** كنا نلتقي في مقهى الشاب محيي الدين بالمعلا .. نتجاذب اطراف الحديث والطرفة وامور السياسة والحياة .. نسأله عن المهاجر التي عاش فيها اكثر من نصف عمره..كان ولوعاً وشديد الحساسية في الحديث عن الوطن تطوره وتقدمه والسياسات التي تعتمل فيه كان يفخر بكونه يمانيا ، عند الحديث عن التواجد في اقوام اخرى.. كيف لا ونحن اهل الايمان والحكمة!تميم بن شحبل التميمي ، شاب في الاربعينات من عمره .. اشتغل وتعب وهاجر وذاق الامرين .. كما يقول المثل .. لكنه كان عند التحدي ، وتغلب على المشاكل وعاد.. عاد بثروة بسيطة تمكنه من العيش كمستثمر صغير ، لكنه كبير في انتمائه ووطنيته .. اذا ما قارناه بغيره ممن اصابتهم الثروة بالجشع والعمى!كان في رمضان الماضي متواجداً بيننا ألفناه وألفنا، كنا في البدء نشك في كلامه وكنا نتوجس في انه مجرد شاب مهاجر (مغترب) لايهمه الا المال لكنه ظهرلنا بعد ذلك ومن جالس جانس.. فالرجل كان يحمل في رأسه افكاراً اقتصادية للتطوير والتغيير وقد بدأ فعلاً، لكن المرض كان قد وقف له بالمرصاد .. ياسبحان الله .. ان قلب الرجل الكبير والنقي والملي بالحيوية والوطنية قد تعرض للهزال والخطر!اجريت له عملية جراحية وتعافى.. وحمدنا الله على سلامته وعاد من جديد الى الوطن .. فبنى سكناً للأسرة والابناء والبنات وفتح محلاً مهنياً يكسب منه لقمة عيش شريف ، لكن طموحه الكبير لم يتحقق وتخطفه الموت ... الحق..في مقهى محيي الدين حيث الشاي الممتع بالنعناع الاخضر من يدي ابي احمد - يحيى الطيب الخلوق ، كنا نفتقد لفترات طويلة ومعنا ( التميم) الطيب وتزداد الجلسة حلاوة من حلاوة صانع ( الخمير) فؤاد الشاب الطيب .. هذا الرجل الذي يبادر الى تحيتك اينما وحيثما كنت .. هنا يتجمع الطيبون في المقهى ..عمالاً ورواداً و .. خلق كثيرون ! معظم الحضور من المثقفين .. ولو لفترات متقطعة .. كان يحضر الاساتذة / عبدالله باكدادة - الفنان الوسيم عصام خليدي الثنائي المسرحي جميل محفوظ وفؤاد هويدي ، واحمد عبدالعزيز صاحب الريشة الذهبية وعلي الذرحاني عدو القات وصاحب النكتة المحببة الينا وعشرات من المثقفين والفنانين .. ومع كل هذا الكم / الكيف البشري . كان يحضر ( تميم التميمي) وبحضوره كانت تحلى الجلسات وحتى السحور!عرفه الصغير قبل الكبير .. حتى ابسط الناس في شارع بصير كانوا قد تعرفوا عليه ولما كان يغيب يسألون عنه رحمة الله عليه .. إنه كنز وثروة وطنية فقدناها ونأمل ان نعوضها في اولاده الكرام الذين بدون شك سيرثون سلوك وصفات والدهم !فجأة .. في ظهر احد ايام شهر اغسطس ، يوم الجمعة سقط تميم مغمى عليه انها سكته قلبية المت به ومعه ولده .. اسعفوه من سوق المعلا ظهراً ليلقى ربه راضياً مرضياً واسدل الستار على حياة شاب طيب احببناه واحبنا ولم تطل به الحياة ، ربما رحمة من الله بها ورفعه اليه.. والعزاء لأهله كافة .. زوجته وابنائه الكرام ، وكل من تعرف عليه في اليمن والسعودية .. لهم التعزية الحارة مثلما هي لنا اصحابه في المعلا..وسيأتي رمضان بعد ايام ... لنتذكرك ايها التميم الخلوق .. فلك الرحمة والغفران آمين ..* نعمان الحكيم
|
ثقافة
تميم التميمي .. رحيل مبكر !
أخبار متعلقة