاضر من خلال حروفي وكلماتي هذه بجهد المقل وكل مهرجان تكريمي وانت بخير .
|
ثقافة
الرفاعي . . وتجربتة الابداعية
أخبار متعلقة