لقاء/محمود ثابت - تصوير/علي الدربتحتفل عمادة معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية بعدن يوم 14 مارس الجاري بمرور أربعين عاماً على تأسيس المعهد الذي أسس في عام 1970م والذي كان امتداداً لمدرسة التمريض التي تأسست في مستشفى الملكة (اليزابيث) الثانية قبل الاستقلال (حالياً هيئة مستشفى الجمهورية) وافتتحت في عام 1956م.ويأتي الاحتفال بمرور أربعين عاماً على تأسيس المعهد بعد أن حقق إنجازات كبيرة في الكم والنوع بالنسبة للخريجين.14 أكتوبر التقت بالأستاذ الدكتور أحمد سالم الجرباء وأجرت معه اللقاء الآتي:-[c1]* تستعد عمادة المعهد للاحتفال بذكرى تأسيس المعهد..هل لكم إعطاءنا صورة حول ذلك؟[/c]- نعتز كثيراً بأن نلتقي بزملائنا في صحيفة عزيزة على قلوبنا صحيفة 14 أكتوبر أكان أسماً أم صحيفة لها معزة خاصة ونحن في الحقيقة سعيدون بهذا اللقاء الذي يأتي امتداداً لاهتمامات الصحيفة بكل القضايا المهمة في الوطن ومتابعة مجريات الأحداث وبالذات تغطية مختلف الفعاليات في المعهد،معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية.طبعاً نحن سنحتفل في 14 مارس القادم بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية..حيث أسس في العام 1970م كامتداد لمدرسة التمريض التي تأسست في مستشفى الملكة (اليزا بيث الثانية والذي يسمى الآن مستشفى الجمهورية والتي افتتحت في العام 1956م هي بدورها كانت امتداداً للتدريب والتأهيل في المستشفى الأهلي بكريتر.نحن في الحقيقة نحتفل بمناسبة الذكرى الأربعين والمعهد خلال الأربعين عاماً حقق إنجازات سواء أكان في الكم أو في نوعية الخريجين،وحقق إنجازات سواءً على مستوى البنى التحتية أو الهيئة التعليمية أو المناهج والمقررات الدراسية.
مبنى الحاسوب
يتذكر البعض والبعض الآخر لا يتذكر أنه عندما بدأ المعهد في عام 1970م كان في بناية صغيرة تضم ثلاثة صفوف دراسية وكانت هي روضة أطفال في ذلك الوقت نحن الآن نحتفل بالذكرى الأربعين وأصبحنا نمتلك داخل المعهد حوالي إحدى وثلاثين قاعة دراسية بدلاً من ثلاث وعندنا عدد من المعامل والمختبرات ولدينا بنية إدارية متكاملة وقاعتان للمحاضرات والندوات وأقسام مخصصة لإنتاج الوسائل التعليمية بالإضافة إلى وجود قسم لأجهزة الحاسوب الآلي لتعليم الطلاب وشبكة حاسوب آلي تربط المعهد بعضه ببعض وكذا لدينا مكتبة حديثة تم بناؤها وتجهيزها وبناية خاصة أيضاً تم بناؤها خلال السنتين الماضيتين خاصة بالمعامل المتعددة الأغراض وست بنايات خاصة بالسكن الداخلي للطلاب الذي يتسع لثمانمائة طالب وطالبة كما يوجد في المعهد 109 مدرسين ومدرسات ثابتين في المعهد وخمسة وستون مدرساً منتدبون من كليات الطب والصيدلة والآداب والعلوم والتربية والهندسة وصحة البيئة والمستشفيات التعليمية المختلفة.كما يوجد في المعهد سبعون مشرفاً ومشرفة يتولون الإشراف على الطلاب والطالبات في مستوى التدريب الحقلي ومكتبة تضم أكثر من ثمانية آلاف عنوان وأربع عشرة مجلة ودورية متخصصة أسبوعية وشهرية على مستوى العالم تأتي إلى المعهد ونحن مشتركون فيها.[c1]الخريجون والتخصصات* كم بلغ عدد الخريجين في المعهد؟[/c]-المعهد يعمل على تخريج الكوادر الطبية المساعدة للوطن ولوزارة الصحة..حيث يوجد في المعهد خمسة عشر تخصصاً علمياً يتم تدريسها في المعهد..