حيفا /متابعات : أثارت أقوال لرئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ في كتابه الجديد "للانتصار على هتلر" الصادر بمناسبة مرور 40 عاما على احتلال الأراضي الفلسطينية تبرأ فيها من الهوية الصهيونية، ردود فعل غاضبة في أوساط اليمين واليسار داخل إسرائيل بلغت حد اتهامه بفقدان الرشد. وكان بورغ قد تبرأ في كتابه الجديد معتبرا نفسه إنسانا يهوديا إسرائيليا ومواطنا من العالم، وفاضل بين إسرائيل وإسبارطة وألمانيا عشية ظهور النازية حيث دعا لإلغاء قانون العودة الإسرائيلي وإلغاء تعريف إسرائيل كدولة يهودية والتخلي عن القنبلة النووية. وأضاف أن تعريف إسرائيل بأنها دولة يهودية يستبطن مفتاح نهايتها، وهذه تسمية جميلة يسارية -حسب قوله- توحي بالكمال ولكنها في الواقع مادة توليفية شديدة الانفجار، ولا يمكن التوفيق بين توصيفة اليهودية والديمقراطية معا. [c1]دور المحرقة[/c]واعتبر بورغ الذي يعد من "المتدينين المتنورين" بخلاف والده المتشدد سياسيا ودينيا، أن قانون العودة يشكل "مرآة لهتلر". وأشار إلى الدور السلبي الكبير للمخاوف المعششة في النفس اليهودية فقال "لا أريد أن يقوم هتلر بتعريف هويتي كإنسان ديمقراطي وذي توجه إنساني.. أرى بهذا القانون تناقضا، وهو يعني الطلاق بيننا وبين يهود المهجر وبيننا وبين العرب". وأوضح بورغ (52 عاما) الذي انتخب للبرلمان أربع فترات بدءا من العام 1988 أن "الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة" وأن إسرائيل عبارة عن غيتو صهيوني وإمبريالي، "وقد تفشى العنف في مختلف جنبات الدولة والإسرائيليون فيها مجتمع خائف ومن أجل استئصال عقلية القوة.. لابد من معالجة المخاوف التي تعود للمحرقة". [c1]نحن أموات[/c]وانتقد بورغ انشغال إسرائيل الواسع بالمحرقة وأوضح أن دولته تقوم كل سنة من جديد بتحويل ضحايا المحرقة الذين ماتوا قبل ستة عقود لمواطنين فيها، لافتا إلى تحول الموت وتقاليده إلى ديانة مدنية فيها. وقال إن واقع الحياة في إسرائيل غير لطيف، معتبرا أن 50% من الإسرائيليين يفضلون أن يغادر أبناؤهم البلاد والعيش في الخارج، وأن الكثيرين جدا منهم يرون نيويورك مكانا آمنا وملجأ للمدى البعيد أكثر من الدولة اليهودية. [c1]العرقية الإسرائيلية[/c]وتطرق بورغ في كتابه الفلسفي لتفشي نظريات العرقية الإسرائيلية خاصة في أوساط الحاخامات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى استنكاف المجتمع الإسرائيلي عن التنبه للظاهرة الآخذة في النمو "تحت منخاره".واستذكر ما رواه له جنود دروز خدموا في حراسة مقام الصديق يوسف في نابلس يوم قتل زميلهم الجندي مدحت يوسف عام 2000، أنهم بينما كانوا يحرسون المكان ضمن حراس الحدود كانوا يسمعون الحاخام وتلامذته داخل المقام يتحدثون عن حقارة دم الأغيار مقابل طهارة الدم اليهودي وتفوقه وعن "بهيمية" العرب. من ناحيته قال رئيس حزب المفدال اليميني زبولون أورليف أن بورغ فقد سلامة عقله، وأنه يتحدث عن خراب الهيكل ويقترح على الشعب اليهودي العودة إلى المنفى، في حين أعرب رئيس ميرتس اليساري يوسي بيلين عن "حزنه" على أن رجلا مثل بورغ يقول مثل هذه الأقوال.
|
ثقافة
رئيس سابق للكنيست يتبرأ في كتاب جديد من الصهيونية
أخبار متعلقة