في الذكرى السابعة لرحيل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني.. أدباء اليمن يزورون قبره
[c1]الرويشان : سنسعى لتحويل بيته إلى متحف وإعادة إصدار كتبه ودواوينه [/c]صنعاء/ سبأ:منح خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة من حضروا ومن لم يحضروا مهرجان إحياء ذكرى رحيل أديب اليمن الموسوعي الشاعر عبدالله البردونى من أصدقائه ومحبيه وتلاميذه فرحة مختلفة وسط تجدد أحزانهم بعظمة الفراغ الذي تركه الراحل منذ غادرهم مفجوعين في الثلاثين من أغسطس عام 1999م.منحهم فرحة طالما انتظروها بإعلانه في الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي صاحب المعرض الذي أقيم بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الكبير على رواق بيت الثقافة وضم خمسين صورة نادرة تحكى حياة الراحل بالإضافة إلى معرض لمؤلفات البردونى والإصدارات التي تناولته نقديا.. إنها فرحة انعقاد مهرجان عربي يحمل اسمه تستضيفه صنعاء.. وأكد الوزير أن الوزارة ستبدأ بعقد هذا المهرجان اعتبارا من العام القادم.كما وعد الرويشان ببذل مساع مع أصدقاء الراحل البردوني إلى تحويل منزل البردوني في صنعاء القديمة إلى متحف ومركز إشعاع ثقافي يخلد الراحل ويحفظ موروثه.وأضاف الرويشان بان الوزارة ستواصل جهودها في طباعة ما خلفه الراحل من كتب شعرية ونثرية.. مستعرضا إسهامات الوزارة في تكريم الراحل بدءا من إنشاء مكتبة البردونى بذمار، مرورا بإصدار نحو عشرة كتب نقدية خلال العام الماضي عن البردونى بالإضافة إلى إصدار ثلاث طبعات من أعماله الشعرية الكاملة بواقع خمسة آلاف نسخة من كل طبعة وهو رقم كبير مقارنة بعدد النسخ التي تطبع من إصدارات بحجم الأعمال الشعرية الكاملة البردوني .. مشيرا إلى أن هناك أشياء أخرى كثيرة ما تزال للمستقبل إن شاء الله.. واعدا بأن الأيام القادمة ستكون حاملة معها كل جديد في تكريم البردوني.[c1] البردوني .. أكبر من هذا الزمان [/c]وفاضت شعرية الرويشان بأعذب الكلمات وهو يعبر عن رؤيته الفنية تجاه تجربة وعبقرية البردوني قائلا في كل ذكرى لوفاة الشاعر الفذ عبدالله البردوني أحاول أن أصعد إلى هذا الجبل متأملا من أي جهة يمكن صعوده .. وأحسب أنى قد اكتشفت كل مناح وشعاب هذا الجبل ولكنى أكتشف في كل مرة للأسف أن الجميع لا يعرف تفصيلات هذا الجبل وأسراره ولا يعرف جمالياته الخاصة ولا تاريخه الخاص .. البردونى أكبر من هذا الزمان .. أكبر من النقاد الذين نعرفهم وأكبر من الشعراء الذين يحاولون تسلق هذا الجبل.وأضاف وفى الواقع أظن من الصعب على أي باحث أن يطوف على كل معالم هذا الجبل الكبير مهما اجتهد لان البردونى في واقعه وفى حاله كان الحاضر الغائب حتى في حياته بمعنى أن كثيراً من تفصيلات عبقريته الشعرية ما يزال مغمورا ومطمورا سواء في وطنه أو في عالمه العربي.وتابع الوزير متسائلا من أين نطل على هذا الجبل.. هو قال ذات يوم بيتاً أحسب أن هذا البيت يحاول أن يلخص البردونى مبنى ومعنى ويقول البيت مذ بدأنا الشوط جوهرنا الحصا / بالدم الغالي وفردسنا الرمال.وأردف واعتقد أن البردوني في كل كتاباته يتماهى بالربى وبالآكام وبالجبال وقد من عبقرية اليمن ولذا نقول إن عبقرية اليمن هي عبقرية البردوني.[c1] البردوني .. ما يزال يكتب نصه[/c]شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح لم يتمكن من حضور افتتاح المعرض والحفل الذي نظمه بالمناسبة فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء لكنه بعث بقصيدة كان قد كتبها بالمناسبة لتقرأ نيابة عنه نظرا لسفره إلى محافظة إب.. يقول المقالح في مطلع قصيدته."