للحفاظ على الهوية العربية :
القاهرة/ وكالة الصحافة العربية :داليا فاروق: فن الخط العربي من أهم الفنون الجميلة التي تميزت بها البلاد العربية والإسلامية، باعتباره جزءا من التراث الحي للأمة العربية ويرتبط بلغتنا وتطورها الثقافي العميق، من هذا المنطلق أضاءت لوحات جيل جديد من الشباب، الذين يعشقون فن الخط العربي جدران دار الأوبرا المصرية بقاعة المكتبة الموسيقية، لإقامة معرض شباب الخطاطين، حيث تراوح عدد اللوحات المعروضة ما يقرب من 50 لوحة ما بين الآيات القرآنية والحكم الدينية·وأكد الفنان صلاح عبدالخالق سكرتير الجمعية المصرية للخط العربي أن هذا المعرض تم إقامته من أجل الوقوف بجانب هؤلاء الشباب، وقال: إن الجيل الأول لفن الخط العربي من الأساتذة لم يهتموا بإنشاء صف آخر للخط العربي مما أدى إلى فقدان روح تبادل الخبرات بين الأجيال، فحاولت أن أجمع الشباب المهتمين بفن الخط العربي من جميع محافظات مصر، فشارك في هذا المعرض شباب من محافظات “دمياط والشرقية وإسكندرية والقاهرة والقليوبية”، ومعظم هؤلاء الشباب لديهم الموهبة الحقة لفن الخط العربي ولكنهم بحاجة إلي إرشاد وتنمية حقه لهذه الموهبة وكل هذا من أجل إقامة صف آخر وجيل جديد لشباب فن الخط العربي، لمعرفة العالم العربي والإسلامي بهم·[c1]حفاظ على الهوية[/c]وأضاف عبد الخالق: إن تجولنا في مصر بقاعاتها المختلفة وخاصة دار الأوبرا المصرية، يأتي من أجل الحفاظ علي انتشار الخط العربي لأنه أحد رموز هويتنا العربية والإسلامية، فإذا حافظنا عليه فبالتأكيد سوف نحافظ علي هويتنا·وقال أنه شارك في هذا المعرض 15 شاب من خمس محافظات مصرية، حاول كل فنان منهم أن يترجم مشاعره أمام اللوحة القرآنية، مثل الإحساس المبدع للوحة “لمن الملك اليوم” للفنان نبيل حسان، موضحاً أن المعرض يحتوى علي أشكال كثيرة لفن الخط العربي مثل الخط الكوفي والثلث والفارسي والديواني وجيلي الديواني، كما يعتبر خط “الثلث” هو أستاذ الخطوط وعملاقها وسيدها، ونظراً لأن أشكال صروفه كثيرة ومتنوعة، وتمتاز بالمرونة والطواعية، فيمكن كتابة الجملة الواحدة بعدة أشكال وعدة تكوينات يختلف بعضها عن بعض، بينما الخط “الديواني” هو خط التمايل والتراقص والتناغم لأنه أكثر الأنواع طواعية للتركيب بسبب المرونة الشديدة في صروفه وشدة استدارتها، وسهولة تطويرها، كما أن حرف الألف له مميزات كثيرة من حيث اتصاله باللام وتكوين شكل حلزوني جميل، كما أن الألف واللام يمكن اتصالهما بكثير من الحروف لتكوين أشكال عديدة ولهذا فيمكن للحفاظ البارع تكوين أي شكل بالخط الديواني والبسملات المكتوبة، أما الخط “الجلي الديواني” هو خط ديواني زخرفي له قواعد وأشكال للحروف الخاصة به، كما أن أرضية اللوحة أي الفراغات تملأ بنقط صغيرة·وعن الخط الكوفي، أكد أنه نشأ مع بداية الإسلام وكتبت به المصاحف، وهو ما أدى إلى استقراره لقرون عديدة، وكذلك اهتمام المسلمين به من حيث تطويره وإدخال التحسينات عليه، وسمي بهذا الاسم لانتشاره في بلاد الكوفة، ومميزاته عديدة تأتي من خلال إدخال إضافات وتعديلات على مر العصور فنجد الخط الكوفي المملوكي والأيوبي والفاطمي·[c1]مشاكل الخطاطين[/c]وعن أهم المشاكل التي قابلت شباب الخطاطين، أوضح أن وزارة الثقافة المصرية اهتمت بكل الفنون حتى فن الرقص الشعبي والحديث، ولكنها أغفلت فن الخط العربي، مما أدي إلى ندرة عرض أعمال هؤلاء الشباب، كما أن المشكلة الرئيسية تأتي من أن العالم العربي كان رائداً في هذا المجال، بينما الآن أصبحنا في المراكز الأخيرة للاهتمام بهذا الفن، وذلك بسبب عدم اهتمام المؤسسات الثقافية بالفن الإسلامي، وعدم وجود توجيه حقيقي لهؤلاء الشباب، فقد يكون الفنان الأب موهوب بحق في رسم الخط، ولكنه يفتقد الإخراج أو انتقاء البرواز المناسب للوحة، وبهذا فهو في حاجة إلي توجيه وإرشاد من قبل المهتمين والرواد بهذا الخط، ولهذا جاء هدف هذا المعرض الأساسي، حيث تم اختيار اللوحة المشاركة في المعرض حسب شكلها العام، وحسب كتابة الخط كقاعدة عربية، وحسب التشكيل العربي أيضاً، وحاولنا من خلال هذا المعرض إلقاء الضوء حول هؤلاء الشباب الموهوبون بحق ولكنهم بحاجة إلى رعاية وتوجيه·ومن جانبها أشارت الفنانة إيمان جلشاني إلى أن مشاركتها بهذا المعرض جاءت من أجل الحفاظ علي هوية الخط العربي، التي قاربت على الانقراض بسبب عدم الاهتمام به، كما أن مثل هذه المعارض هي الحل الوحيد للوصول للمتلقي حتى يتعرف على فنون الخط العربي المختلفة·وأضافت: شاركت بلوحة “الحمد لله على نعم الإسلام” بالخط الكوفي الذي أعشقه، فأنا حاصلة على دبلوم الخط العربي 2006، وحصلت علي المركز الخامس على مستوي الجمهورية في المعرض المجمع الأول للخط العربي بوزارة التربية والتعليم، وحصلت على جائزة الخط الكوفي بالمسابقة الدولية لفن الخط بتركيا·أما الفنان حسام على أكد أن هذا المعرض فرصة عظيمة لكل الشباب الخطاطين لعرض أعمالهم الإبداعية للخط العربي، حيث شاركت بلوحة لفن “الثلث” الذي يعتبر أمتع الخطوط بالنسبة لي لما فيه من طواعية وسهولة ويسر·