17 يوليو 1978 - 2010م
لا يمكن للمؤرخ المنصف أن يتجاهل ذكرى الـ17 من يوليو 1978م التي صعد فيها فخامة الأخ علي عبدالله صالح إلى رئاسة الجمهورية نظراً لما تمثله من أهمية تاريخية محفورة في ذاكرة الشعب اليمني جيلاً بعد جيل من حيث هي سلسلة من المنجزات الحضارية المحسوسة والملموسة، التي ما برحت تدعو ذوي النزعات الانتقامية والأحقاد الثارية والعقول السطحية الجاهلة إلى مراجعة حساباتهم والتراجع عن مواقفهم الخاطئة، ومشروعاتهم الظلامية، وحواراتهم الضبابية والضلالية التي تدعو ذوي الوعي المحدود إلى إنقاذ اليمن من الحكم الديمقراطي للرئيس الصالح، الذي تحقق في ظله معظم ما لدينا من المنجزات الوطنية والتاريخية العملاقة بحجم الوحدة والديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية وغير ذلك من المنجزات الاجتماعية والثقافية الخدمية والإنتاجية الحديثة والمعاصرة، معتقدين خطأً أن بوسع لجنة الاحمر - باسندوة أن تغتال ما تحقق في عهده الزاهر من الحقوق والحريات بالإساءة إليه والنيل من مكانته التاريخية الرفيعة المتموضعة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر التي لا يمكن لاعداء الحياة والحرية وأعداء الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتنمية والأمن والاستقرار للنيل منها مهما تظاهروا بالحرص على الحوار الذي يؤدي إلى الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل.. لأنهم في مواقفهم العدائية والعدمية والانقلابية لا موقف لهم ولا قضية وطنية موجبة للتأييد، يبحثون عن أدوار غائبة وبطولات زائفة في عصر انعدمت فيه مثل هذه البطولات العجائزية المصابة بخرف الشيخوخة ومرضها، ومعنى ذلك أنه لا بديل عن الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة باعتبارها البوابة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة من خلال تنافس الأحزاب والتنظيمات السياسية في الدورات الانتخابية الرئاسية والنيابية والمحلية وكذا الانتخابات النقابية والمهنية المختلفة ولم تعد لدينا حاجة إلى الانقلابات بأساليب غير سلمية وغير ديمقراطية وغير حزبية من خلال الجماعات واللجان الانقلابية غير القانونية وغير الدستورية .إن ما يدعو إلى الاحساس بالخجل أن يتطفل هذا الطامع أو ذاك الطامح المتطاول على الحقيقة رغبة في الإساءة والتجريح لفخامة رئيس الجمهورية وعهده الزاخر بالكثير من المنجزات الحضارية الأكثر من أن تحصى في مقال كهذا لأن الأحياء من أبناء الشعب اليمني يعرفون سلفاً كيف كانت أوضاع اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والانتاجية والخدمية الحياتية والحضارية قبل عهده وكيف أصبحت اليوم بعد مرور ثلاثين عاماً ونيف من حكمه المستند إلى إرادة شعبية وشرعية دستورية قوية لا مثيل لها في مرحلة الشرعية الثورية. اقول ذلك واجزم بأن ما تحقق في عهده الميمون من مؤسسات دستورية ومن منجزات عملاقة تمثل تاريخ اليمن الحديث والمعاصر بأنصع صفحاته الواضحة وضوح الشمس في منتصف النهار وأكبر دليل على عظمته ونبل اخلاقه وحكمته وايمانه بالديمقراطية والحرية والحق والعدل نلمسه في ما عرف به من قيم التسامح