ومنذ التأسيس في عام 1970م إلى العام الدراسي الماضي 2008 - 2009م بلغ إجمالي عدد الخريجين في المعهد حوالي تسعة آلاف ومائة وأربعين طالباً وطالبة حيث يتبع المعهد تسعة فروع ويتحمل مسؤولية الإشراف الإداري والأكاديمي والمالي عليها وهي في عدن ولحج وأبين والضالع والبيضاء وشبوة والمكلا وسيئون والمهرة وبلغ إجمالي الخريجين في هذه المعاهد التي تأسست على فترات مختلفة في السبعينات والثمانينات بلغوا ثمانية آلاف وثمانمائة وثمانين طالباً وطالبة بمعنى أن المعهد وفروعه اقتربت من تخريج ثمانية عشر ألف طالب وطالبة الذين تم تخريجهم منذ التأسيس حتى العام الفائت.[c1]50 % من كوادر وزارة الصحة خريجو المعهد وفروعه[/c]وإذا أخذنا بالحسبان وحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن إجمالي العاملين في وزارة الصحة يوازي 35 إلى 36 ألف موظف وموظفة فإن المعهد وفروعه أسهمت فيما يوازي 50% من الكوادر العاملة في وزارة الصحة وهذا إنجاز في حد ذاته متواضع من المعهد وفروعه في تخريج كوادر مؤهلة من الناحية الفنية والعملية لتغطية الاحتياجات الصحية في مختلف محافظات الجمهورية.
إحدى قاعات المحاضرات
[c1]المعهد عالٍ ويعمل على المستوى الوطني [/c]وأضاف:نحن يمكن أن نقول إن المعهد عالٍ ويعمل على المستوى الوطني لكون الطلاب والطالبات المقبولين فيه من مختلف محافظات الجمهورية وتعطى نسب متوازية لمختلف المحافظات وخريجو المعهد يتواجدون في مختلف المحافظات،ونحن نمنح الدبلوم العام والذي هو ثلاث سنوات دراسية بعد الثانوية العامة ونمنح الدبلوم التخصصي للدارسين الذين انهوا الثانوية العامة بعد ثلاث سنوات دراسية في المعهد يحصل الطالب على الدبلوم العام ممكن أن يأتي إلى المعهد وفي بعض المجالات يمكن أن يمنح فيها الدبلوم التخصصي.[c1]تحويل المعهد إلى كلية* سمعنا عن ترتيبات لتحويل معهد أمين ناشر إلى كلية..ما مدى صحة ذلك؟[/c]- طبعاً استناداً إلى تاريخ المعهد والإنجازات التي حققها والبنية التحتية والكادر التدريسي المتواجد والمناهج والمراجع والمفردات والمعامل والمختبرات نعتقد أن المعهد يستحق في هذا الوقت وبعد هذا العمر الطويل وهذه الانجازات يستحق أن يرفع إلى درجة أعلى وهي تحويله إلى كلية للعلوم الصحية، وطرح هذا النقاش داخل المعهد بين الهيئة التعليمية والعاملين والطلاب وتم مناقشته وتم تقديم تصور إلى معالي الدكتور يحيى راصع وزير الصحة بأن مجلس المعهد يقترح على وزارة الصحة الجهة الإدارية المسؤولة عن المعهد ترفيعه إلى كلية للعلوم الصحية وأقترح أن تكون تسميتها «كلية عدن للعلوم الصحية» وفعلاً معالي وزير الصحة أبلغنا برسالة خطية موافقته على هذا المقترح واوعد إلى عمادة المعهد أن تعد الدراسات اللازمة لذلك وقد فرغنا من إعدادها وأقرها مجلس المعهد وسترفع إلى معالي وزير الصحة والسكان لعرضها على المجلس الإداري الأعلى للمعاهد الصحية لإقرارها، ونحن نأمل من القيادة السياسية بمختلف مستوياتها وكما عهدنا دعمهم للتعليم الصحي والمهني وعلى رأسهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذين يبادرون دائماً بتحسس متطلبات المؤسسات التعليمية نأمل أن تأخذ هذه المسألة مجراها بصورة أسرع وأن تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لترفيع المعهد إلى كلية للعلوم الصحية.هل سيكون تابعاً لجامعة عدن؟- نحن في مجلس المعهد تقدمنا بمقترحين الأول أن يكون إدارياً ومالياً وأكاديمياً يتبع وزارة الصحة والمقترح الثاني أن يتبع إدارياً ومالياً وزارة الصحة وأكاديمياً يتبع وزارة التعليم العالي وهذا المقترح يعمل به في بلدان كثيرة جداً وأوضاعها مشابهة لأوضاع اليمن.
