أعلام وآثار أدبية إنجليزية
إن جين إير هي عنوان لرائعة أدبية تحكي معاناة طفلة بائسة تدعى جين إير ، وكانت طفولتها مليئة بالمعاناة والألم ، لقد قست عليها الطبيعة وكذا المجتمع في آن واحد ، فقد ولدت يتيمة الأبوين، كما أنها كانت فقيرة وكانت قد وجدت نفسها وحيدة في عالم الرجال ، ومما زاد الطين بله أن جين لم تكن جميلة ، وكان المجتمع ينظر اليها كشخصية مهمشة لا اعتبار لها لا لشيء إلا لأنها فقيرة ولا تتمتع بالجمال الفتان، ولكن بطلة الرواية ترفض الخضوع لهذا المجتمع القاسي الذي لا يقدر إلا المادة والجمال الظاهري ، رفضت أن تخضع لجبروت زوجة عمها ، وكذا لعنجهية بعض المدرسات في داخلية لوود التي اتجهت اليها لتهرب من جور وبطش زوجة عمها التي لم تف بوعدها لزوجها في رعايتها لابنة أخيه قبل وفاته . رفضت جين المكانة البسيطة التي حاول المجتمع أن يعطيها ، وطالبت المجتمع بأن يقبلها كما هي دون رتوش أو زخرفة أن يقبلها كشخصية عادية في مجتمعها ولكنها على الأقل تملك زمام شخصيتها ورفضها الانصياع للظلم، أن يقبلها كامرأة غير فاتنة ولكنها تستحق أن تحب وأن تحب كإنسانة لها كيان مثلها في ذلك مثل جميع فتيات سنها .إن هذه الرواية ماهي إلا صرخة انسانية ضد المجتمع الذكوري الذي ينظر بدونية للمرأة، إنها ضد من يرون أن المرأة لا مكان لها سوى البيت، وأن لا وظيفة لها سوى إنتاج أكبر قدر ممكن من الأبناء لسيدها الرجل ، إنها ضد من ينظرون للمرأة بأنها مخلوق ناقص ، ولقد برعت شارلوت برونتي مؤلفة الرواية في تصوير معاناة الطفلة جين ، مما جعل هذه الرواية تعتبر من أهم وأروع الروايات الكلاسيكية في الأدب الإنكليزي في العصر الفكتوري.ولدت شارلوت برونتي عام 1816م وكان ترتيبها الثالثة بين شقيقاتها ، أما والدها ريفرند باتريك برونتي فقد كان يعمل قساً في كنيسة بإنكلترا ، وكانت عائلتها من الأسر المحافظة جداً ، كما كانت حياتها فيها الكثير من الموانع والقيود خصوصاً تجاه المرأة، إذ أنها عاصرت التغيرات التي بدأت بمصاحبة الثورة الصناعية التي كان لها الأثر الأكبر في تغيير حياة الناس ، كانت كثير من كتاباتها تعبر عن معاناة المرأة وطالبت بحقوقها ولكن ليس عبر الأطر السياسية ولكن من خلال أدبها ورواياتها التي كان لها صدى عظيم ليس على مستوى المرأة فحسب ولكن على صعيد الأدب الإنساني العالمي.وكانت رواية جين إير هي قمة إبداعها الأدبي التي صورت فيه وببراعة معاناة المرأة في المجتمع الذكوري خصوصاً في العصر الفيكتوري ، وأنصحك عزيزي القارئ بقراءة هذه الرواية حتى تدرك وتستمتع بأبعادها الاجتماعية والإنسانية.