والعفو عن أولئك الذين اعتادوا الاساءة للوطن والشعب بما لديهم من نوايا تآمرية جبلت على الميل الدائم والمستمر للعمالة والخيانة الوطنية بصورة تعكس قول الشاعر الحكيم في تناوله للاشرار ومواقفهم الذميمة والقبيحة: «إذا أنت اكرمت الكريم ملكته وإن أنت اكرمت اللئيم تمردا». نعم لقد اكد اولئك اللؤماء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب أن التسامح والعفو كقيم تربوية واخلاقية نبيلة لا ينتهجها ولا يقوى عليها سوى العظماء من القيادات التاريخية النادرة ويعلمون قبل ذلك وبعد ذلك أنها سياسة رشيدة لا تجدي مع هؤلاء المجرمين الذين لا ذمة لهم ولا عهد ولا ايمان لهم ولا امانة ولا موقف ولا قضية مهما كانت من الاهمية المعبرة عن الحكم الرشيد وعدم الضيق بالرأي الآخر مهما كان جارحاًً وكاذباً باعتباره القوة الخفية التي تكسب الزعيم ماهو بحاجة اليه من عظمة ومن عبقرية قيادية حكيمة تمكنه من تخطي الازمات وما ينتج عنها من تحديات وكوارث ونكبات على نحو يكسبه حياة سياسية دائمة القدرة على التجدد والتجديد في قيادة الحركة والتغيير والتطور في مجتمع كثير السكان قليل الموارد معقد في بيئته وتضاريسه الجبلية والجغرافية الفقيرة وفي تكويناته العشائرية والقبلية المتخلفة التي تحول دون تمكن الدولة من فرض قبضتها الحديدية على الحضر والريف وبما يحقق اعلاء سيادة القانون فوق كل العادات والتقاليد القبلية والمذهبية البالية الرافضة للدولة اليمنية الأقوى من كل المتنفذين الذين يعتقدون اليوم أن بمقدورهم أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الخلف ويفرضوا ما لديهم من طموحات وأجندات زعامية غير مشروعة من خلال اطلاق العنان لمغامراتهم واطماعهم في الاستيلاء على السلطة بسلاح الدعاية وسيف الديمقراطية الفوضوية ومعول الحوار الأكذوبة.. لاشك في أن هؤلاء الشواذ يعيشون خارج الواقع اليمني ويجهلون طبيعة أوضاعه وظروفه المعقدة وقبل ذلك وبعده يجهلون أو لعلهم يتجاهلون بعمد مع سبق الاصرار والترصد الظروف التي احاطت باليمن؟ ويجهلون أو يتجاهلون الكيفية التي اديرت بها من قبل فخامة الاخ رئيس الجمهورية الذي كان له شرف الانعتاق من ويلاتها واخطارها بما تحققت على يديه من انتصارات بأقل قدر من التضحيات والامكانات.أن هؤلاء المغامرين الذين يمارسون الاستكبار والاستهبال على هذا الشعب وزعيمه المخلص والعبقري سوف يجدون أنفسهم اعجز من أن يحققوا بالديمقراطية وحرية السياسة والصحافة ما عجزوا عن تحقيقه بالحديد والنار أو بالتآمر والخيانة والعمالة ولو بعد حين من الصبر وتقديم التنازلات تلو التنازلات لأنهم يعرفون سلفاً أنه مازال يملك في أجندته الكثير من الاوراق القوية اليوم وفي هذه اللحظة التاريخية المحفوفة بالكثير من التحديات والاخطار ما لايقاس بما اتيح له من أوراق القوة بالأمس القريب وبالأمس البعيد وسيجدون انفسهم نادمين على ضياع ما اتيح لهم من الفرص بغرورهم الاعمى ولكن بعد فوات الأوان فها هو الرئيس بعد أن استنفد كل الوسائل الحوارية يقرر المضي قدماً نحو تطبيق ما صدر عنه من وعود في الاصلاحات السياسية والانتخابية مستفيداً مما لديه من اغلبية برلمانية