نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب وأحد رجال الرعيل الأول مع المؤسسين
حوار / ذويزن مخشفانطوت أربعة عقود من الزمن ومازال موقعها إلى اليوم وإلى الأمد البعيد بيتا وصرحا إعلاميا ترعرع فيه رجال صنعوا التاريخ ومجد الأوطان، رجال عملوا في الليل والنهار من أجل خدمة شعبهم، بكل مسؤولية وتفان.. في السر أو العلن لم تكن لذاكرة السنين والذكريات أن تمضي إلا وأن تكن لهم كل الحب وتبادلهم الوفاء بالوفاء..مساحة ومكان يضمهم هم أولئك الأشخاص الذين قضوا صباهم وشبابهم في بيت واحد، منبر أساسي يضم أسرة كبيرة متعددة الأشخاص (رجالا ونساء) ولا ينتهي مطلقا.. بيت لا يعرف غير صقل الأجيال تلو الأجيال بالمجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفة والمحبة والوطنية والمسؤولية والضمير، حتى مع مرور السنين تظل موقعا وشهادة على انقضاء عصور ومراحل مختلفة لم تكن حتى لأقوى الزلازل وأعتى الرياح والأعاصير وسياسة التناحرات الدموية أن تهدمه وتوقفه عن تربية جميع مشتغلي مهنة المتاعب. مع ذكرى مرور(40) عاما على تأسيس صحيفة»14أكتوبر» تجعلني هذه المناسبة طائرا سعيدا يغرد في كل الأنحاء، وكوني أحد أبناء هذه الصحيفة الذين يأخذون اليوم صفهم في بون شاسع ضمن حضن صدرها الدافئ لخدمة مجتمعهم كما فعلتها مع الرجال السابقين من (الأحياء أو الراحلين)، حيث يكونوا أشخاصا نتذكرهم مع كل صدور وطبعة كل اليوم..أحاديث مختلفة من رجال كثيرين ربتهم وعلمتهم ألف با»صحافة» وهم أعمدتها وشيوخها قد عرفتني بمعنى الحب الكبير للعمل في»مهنة المتاعب» الجميلة صاحبة الجلالة «الصحافة».محبوب علي نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق لفترتين، وأحد أبناء هذه الصحيفة من الرعيل الأول المؤسس يتذكر مع مناسبة الاحتفال بأربعين عاما على التأسيس المراحل التي تأصلت في وجدان السنين الماضية كذاكرة عامة وخاصة لنا نحن الجيل الحالي للصحيفة- أبناء الألفية الثالثة- حتى نتغط بأجمل الذكريات عن صحيفتنا»14أكتوبر»[c1]النشأة والتطورصحيفة «14أكتوبر» تحتفل بذكرى (40)عاماً لتأسيسها في عدن .. فماذا تقولون عن هذه المناسبة حيث كنتم أحد منتسبيها الأوائل؟ [/c]أنها مناسبة أن أزف التهاني العطرة إلى كل الزملاء والزميلات الذين أمضوا فيها سنوات طويلة وتفانوا في الجهد والعطاء وأولئك الذين انتسبوا إليها تأكيداً لتواصل الأجيال ورفدوا صحيفة «14أكتوبر» الغراء بدماء جديدة وخبرات ومهارات متعددة ومتنوعة من جيل الشباب الذي تميز عن سابقه من الأجيال في التعاطي واستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات باعتبارها القيمة الحقيقية لعصرنا الجديد الراهن، بل البوابة الرئيس لتطور الصحافة التي دخلت اليوم مرحلة مهمة ومتقدمة كصناعة يعول عليها بل وتستقطب الاستثمارات علاوة على وظيفتها الاجتماعية والسياسية كمؤسسة للتنوير وتشكيل الرأي العام ..أن الجيل الجديد من الشباب، لا تستعصى عليه المقارنة بين ما آلت إليه صحيفة»14أكتوبر» بعد أربعين عاماً وبين سنوات العقدين بعد تأسيسها في 19 يناير 1968م أي بعد الاستقلال الوطني لعدن بنحو ثلاثة أشهر حيث تم جلاء الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.