في الموت تكتمل القصيدة / حيث لا موتى هناك / ولا بكاء/ وإنما دنيا جديدة، مازال يكتب نصه/ في نومه الأبدي/ يكتبه على مهل/".إلى أن يقول.. "فاسترحت وفي الشفاه تميمة / في القبر تكتمل القصيدة".[c1]البردوني .. قصة حب[/c]أفنى البردونى حياته 1930 / 1999 مبدعا منشغلا بهموم الناس وقضايا المجتمع، فرأى بعينيه المنطفئتين ما لم يره المبصرون وقال فيها ما سيظل معجزة على الأقل في المدى المنظور.أصدر البردونى اثني عشر ديوانا مطبوعا وثمان دراسات أدبية إضافة إلى ما تركه من أعمال مخطوطة منها ديوانان تحت عنوان رحلة ابن من شاب قرناها والعشق على مرافئ القمر بالإضافة إلى كتابين نشر بعضها في مقالات صحفية وهما كتاب الجمهورية اليمنية وكتاب سيرة البردونى الذاتية.[c1]البردوني .. عاشق الوطن الأول[/c]تحت هذا العنوان تناول الدكتور عبدالله البار رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ميزات وتفرد قصائد الشاعر الراحل في كلمة استهلها بإزجاء الثناء الجميل لفرع الاتحاد بصنعاء على احتفالهم بالبردوني مشيرا إلى أن البردوني يستحق كل تكريم وتسجيل لا لأنه من شعراء العربية في عصرها الحديث في السمت الأعلى والمقام السامي لغة وتشكيلا .. نسجا وبناء ولكن لذلك ولأمور أعظم شانا واجل قدرا.واعتبره انه عاشق الوطن الأول .. تبتل في حبه فجرى في دمه وحتى غطى هواه وما ألقى على بصره .. فلم ير إلا اليمن التي غدت هاجس شعره .. منها انطلق فأعلن عن ميلاد شعره في من أرض بلقيس ومعها سار في طريق الفجر وتشهى ان يراها مدينة الغد المأمول هوى وعشقا لا يكاد ينفذ.. وسافر وإياها إلى الأيام الخضر أملا في غد أبهى من حاضرهما المعتم والقبيح .. ولم يكف لحظة عن الانشغال بها وأن غدت الوجوه دخانية في مرايا الليل .. وحتى حين غدا الزمان بلا نوعية وظلت كائنات الشوق الآخر يقظة في قلبه طلبا للأمثل الأجمل ولم تنقطع الا حين غاله الموت وانقطعت به الحياة.[c1]البردوني .. العصي على النسيان[/c]من جانبه سافر الكاتب عبدالقادر الشيباني إلى فضاءات الذاكرة التي منحها البردونى لون البنفسج .. وذهب يستعيد تفصيلات حياة الراحل وبرنامجه اليومي وسمات تجربته ومراحلها متطرقا إلى بعض المواقف التي كان يعيش فيها الراحل لحظات تستعصي على النسيان.. مشيرا إلى انه يجب على الجميع بعد رحيله تكريمه والاحتفاء بإنتاجه الغزير.. وهو ما سبق أن أكد عليه رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين حيث طالب باسم الأدباء أن يتجسد هذا التكريم ويتخذ أشكالا عدة أهمها طبع كل الأعمال النثرية ونشرها في مجلدات كاملة بما فيها سيرته الذاتية التي عمد إلى نشرها في الصحف والسعي من أجل إطلاق اسم البردونى على واحد من أهم وابرز شوارع العاصمة صنعاء.وكان الزميل الشاعر محمد القعود رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء قد ألقى كلمة في مستهل الحفل أكد فيها أن هذه الفعالية بمثابة إضاءة بسيطة على تجربة عظيمة نحاول من خلالها أن نتذكر خصوصيتها وان كانت هذه التجربة عصية على النسيان .. هذا العظيم الذي فردس الجمال واستنطق الضوء واستنطق الكواكب بلسان الشعر الذي كان رسوله إلينا.تخلل فعاليات اليوم عرض فيلم بروجكتر تناول مراحل حياة الراحل منذ مولده إلى أن وافته المنية.وفي ختام الحفل استجاب الحضور لدعوة وزير الثقافة لزيارة مقبرة خزيمة لقراءة الفاتحة على قبر الشاعر الراحل المحتفى به.