ساحقة وبأقل قدر من الجهود والامكانات المشروعة التي بذلت مع احزاب اللقاء المشترك التي صدقت بأنها اصبحت اللاعب الوحيد الممسك بزمام العملية السياسية والديمقراطية بنوع من الطيش الدال على المراهقة الصبيانية التي تلاحظها في الثقة غير المبررة التي يقودها احد المتهورين الشباب المحسوبين على هذا الحزب أو ذاك من الذين يطلقون العنان لطموحاتهم في السيطرة على ما لديهم من عقول مازالت متواضعة برغم ما تدعيه من الكمال عن جهل وتجاهل بوعي أو بدون وعي وبقصد أو بدون قصد ان الذين افرطوا في التمادي والتطاول اللامعقول واللامقبول بما لديهم من طيش الشباب ونشوة المال الناتج عن خطأ الخلط بين جنون السياسة وجنون التجارة إن هؤلاء الذين وجدوا انفسهم فوق الدستور والقانون يرون أن بمقدورهم أن يستمروا في غيهم «يأكلون مع الذئاب والفاسدين والمفسدين ويستنجدون ويبكون مع الرعيان المصلحين» في وقت ما برحوا فيه يوهمون ذوي الوعي المحدود والدخل المحدود والذين لا وعي لهم ولا دخل بأن الجنة تحت اقدام احزابهم وأن الحلول تكمن في الخلاص من الرئيس متناسين أن الوطن محروس بأبنائه الواعين والمخلصين الذين يراقبون اللعبة من مواقع الحياد الايجابي المعبر عن الاستقلالية الوطنية المستعد للانحياز لما ينفع الناس وضد ما لا ينتج عنه وعن المشاركة به سوى الضرر والضرر وحده ويجدون انفسهم من خلال مقارنة بين عهده وعهودهم فيقولون إن نار المؤتمر أفضل من جنة أحزاب المشترك.وسأحاول في ما يلي المقارنة العاجلة بين موقفين متناقضين لنجلي الشيخ ناجي عبدالعزيز الشائف شيخ مشايخ بكيل والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشايخ حاشد -رحمه الله- على النحو الآتي: موقف الشيخ حميد بن عبدالله بن حسين الاحمر الامين العام لما تسمى بلجنة الحوار الوطني الذي يتخذ من مواقفه الهجومية مظلة لاحزاب اللقاء المشترك مضافاً اليهم حلفاؤهم الجدد والقدامى من الانفصاليين والاماميين لتمرير ما لديهم من المخططات والمؤامرات السياسية عن طريق الاستهداف المباشر للنظام ممثلاً بشخص رئيس الجمهورية صانع امجاد اليمن الحديث والمعاصر باعتباره العائق الوحيد امام ما لديهم من الاطماع والتطلعات السياسية اللامشروعة الهاربة من الاحتكام للشرعية الانتخابية وموقف الشيخ محمد بن ناجي الشائف نجل شيخ مشايخ قبيلة بكيل رئيس لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب الذي يعترف بأهمية دور ومكانة الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره صمام امان لاخراج الوطن والشعب مما يحاك له من انفاق مظلمة ومعتركات صعبة بل وتجاوز ذلك الى اعتماد نجله العميد الركن احمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة بديلاً مناسباً للترشح لرئاسة الجمهورية في حالة رفض فخامة رئيس الجمهورية التمديد لفترات لاحقة.. وسأبين الفرق في الموقف بين المعقول واللامعقول والمقبول واللامقبول من الموقفين في مقارنة موضوعية نستدل منهما على حقيقة موقفه الايجابي من فخامة رئيس الجمهورية ونجله في الحديث الذي ادلى به لصحيفة السياسة الكويتية في عددها رقم 14979 وتاريخ 6 يوليو 2010م حيث كان حديثاً جاداً لا ينقصه الصراحة المعبرة عن الشجاعة ولا ينقصه الموضوعية المعبرة عن الصدق ولا ينقصه الوفاء والانصاف المعبر عن الامانة والمسؤولية ويدل على قيم سياسية واخلاقية رفيعة بقوله: «إن فخامة الاخ الرئيس هو من اقترح أن يكون لرئيس الجمهورية فترتان فقط.. الدستور ليس قرآناً نحن من عمله ونحن سنعدله ليبقى الرئيس علي عبدالله صالح فترة ثالثة.. ورابعة ...