إن احتفال الزملاء الأعزاء في صحيفة»14أكتوبر» بذكرى (40عاما) على تأسيسها مناسبة في غاية الأهمية للتقييم والمراجعة بل للتذكير والذكرى بهدف شحذ الهمم للارتقاء نحو الأفضل والأجمل.[c1]التجربة مع المؤسسينكان لكم شرف قيادة هذه الصحيفة خلال حقبة زمنية .. حدثونا عن ذلك؟[/c]انضممت إلى صحيفة «14أكتوبر» أواخر عام 1968م محررا تحت التدريب، واكتسبت خبراتي المهنية متدرجاً في كل أقسام التحرير بدءاَ من قسم الاستماع السياسي، وقسم الأخبار، وقسم التحقيقات، وقسم السكرتارية والإخراج حتى توليت إدارة التحرير كنائب لمدير التحرير ابتداء من عام 1979م ولغاية أحداث 13 يناير عام 1986م.وفي الحقيقة لم تكن السنوات الأولى منذ التأسيس متواصلة في العمل .... إذ توقفت بسبب مواصلتي للدراسة في الخارج ابتداء من مطلع السبعينات...بيد أن تجربتي في سن مبكرة من عمري أكسبتني مهارات مع الرعيل الأول بدءاً من الشهيد عبد الباري قاسم أول رئيس للتحرير في صحيفة «14أكتوبر» مروراً بسالم زين وسعيد الجناحي وسالم باجميل وسالم عمر حسين ومحمد عبد القوي واحمد سالم الحنكي واحمد عبد الرحمن بشر وانتهاء بعبدالله شرف سعيد وهم رؤساء التحرير المتعاقبون في المنصب بينما الثلاثة الآخرون هم من شهداء الصحافة في أحداث 13 يناير الأليمة...[c1]شخصيات في ذاكرة»أكتوبر»لا شك أن ذكرياتكم مع زملاء المهنة في هذه الصحيفة كثيرة ومتعددة ...ماذا تقولون؟[/c]إذا جاز لي تقسيم تجربتي التي عاصرتها مع زملاء المهنة إلى ثلاث مراحل: الأولى مرحلة التأسيس والثانية مرحلة السبعينيات والثالثة مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي، فيمكنني القول: إني تعرفت وعايشت عن كثب وقرب زملاء وأساتذة بل عمالقة نذروا أنفسهم ولم يدخروا وسعاً في إعلاء راية الكلمة خفاقة منهم من قضى نحبه في محرابها ومنهم من قضى نحبه في غياهب السجون، ومنهم من قضى نحبه ضحية للصراعات السياسية والتناحرية..من جيل المرحلة الأولى أتذكر الشهيد عبد الباري قاسم أول رئيس تحرير للصحيفة والذي استشهد في حادثة طائرة الدبلوماسيين المنكوبة في مطلع السبعينيات، كما أتذكر المرحوم محمد البيحي أول مدير تحرير للصحيفة والمرحوم عبد الواسع قاسم والمرحوم الصحفي المصري أمين رضوان، والزميل واثق شاذلي، ومحمد عمر بحاح أطال الله في عمرهما.ومن جيل المرحلة الثانية أتذكر المرحوم سالم زين والشهيد أحمد العبد سعد والمرحوم القرشي عبد الرحيم سلام والمرحوم معروف حداد والمرحوم علوي محمد علي والزملاء محمود الحاج و سعيد أحمد الجناحي وفضل النقيب وسعيد العولقي ومحمد عبدالله مخشف وعلي عيد روس يحيى أطال الله في أعمارهم.ومن جيل المرحلة الثالثة أتذكر الزميل سالم باجميل أطال الله في عمره والمرحوم عبدالله العود ، والمرحوم سالم عمر حسين والصحفي الفلسطيني الذي تقلد منصب مدير التحرير في إحدى الفترات علي حسين خلف، كما أتذكر الزميل محمد عبد القوي أطال الله في عمره، والراحلين إلى رحاب باريهم من الزملاء الشهيد علي فارع الشيباني وأحمد مفتاح ومحمد عبدالله فارع وشكيب عوض وعبد الباسط سروري والشهداء أحمد سالم الحنكي واحمد عبد الرحمن بشر وعبدالله شرف سعيد وفاروق رفعت والشاعر المصري المرحوم