مقتطفات عن أمير الشعراء
عمر عبدربه السبعمهما تكن نزعة التهكم والنقد اللاذع بين الشعراء بعضهم ببعض أوبين النقاد والشعراء فإن معدن الشاعر يتجلى في قدرته على أسر المتلقي بأسلوبه وديباجته الفنية وقدرته على خلب الألباب والسمو بالقارئ الذي هو في الأخير الحكم فيما يعرض عليه من آداب وفنون.وبديهي أن لا يرق الشاعر الى مرتبة الشرف والرفعة إلاّ بعد جهد جهيد وعناء شديد وقراءات مستمرة فيها من التمعن والتمحيص ما يشحذ الاذهان وينمي الموهبة ويطور أسلوب الكاتب ويصقل قدراته..ليس عيباً أن تكون بدايات الشعراء ذات هنات فكم من أديب تمنى أن يكون ديوانه الاول أو كتاباته الاولى ليست من صنع أفكاره ولا تمت له بصلة.لهذا فمن السهل أن يتصيد الاديب الاديب .. فالشاعر الكبير أحمد شوقي كان رجل ديوان الخديوي في مصر وكان معروفاً بشاعر القصر ورغم أنه قدم الشاعر حافظ ابراهيم للعمل في جريدة الاهرام بعد تهمة تآمره ورفاقه الضباط مع الخديوي عباس إلاّ أن هذا لا يمنعه أن يقول عن شوقي :إنه لم يغادر معنى من معاني العرب والفرنجة إلاّ سلخة ثم مسخة ..وأردف ما قاله أبو الطيب المتنبي :" نود من الايام ما لا توده " ثم يقول إن شوقي أغار على المتنبي وسلبه مطلعاً أبهى من مطلع الشمس عندما رفع في شطر بيته لفظة الايام بلفظة الارواح وجاء شطره :[c1]"نود من الارواح ما لاتوده"[/c]ويعقب : إني لا أعرف أحداً يود من الارواح ما لاتوده اللهم ملك الموت عزرائيل؟! ويعيب حافظ على شوقي إلتصاقه بهذا البيت :[c1]مال واحتجب وأدعى الغضبويقول إن شعره ملؤه الوهن والغميزة..[/c]وربما يكون حافظ قد أوغر صدره على الشاعر أحمد شوقي لقول عبدالرحمن صدقي إن الشاعر حافظ ابراهيم عاش حياة الادباء البوهيميين بعد أن حال وقتئذ شاعر القصر أحمد شوقي دونه والمشاركة في هذا المنصب ولو في طبقة دون طبقته :[c1]مشتاقة تسعى الى مشتاق[/c]وجميل أن يرد على هذا الشعر المسف بشعر طيب كقول قائل :[c1]رمضان ياشوقي ربيع قلوبنا***فيها يشيع أطايب الاعباق إن يمضي عشنا أوفياء لذكره***ويظل فينا طيب الاعراق[/c]وأتسمت أشعار أحمد شوقي جلها بالجزالة والروعة والحكمة فهو القائل :[c1]فإنما الامم الاخلاق ما بقيت***فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا[/c]وهو القائل أيضاً :[c1]وللحرية الحمراء باب***بكل يد مضرجة يدق[/c]ومن شعره الجزل:[c1]بسيفك يعلو الحق والحق أغلب***وينصر دين الله أيان تضرب [/c]وتوجه الشعراء أميراً لهم خصوصاً في ميدان المسرحية الشعرية مثل أميرة الاندلس , وكيلوبترا , وقمبيز , ومجنون ليلى , وعنترة , والست هدى : مسرحية هزلية من فصل واحد ولأمير الشعراء أحمد شوقي أكثر من اثني عشر اصداراً منها : الشوقيات الضاحكة والمختار من ديوان شوقي للاطفال هندسة المستقبل , علم وحلم , والعلم .. ثقافة المستقبل وهذا الاخير يتحدث عن قضية تعريب العلم والاهتمام بالعلم والعملاء وتطوير التعليم وزيادة عدد الكليات والجامعات والعلم ودوره في المحافظة على البيئة ..وليس غريباً مع هذا أن يقدم شاعر النيل حافظ ابراهيم على تتويج الشاعر أحمد شوقي أميراً للشعراء مع أقرانه الشعراء ومن مشيئة الاقدار أن يقضي نحبهما معاً في عام واحد هو عام 1932م أبان كان الشعر تقليدياً ويجنح الى الشعر العمودي والاغراض الشعرية القديمة من مديح وهجاء وحماسة .. وكلاهما كانا شاعران يشار غليهما بالبنان وقد تنافسا على دولة الشعر حوالي خمسة وعشرين عاماً وبديع أن نعرف أن شوقي هو أول من أكتشف موهبة الموسيقار محمد عبدالوهاب وحققا معاً أغان خالدة .