الخ» اذا اقتضت المصلحة الوطنية واليمنية ذلك باعتباره رجل اليمن القوي والقادر على قيادته الى بر الامان. وقوله ايضاً رداً على سؤال الصحفي من سيكون مرشحكم لخلافة الرئيس اذا اصر على موقفه في عدم الترشح لفترة رئاسية ثالثة «أنا ناقشت هذا الموضوع مع نفسي فوجدت أن العميد الركن احمد علي عبدالله صالح هو من يصلح لقيادة البلاد مستقبلاً» وقوله ايضاً «فلتقل المعارضة ما تشاء عن وهم خرافة التوريث المهم أن لا يصل إلى هذا الموقع بقرار جمهوري من والده ويصل اليه فقط عبر صناديق الانتخابات كما هو معمول به في العالم بأسره» مؤكداً على موقفه بقوة بقوله «أنا مع أحمد علي ليس مرة واحدة بل مليون مرة في أن يترشح لأن يكون رئيساً للجمهورية.. واذا لم يترشح سنترشح نحن وغيرنا لكننا سنصر على ترشيحه وقبل ذلك وبعد ذلك سوف نجدد للرئيس دورة ثالثة ودورة رابعة و... الخ»، مرجئاً طموحه إلى ابعد من هم أحق منه في شغل هذا الموقع القيادي الاول والرفيع عكس انداده الذين يطالبون به ليل نهار بل تصل بهم الغيرة إلى حد المطالبة بإلغاء منصب رئيس الجمهورية دون مستند من الشريعة والقانون. وسواءً اتفقنا أو اختلفنا مع الشيخ محمد ناجي الشائف من موقع الحكم أو من ساحة المعارض فنحن امام مقولة وفاء وموالاة صادقة من رجل شديد الاعتزاز بنفسه وبمكانته لا يخاف احداً قط ولا نملك الا أن نشيد بصراحته وشجاعته ووفائه لهذا القائد العظيم ونجله الموهوب الذي اخذ نجمه يلمع بقوة في سماء السياسة اليمنية المعاصرة باعتباره ذاك الشبل المنحدر من ذلك الاسد الذي حكم اليمن باقتدار يستدل منه على العظمة من خلال حجم المنجزات التاريخية العملاقة التي حدثت في عهده الزاهر الذي يعتبر بمثابة جوهرة في جبين الثورة اليمنية العملاقة التي غيرت وجه التاريخ وحققت منجزات اقرب إلى المعجزات منها إلى الممكنات بحجم الوحدة والديمقراطية والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والامنية مقارنة بما كان سائداً في اللحظة التاريخية التي شهدت وصوله إلى رئاسة الجمهورية وما تلاها من المنجزات الحالية المتموضعة في اللحظة الراهنة بغض النظر عما يعتمل في طموحاتنا وانفعالاتنا الآن من أحلام ورغبات وامنيات مثالية حالمة. اعود فأقول إن الشيخ محمد ناجي الشائف كان كعادته شجاعاً في مقابلته وما تطرقت اليه من موضوعات نقدية جادة لا تفرق بين الحكومة والمعارضة في قول كلمة حق قلما نجد لها مثيلاً في المقابلات المنسوبة لبعض المشايخ الشباب من أمثاله بدافع الرغبة في البحث عن الزعامة لأسباب سياسية انتهازية تقدم الذاتي على الموضوعي والكذب على الصدق.. حقاً لقد كان الشيخ محمد ناجي الشائف نجل شيخ مشايخ قبيلة بكيل الاقل استفادة من عهد الرئيس صالح ونجله اكثر