زكي عمر والزملاء أطال الله في أعمارهم: محمد قاسم نعمان وعمر باوزير، وإبراهيم الكاف واحمد الحبيشي وعبدالله عبد الإله ومحمد علي سعد والصحفي العراقي رضاء ظاهر الذي تولى سكرتيراً للتحرير والصحفي العراقي جمعة الحلفي والمرحوم طه حيدر والمرحوم عوض باحكيم ونجيب اللبناني، والمرحوم فتحي باسيف والزملاء أطال الله في أعمارهم: محمد سعيد سالم، علي الصراري، منصور هائل، ومحمد صالح حيدرة، سعيد العسيري، وسالم الفراص، واحمد الصوفي، إقبال علي عبدالله، نجيب مقبل، هاشم عبد العزيز، نادرة عبد القدوس، سلوى صنعاني، كوثر شاذلي، و فاتن بافقيه، وعبد الرقيب مقبل، رضية شمشير،هدى فضل، جميلة ووداد شبيلي، سعاد وقيس أحمد حسن، ونعمان قائد سيف، ونصر صالح، حسين يوسف، علي العيسى، ومحمد عوض، عزيز الثعالبي، المرحوم عبدالله الشدادي، فضل مبارك، وعادل قائد سيف، عبدالصفي هادي، وسعيد همام، عبد القادر سنان، وبن بريك ، نصر صالح ، عبدالله باوزير،رجاء عبد العزيز، عدنان جمن،جميل إمداد،واحمد ثابت ، واحمد يحي، محمد نعمان، نبيل مقبل، جلال أحمد سعيد، نجيب صديق، احمد مسرع، محمد زكريا، احمد عبدالله قاسم، وألطاف محمد عبدالله، نجيب أحمد سالم، علي الدرب، نبيلة عبده، ماجدة ، هدى فضل، وأم شهران، وجعفر العراقي وغيرهم لا تسعفني الذاكرة في سرد أسمائهم فأستمحيهم عذراً.إن ما يميز صحيفة «14أكتوبر» أنها كانت مدرسة، ومنها تخرج الدبلوماسيون والسفراء والوزراء.فأول رئيس تحرير الشهيد عبد الباري قاسم صار وزيراً للإعلام والثقافة والإرشاد عقب الاستقلال وانتقل سفيراً فيما بعد وكذلك الزميل محمد عبدالقوي الذي صار وزيراً للإعلام وسفيرا لليمن في بيروت والمرحوم محمد البيحى الذي صار سفيراً في القاهرة وقائماً بالأعمال في دمشق وصوفيا والمرحوم عبدالله العود الذي صار سفيراً في ليبيا وعلي عيدروس يحي الذي صار سفيرا في ليبيا ثم في اليابان وفضل النقيب الذي صار ملحقاً ثقافيا في ابوظبي عقب انتهاء مدة عمله الطويل والمتألق في صحيفة( الاتحاد) الإماراتية.[c1]المساهمة بتوعية المجتمعمن تلك التجارب والمراحل التي عايشتموها في هذه الصحيفة بالتأكيد لكم تقييم عن أداء ودور الصحيفة في عملها الوطني ونشر الوعي المجتمعي قبل إعلان دولة الوحدة وبعدها؟[/c]على الرغم أن صحيفة «14أكتوبر» كانت الصحيفة الوحيدة التي تصدر يوميا فإنها كانت تضم في صفوفها صحفيين لا ينتمون فقط منذ مراحل تأسيسها إلى صفوف الجبهة القومية ومن ثم التنظيم السياسي الموحد وحتى قيام الحزب الاشتراكي اليمني بل يمثلون فصائل السياسية الثلاثية (الجبهة القومية والشعبية والطليعة والمستقلين) والصحفيين العرب من مصر والعراق وفلسطين ولبنان ..وان الصحفيين اليمنيين العاملين منذ المراحل الأولى كانوا من مختلف مناطق اليمن شمالا وجنوبا وبالتالي فإن القضية الوطنية هي في جوهر اهتمامات أولئك الرواد وكل العاملين في هذه الصحيفة باعتبارهم وطنيين ووحدويين بالدرجة الأولى. ولا يغيب عن بال أحد منا ذلك الشعار الذي كان يتصدر الصفحة الأولى من الصحيفة القائل («لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية)»انه بالتأكيد شعار وطني بل شعار وحدوي لا يقبل التأويل أو المداراة... وبالتالي فإنني لا أزعم عندما أشهد أن صحيفة «14أكتوبر» التي اقترن اسمها بميلاد ثورة شعبية عارمة هي ثورة 14أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان الشماء عام 1963م ، هي وطنية ووحدوية حتى النخاع وأن دورها هو اقتداء بأهداف الثورة السبتمبرية الأكتوبرية المجيدتين.