وسائل تعليمية
ونحن في المعهد نحرص على شيء واحد أن المعهد يأخذ حقه في الترفيع إلى كلية للعلوم الصحية وقضية التبعية هي مسألة سيادية تتبع المسؤولين في الوزارات المعنية وفي مجلس الوزراء.[c1]التخصصات المرغوبة* تحدثت عن التخصصات .. لكن ما هي أبرز التخصصات التي تحتاجها سوق العمل عندنا في المستشفيات العامة والخاصة؟[/c]- المشكلة أنه لا يوجد تناسق بين الواقع وبين التحليل العلمي لمثل هذا السؤال .. دول العالم كله ومن ضمنها اليمن لديهم احتياجات في تخصصات معينة، ولكن الحاصل في اليمن بشكل عام وليس في معهدنا أن الإقبال يأتي على تخصصات أخرى غير التخصصات التي توضع ضمن خطط التنمية الصحية التي هي بحاجة ماسة إليها وحتى نكون أكثر وضوحاً فإنه في اليمن ودول الإقليم والعالم كله لو سألت عن النقص والحاجة دائماً تأتي في المقدمة النقص في الكوادر المساعدة في مجال التمريض والقبالة وهذا نقص موجود على مستوى العالم ولا توجد دولة في العالم عندها اكتفاء في ذلك..يفترض أن يكون هناك إقبال على هذين المجالين، لكن لأسباب خارجة عن إرادة المعاهد وأسباب متعلقة بالعادات والتقاليد فإن الإقبال على التمريض والقبالة يكون ضعيفاً وتجد الإقبال يتركز في أربعة مجالات رئيسية لكن أعلاها هو مجال «فني صيدلة» و «فني مختبر» و «مساعد طبي أسنان» و «مساعد طبي عام» .. الإقبال الأشد على التخصصين الأولين وهما صيدلة ومختبر والأسباب هي تعدد أما كن استقطاب هؤلاء الخريجين سواء أكانت مرافق حكومية أو خاصة أو أن الخريجين أنفسهم قادرون على فتح أماكن عمل في الريف أو المدينة لذلك نجد إقبالاً وضغطاً شديداً على هذين المجالين.[c1]30 % نسبة الفتيات في المعهد* الفتيات .. ما مستوى إقبالهن على المعهد؟[/c]- إجمالي معدل القبول سنوياً يتراوح في حدود 30% «معدل الثلث» نحن لا نجد هذا الرقم مقبولاً وخطتنا السنوية تؤكد على رفع هذا المستوى من الإقبال للفتيات، ونحن نعتقد أنه حتى 50 % من نسبة الفتيات هو رقم غير مقنع لأنه نعتقد أن هذه المهن يجب أن تشجع فيها الفتاة إلى أعلى درجة ويجب أن تكون نسبة الملتحقات بالمعهد ونسبة الطالبات والخريجات والعاملات في المجال الصحي يجب أن تكون النسبة الأعلى هي للفتيات ونحث الجهات المسؤولة على تقصي ظاهرة عدم إقبال الفتيات بالشكل المطلوب.الالتحاق سنوياً بالمعهد كم الملتحقون بالمعهد سنوياً؟- يلتحق سنوياً بالمعهد ما بين 350 إلى 400 طالب وطالبة وهذا الرقم مرتبط بالإمكانيات المادية والقاعات والصفوف والمعامل وأهم شيء بالموازنة التشغيلية.[c1]مستوى المدرسين * هل مستوى المدرسين يتماشى مع التخصصات؟