مصداقية وموضوعية وموالاة من الشيخ حميد الاحمر نجل زعيم قبيلة حاشد الاكثر معارضة والأكثر استفادة من عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا يستطيع آل الاحمر أن ينكروا أو يتنكروا لما له من فضل عليهم وعلى ما هم فيه من المكانة المعنوية والاجتماعية والمالية.. اقول ذلك واقصد به أن ما ظهر به الشائف الابن من نكران ذات واعتراف لذوي الفضل بأفضالهم من باب الاحترام لنفسه ولذاته كرجل لا يعني أنه بلا طموحات وبلا مكانة اجتماعية بارزة وبلا ثروة مالية تساعده على الزحام على هذه المواقع النجومية الرفيعة يكشف بتواضعه وادبه ان احترامه لحق الآخرين قد أوجب عليه الاعتراف بما لهم من الادوار وبما يستحقون من التكريم من خلال موقف مبدئي واخلاقي يفرض احترامه على الآخرين مثله في ذلك مثل غيره من المشايخ الآباء والابناء الذين يجمعون على احقية الرئيس ونجله دون أن يلغي حقه وما لديه هو الآخر من طموحات سياسية في المنافسة التالية على الموقع القيادي الاول في الدولة رغم انتمائه للحزب الحاكم صاحب القول الفصل في تحديد من يجد به القدرة والكفاية للترشح لرئاسة الجمهورية الا أن ذلك لم يمنعه من حقه في التعبير عن رأيه مؤجلاً طموحاته إلى مرحلة تالية لمن هم احق منه في الترشح باسم المؤتمر الشعبي العام لخلافة رئيس الجمهورية بقوله إن الاولوية لفخامة رئيس الجمهورية يليه نجله وبعد ذلك من حق الآخرين أن يرشحوا انفسهم لسد ما قد ينتج عن ذلك من فراغ رغم أنه اقل استفادة مادية ومعنوية سواء في عائداته من السلطة أو في عائداته من الثروة الا أنه اكثر وفاءً وموالاة لفخامة الاخ رئيس الجمهورية ولنجله المتألق في سماء السياسة اليمنية مؤكداً بذلك أن الاعتراف بالحق فضيلة وأن عدم الاعتراف بالحق رذيلة يقلل من مكانة الآخرين ويقلل من احترام الآخرين لأن المرء حيث يضع نفسه لا يسمح لنفسه الاساءة للاخرين والتحقير من شأنهم والنيل من ادوارهم ومكانتهم السياسية والتاريخية البارزة.. مؤكداً بمثل هذه المواقف المبدئية الثابتة على التقليل من شأن المعارضين المتربصين للسلطة تحت تأثير ما لديهم من طموحات سياسية نتهازية وكأنه يقول لهم بأن تقلب المواقف وتعدد الألوان وتناقضها سياسة انتهازية اقرب الطرق الى الفشل وليست كما يعتقدون أقرب الطرق السهلة إلى النجاح لأن الانسان موقف والوطن قضية لا مجال معهما إلى الاستخدام اللأخلاقي للوسيلة السيئة في الوصول إلى الغاية الحسنة في نوع من الميكافللية المتخلفة التي تتخذ من اللعبة واللعنة السياسية والحزبية بديلاً غير معقول وغير مقبول للسلوكيات الاخلاقية النبيلة التي تتميز بها النخب السياسية في العالم بأسره يحتاج إلى التكتيك والمناورة المستترة ذات الظاهر المعقول الذي يخفي الباطن اللامعقول لأن هذا السلوك الانتهازي مهما كان بمقدوره أن يقوم على الخلط بين الدين وبين السياسة لأن السلوك الانتهازي الذي يتنافى في حاضره مع ماضيه يحاول الجمع بين اجمل مافي الدين وافضل مافي السياسة، من الناحية الانانية البحتة هو ما دفع البعض من أصحاب المقامات الاخلاقية الرفيعة إلى هذا النوع من السقوط والفجور السياسي الأدبي والاخلاقي في الخصومة