[c1]انتقال مع التقنية الحديثةأنتم من رجال الرعيل الأول، أولئك الذين أسسوا الصحافة اليمنية و»14أكتوبر» تحديدا..اليوم وقد اختلفت آليات عمل هذه المهنة من تقنيات ووسائل وغيرها إلى ماذا تتطلعون من صحيفتكم»أكتوبر» في المستقبل لا سيما وأنها منذ منتصف عام 2005م استطاعت إلى حد ما أن ترافق التحديثات الفنية الحاصلة في المجال الصحفي؟ [/c]للأمانة والإنصاف أن التطور المتسارع الذي شهدته الصحيفة في الآونة الأخيرة منذ تولي الزميل أحمد الحبيشي دفة الإدارة والمسؤولية الجسيمة، يعكس الرغبة والإدارة الصادقتين في التغيير وفي كسر الرتابة والتقليد في الأداء المهني ليس في صحيفة»14أكتوبر» بل الصحافة اليمنية بشكل عام خلال فترة التشطير.ولعل قيام الوحدة اليمنية وما أفرزته من مساحة للتعددية الحزبية والصحافية ولحرية الرأي والتعبير، العامل الأهم في تشجيع خوض غمار التغيير وشحذ الهمم للتنافس في سبيل تقديم المفيد والمقبول وليس الركود والجمود...[c1]الحبيشي عاشق لأكتوبر[/c]والحقيقة أني أتيحت لي فرصة الاطلاع عن كثب خلال زيارتين قمت بهما إلى صحيفة «14أكتوبر» خلال العامين المنصرمين بدعوة من زميلي الأستاذ احمد الحبيشي الذي تولى مقاليد هذه الصحيفة ولم يكن غريبا عنها إذ كان احد منتسبيها منذ عام 1978 وكان يعشق العمل فيها أكثر من عشقه عندما كان في المكتب الصحفي للرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس مجلس الشعب الأعلى السابق حيدر أبو بكر العطاس، شاهدت بأم عيني استخدام التجهيزات الفنية الجديدة الحديثة وإعادة إحياء المطابع القديمة بجهود فنية وإدارة شجاعة ، كما اطلعت على خطوات العمل في التحرير والإخراج الذي انتقل بسرعة متناهية من الأسلوب التقليدي إلى رحاب التقنية الحديثة بالتعاطي مع الحاسوب والتراسل عبر الشبكات وفي رصد الحدث وصناعة الخبر..وبالتأكيد فإن المبنى الجديد للصحيفة والذي تم تجهيزه بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والفرصة التي أتيحت للمنتسبين باكتساب الخبرات والمهارات في التعاطي مع التقنية الجديدة كلها، ستفتح مجالات أرحب وأوسع للتطور المتنامي الذي تسعى إليه الصحيفة بعد هذا المشهد الجميل والرائع الذي حفلت به شكلا ومضمونا على غير عادتها في السنوات والمراحل المتعاقبة ونحن على ثقة في أن الحكومة ستفي بوعدها وبالتزامها بشراء المطبعة الصحفية الحديثة لصحيفة 14 أكتوبر عام 2008م... إنني، أشد بحرارة على أيدي كل الزملاء الأعزاء على هذا المنجز الجبار وهذا الطموح الرائد.ولعل الذكرى الأربعين، مناسبة تستحق به أن نتوج صحيفة «14أكتوبر» بهذا التاج المرصع بدرر العطاء بل والثناء..أخيرا وليس بآخر ماذا تقولون؟أهنئكم من أعماق قلبي، متمنياً لأسرة تحرير صحيفة»14أكتوبر» الغراء وكافة منتسبيها مزيداً من النجاحات والتطورات...بوركتم وبوركت جهودكم وعطاءاتكم...وكل عام وأنتم إلى الأمام ....