[/c]- لدينا طاقم تدريسي ثابت وآخر منتدب والمنتدب مرتبط بمواد يراد تغطيتها وتكون ساعاتها قليلة لا تتطلب مدرساً ثابتاً ولكن في بعض الأحيان تتطلب كفاءات وتتطلب مدرسين خارجيين للإيفاء بالالتزامات التي يجب أن تتوفر في المدرس أما المدرسون الثابتون فيحملون شهادات البكلاريوس والماجستير والدكتوراه.نحن نشعر بأنه من حيث العدد فإن لدى المعهد العدد الكافي ولكن من حيث النوعية فإنه لا بد من تأهيل الهيئة التعليمية تأهيلاً عالياً خاصة إذا أردنا أن يتحول المعهد إلى كلية للعلوم الصحية.[c1]الخطط المستقبلية* خططكم المستقبلية لتطوير المعهد؟[/c]- لدينا طموح ونحن نسير فيه منذ فترة والآن بدأت المهمة الأساسية وهي مسألة تحويل المعهد إلى كلية .. ولذا لابد من إعادة تأهيل الهيئة التعليمية للمعهد ومراجعة المناهج الموجودة واستحداث مناهج أخرى لإيجاد تخصصات أخرى ونعمل على إيجاد تمريض تخصصي أي تمريض في مجال العناية المركزية والطوارئ ، تمريض في مجال الحوادث، تمريض في مجال الأطفال، وتمريض في مجال رعاية الأمراض النفسية والعصبية، تمريض في مجالات الأمراض السرطانية، بمعنى آخر نريد أن ننتقل من العام إلى التخصصي وهذا يتطلب إعداد مناهج مستقبلية حتى يتم إدخال تخصصات أخرى.وأضاف: تم الانتهاء من إعداد ثلاثة وخمسين كتاباً في ما يتعلق بالمقررات الدراسية ونبحث عن التمويل لطباعتها حتى تصبح في متناول الطلاب ولدينا مكتبة تضم كتباً ومجلات دورية ولكن طموحنا أن تصبح مكتبة إلكترونية ولدينا تصورات ونعمل بهذا الاتجاه .. ولدينا اتجاه أيضاً لتحديث وتطوير المختبرات في المعهد.والمعهد يولي التعليم المستمر عناية كبيرة جداً .. حيث تعقد دورات قصيرة في المعهد ودورات تستمر لمدة عام وخاصة في إعداد المدرسين من الناحية الفنية وقد أقمنا أربع دورات بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي لمدرسي المعهد وفروعه .. ونسعى لفتح تخصصات جديدة في مجال الدبلومات التخصصية ولدينا طموح لإنشاء مركز مستقل للنشاطات الرياضية والفكرية والثقافية والذهنية لطلاب المعهد.[c1]* علاقة المعهد بالجهات الأخرى؟[/c]- الجهة الداعمة بشكل كبير جداً والوحيدة هي الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي نفذ للمعهد مشاريع كبيرة سواء في البنية التحتية أو مراجعة المناهج والمقررات وتأهيل المدرسين وعلاقة المعهد مستمرة مع الصندوق وهو الداعم الأساسي ولا توجد أي جهة داعمة أخرى إلا منظمة الصحة العالمية التي تلاشى دورها مع الزمن.وأصبح دعمها للمعاهد الصحية لا يؤثر شيئاً.[c1]* كلمة أخيرة؟[/c]- نتمنى أن تشاركنا صحيفة «14أكتوبر» في احتفالنا يوم 14 مارس القادم ونتمنى أن نلتقي وقد أصبح المعهد «كلية عدن للعلوم الصحية».