في وقت يعلم الجميع بأنه سلسلة من الافراط والتفريط عيوبه أكثر من مفاتنه ومساوئه اكثر من محاسنه واخطاؤه اكثر من صوابه اقل ما يمكن أن يوصف به اصحابه بأنهم حفنة من محترفي الانتهازية لا عهد لهم ولا ذمة ولا موقف لهم ولا قضية ولا هدف لهم ولا غاية سوى تصوير اصحاب الدور الوطني والنضالي بكل ما هو ذميم وقبيح من التآمر المقيت الذي يلقي بمسؤولية ما ينتج عن حركات التمرد والخيانة الوطنية سواءً من قبل الذين يتأمرون على الجمهورية أو الذين يتآمرون على الوحدة أو اولئك الارهابيين الذين يسخرون الدين لخدمة الارهاب والقتل والتدمير هؤلاء المتحاملون على فخامة الرئيس اليوم بشدة هم من كانوا بالأمس حلفاءه وشركاءه في الكثير مما تحقق في عهده من انتصارات وتحولات تاريخية اذا بهم تناسوا أن أصواتهم بحت بالأمس بما كانوا يدعون الناس اليه من مواقف مؤيده ومساندة نجدهم اليوم يقفون في مقدمة صفوف اعدائه واعداء الجمهورية والوحدة والامن والاستقرار يحرضون الشعب بكل ما في الديمقراطية وحرية السياسة والصحافة وحقوق الانسان من فرص لتشويه الحقائق وبكل ما في القاموس من كلمات الذم والقدح والاساءات والتجريح مسخرين لهما كل ما يملكونه من الطاقات والامكانيات المادية والمعنوية على نحو لا يقبله اصحاب العقول الديمقراطية المستنيرة التي تقارن بين ما قيل بالامس وما يقال اليوم، كيف لا ونحن امام طابور من المتربصين المتآمرين والذين يملأون الدنيا صراخاً وعويلاً على ما لحق بالوطن والشعب من كوارث ونكبات ناتجة عما يصفونه بالحكم الفردي والحكم الاسري بصورة يستدل منها على ما وصلت اليه السياسة من الانحطاط القيمي والاخلاقي الذميم وهم يذبحون الوطن والشعب من الوريد إلى الوريد بوحشية تتنافر منها الوحوش. وانه لمن دواعي الأسف أن نجد هؤلاء المتطفلين على حرية السياسة والصحافة والتجارة ينصبون انفسهم بابوات وملالي يوهمون الشعب ويعدون الناس بأنهم يملكون المفاتيح السحرية لحل ما لحق بهم من معاناة ناتجة عن الازمات السياسية والاقتصادية المركبة والمعقدة يغرقون البلاد بما ينسجونه من التحالفات وبما يخرجونه من التصورات النظرية الزائفة لكي ينقذوها في ما يدعون إليه من حوارات سياسية لا ينتج عنها سوى طوفان من الكوارث والنكبات الوطنية التي تصور ما سوف يكون بما لا يقارن مع ما كان. لا ابالغ اذا قلت بأن الاغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني يميلون إلى ترجيح رأي الشيخ محمد بن ناجي الشائف نجل شيخ مشايخ بكيل على رأي الشيخ حميد عبدالله الاحمر نجل شيخ مشايخ حاشد رحمه الله أو شيخ مشايخها الحالي - عافاه الله- الشيخ صادق الاحمر الذي تؤكد مواقفه وعلاقاته أنه وقبيلته لا ولن يكونوا الا في الصف المؤيد لفخامة الرئيس ولدور اقرب الى موقف الشيخ محمد بن ناجي الشائف منه إلى الموقف المعارض للشيخ حميد الاحمر الذي شغل نفسه وبعثر امواله في رحلة بحث عن زعيم جنوبي مخالفاً الحكمة والمثل القائل «يا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق» أو قل بمعنى آخر مخالفاً بذلك وصية ابيه القائلة «جني تعرفه افضل من انسي لا تعرفه» في وقت يجمع فيه أن فخامة الاخ الرئيس