شخصيات تاريخية
إعداد/ داليا عدنان الصادق: هي زنوبيا بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن اذينة بن السمعية المشهورة في العصر الجاهلي بلقب الزباء، وهي عربية الأصل ذات شخصية قوية تجيد اليونانية والارمنية وتتكلمها بطلاقة ..فهي صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة كما كانت غزيرة المعرفة وبديعة الجمال ومولعة بالصيد والقنص ..وكانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر كما كانت تتمتع بجمال فائق وامتازت ببشرتها السمراء تزوجت زنوبيا (بأذينة ) سيد الشرق الروماني الذي امتدت سلطته على سوريا كلها ولقب بملك الملوك ..ولما قتل زوجها (اذينة )اعتلت أريكة الملك باسم ابنها (وهب اللات ) ثم اخذت تسعى لابنها بتثبيت عرشه وتقوية الدولة التدمرية. استفادت زنوبيا من الاضطرابات في روما فتوجهت إلى مصر الغنية بالحبوب وفتحتها بكل اقتدار وبذلك عززت مكانة تدمر التجارية وجعلت علاقاتها التجارية تمتد إلى الحبشة وجزيرة العرب ولم تقنع زنوبيا بمصر بل راحت تغزو بلاداً وتفتح أوطاناً وتهزم جيوشاً حتى اتسعت مملكتها اتساعاً هائلاً فامتدت حدودها من شواطئ البوسفور حتى النيل واطلقت عليها اسم (الامبراطورية الشرقية)..ولما سمع "أورليانوس" عن عمل زنوبيا صمم على سحق الدولة التدمرية فارسل حبيشه حيث احتل إنطاكية واستطاع ان يقهر قواتها في معركة دامية مما اضطرها الى الانسحاب الى تدمر....عرض اورليانوس على زنوبيا التسليم لقاء شروط معتدلة إلانها رفضت شروطه بإباء وحاولت الهرب ولكنها وقعت في الاسر واقتيدت الى اورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها ثم اقتادها إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قوادها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في حمص.كانت سيرتها اقرب إلى سيرة الأبطال فلم تكن تركب في الأسفار غير الخيل وفي مجالسها الاعتيادية كانت تدخل معها ابنها "وهب اللات" ومعها افخر اللباس وعلى كتفيها المشملة القصيرة الأرجوانية.. ويعتقد البعض ان حياتها انتهت في منزل متواضع في تيبور أعده لها اورليانوس ولم يتحقق من طريقة وفاتها إلا أن إحدى الروايات تقول إنها امتصت سماً وماتت به أما بناتها فقد تزوجن من بعض أشراف الرومان.