أفضل من غيره من الزعماء المجربين الذين يكثرون اليوم الحديث عن حقوق الانسان وعن الإبادة الجماعية وعن القضية الجنوبية وفك الارتباط والفدرالية والكنفدرالية.. الخ وهم المعروفون بأنهم كانوا في بداية حكمهم للجنوب وفي مساره مأساة وفي نهايته مأساة لا مثيل لها في تاريخ الاستبداد والشمولية والإبادة ويعرفون أيضاً بأن من خان وطنه وشعبه مرة يستطيع خيانته عشرات وربما مئات المرات حتى ولو كان الهدف المستتر لما سوف تنتهي اليه رحلة البحث عن زعيم جنوبي جديد سيكون بالتأكيد متطابقاً مع موقف الأب الذي يروى عنه في الحكايات والقصص الاسطورية «انه ذهب يخطب لابنه ووجد نفسه امام مغريات جمال العروس يخطب لنفسه» ولم يجد ما يقنع به ابنه المنتظر للنتيجة سوى قوله له أن اهل العروس رفضوه بشدة ولم يقبلوا به على مضض الا مع قرب بزوغ الفجر بعد جهد جهيد من الاخذ والرد والكلام الطويل الذي لا يتسع الوقت للدخول في تفاصيله المؤلمة للأب والابن على حد سواء وتلك هي حقيقة رحلة البحث عن رئيس جنوبي أو زعيم جنوبي يحكم اليمن لعشرين عاماً قادمة حسب المطلب الاول للعطاس سواءً كان باسندوة او كان علي ناصر او كان علي البيض او كان العطاس ذات نفسه. اقول ذلك واقصد به ان رحلة البحث عن رئيس جنوبي في مجتمع مفتوح لكل ابنائه حق ترشيح انفسهم ليس سوى شماعة يبحث عنها البعض لتعليق ما لديه من طموحات وتطلعات اذا لم تكن وليدة فكرة المشترك التي تطالب باعادة الحياة للدولتين دولة في الجنوب يحكمها الحزب الاشتراكي ودولة في الشمال يحكمها التجمع اليمني للاصلاح -الاخوان المسلمين- الذين يستخدمون الشيخ حميد الاحمر واسرته وقبيلته مظلة وكوفية امان للوصول إلى السلطة الا أن المؤكد أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لآل الاحمر ولقبيلة حاشد في ظل الحكم الشمولي للاخوان المسلمين لن يكون أفضل من العصر الذهبي المميز والممتاز لعهد فخامة الاخ رئيس الجمهورية وعلى وجه الخصوص ما وصفه الشيخ محمد الشائف من امتيازات الشيوخ العشرة الذين جعل لهم الرئيس مكانة مرموقة لم يضع فيها احداً من ابناء اسرته على الاطلاق ولا اقول ابناء قبيلة حاشد الذين قال عنهم الشيخ محمد الشايف انهم يعيشون حياة بائسة ومثقلة بالمعاناة مثلهم مثل ابناء قبيلة بكيل الذين يشاركون الشائف في مواقفهم المساندة والمؤيدة للتمديد لرئيس الجمهورية باعتباره الاقدر على استكمال ما بدأه من مسيرة واعدة بالكثير من التحولات والتبدلات الحضارية القادرة على تحقيق الرخاء والسعادة للجميع على امتداد الوطن الواحد والشعب الواحد بكل تكويناته الاسرية والعشائرية والقبلية والمذهبية والسياسية والحزبية على قاعدة المواطنة اليمنية المتساوية في الحقوق والواجبات.. اخلص من ذلك إلى القول إنه لا غنى للشعب اليمني عن فخامة الاخ رئيس الجمهورية باعتباره الاقدر على قيادة الوطن والشعب إلى بر الأمان بحكم ما يعرفون عنه من مواقف مجربة يستدل على صحتها من خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين تاريخ 17 يوليو 1978م و17 يوليو 2010م وكيف كنا وكيف أصبحنا في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.. الخ.