أحمد سالم الجبلي محافظ محافظة الحديدة لـ( 14 اكتوبر ):
لقاء/ أحمد كنفانيالاحتفال بعيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر أبرز المحطات الوطنية في مسيرة نضال شعبنا اليمني عبر تاريخه المجيد وواحد من أهم الإشراقات الوطنية التي صنعتها إرادة شعبنا بكفاحه المسلح ضد قوى الاستعمار والاستبداد الغاشم، وعندما تحل الأعياد الوطنية 26 سبتمبر/ 14 أكتوبر/ 30 نوفمبر/ 22 مايو يأتي التأكيد الشعبي والتاريخي على ترابط هذه الثوابت التي ورثها الشعب وهي الأعز والأغلى كونها سلسلة مترابطة وحلقات تقاسم فيها الشعب ومناضلوه الثوار الأحرار الأدوار التاريخية وصنعوا بشرف صباحات الانتصار والتخلص من الاستعمار والاستبداد إلى غير رجعة. وشعبنا يحتفل بالعيد الـ 42 للاستقلال الوطني وجلاء المستعمر عن الأرض اليمنية بيوم الـ 30 نوفمبر 1967م التقت 14 أكتوبر الأخ/أحمد سالم الجبلي محافظ الحديدة التي تحدث عن أهمية المناسبة وواحدية الثورة اليمنية الخالدة وأبرز ما تحقق في ظلها من مكاسب ومنجزات وطنية والعديد من القضايا الأخرى وقد بدأ حديثه بالقول:بكل إجلال وإكبار وأفراح غامرة يحتفل شعبنا اليمني بحلول مناسبتين عزيزتين عيد الأضحى المبارك والعيد الـ 42 للاستقلال الوطني الـ 30 نوفمبر 1967م وتزامنها معاً له دلالات عظيمة وارتباطهما الديني والوطني يكتسب معان ويعكس المكون الحقيقي لهذا البلد وهذا الشعب العظيم فاليمن وطن له هوية دينية ووطنية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وتؤكد تجارب التاريخ أن قدر الشعوب الحرة الأبية لابد أن تنتفض على الذل والظلم وأن تأبى الخنوع لمن يسحق حرياتها ويهين كرامتها..وكذلك كان قدر شعبنا أن ينتفض على المستعمر ويقاومه ويصمد أمامه حتى انتصر وكتب في سجل التاريخ يوم الثلاثين من نوفمبر يوماً لجلاء آخر جندي بريطاني من مدينة عدن الباسلة.من يتصفح أوراق تلك الفترة لابد أن تدهشه إرادة شعبنا،ويستلهم منها دروساً عظيمة من أسلوب صناعة الحياة الكريمة،ومن الخصوصية النوعية التي تنفرد بها اليمن عن كثير من بلدان العالم فثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ضد نظام الإمامة أستمدت عمقها الميداني لنضال أبناء المناطق من أقصى جنوب الوطن،وما أن نجحت وانتصر الثوار حتى تحول شمال الوطن عمقاً ميدانياً لنضال أبناء المناطق الجنوبية وصارت صنعاء وغيرها من المدن التي كانت بالأمس ترنح تحت نيران الملكية هي الخط الخلفي للثوار الذي يمدهم بالأسلحة والدخائر والمؤن المختلفة،ورغم أن أبناء المناطق الجنوبية التي كانت خاضعة لنفوذ الإنجليز تحولت كلها إلى براكين ثائرة بوجه المستعمر وزفت الشهداء من كل صوب،إلا أن تمركز قيادات الاحتلال الرئيسية في عدن جعل من هذه المدينة ساحة مواجهة لا تنطفى نيرانها ليلاً ولا نهاراً..وكانت إرادة التحرر والاستقلال جامحة لدى الصغير والكبير والمرأة والرجل..حتى أن بيوت عدن كانت تسارع لفتح أبوابها بمجرد سماعها دوي انفجار من أجل أن يلوذ إليها الثوار فلا بقعوا بقبضة المحتل التي لا ترحم..ذكريات الثورة والاستقلال التي ذكرت وتذكر طويلة ولا تختزل لمقال لكننا اليوم نحرص على استرجاعها وفاء لكل قطرة يمنية سقطت،ولكل شهيد ارتفعت روحه الزكية إلى جوار ربه.كما أننا نسترجع تلك الذكريات لإنها كانت الأساس فيما بلغناه اليوم من رقي وتقدم وإزدهار وعزة وكرامة وأمن واستقرار،حيث لم يكن ممكناً أنت تصل اليمن إلى ما وصلت إليه اليوم ونصفها الآخر تابع تحت نيران ومدفعية الاحتلال إذ أن شرط أي إنماء وتطور يبدأ بالسيادة والإرادة الوطنية الحرة،ولا شك أن السيادة الوطنية لا تعني فقط طرد المستعمر الغازي وإنما أيضاً الإرادة الحرة لصنع القرار السياسي.وهذه المشكلة ظلت في مقدمة مشكلات اليمن في الشطرين،وأورثت الشعب اليمني وقواه الوطنية مخلفات العهود الماضية كماً هائلاً من المشاكل والتحديات الصعبة التي تطلب التخلص منها استغراق سنين أخرى من العمل الوطني الدؤوب ومن التضحيات والنضال وقد وصل الأمر في الثمانينات إلى قناعة عظيمة لدى مختلف القوى السياسية اليمنية بأن لا خلاص من عبء الماضي ومخلفاته بغير توحيد جهود ونضال وإمكانيات الشطرين،ليستقل القرار السياسي اليمني من أدنى تأثير خارجي قد لا يتفق مع مصالحه الوطنية ومصالح أبنائه ومستقبل أجياله ومن هنا يمكن القول أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م كانت بمثابة ترسيخ لحالة التحرر التي حدثت في الـ26 سبتمبر 1962م وترسيخ للاستقلال الوطني الذي تم إعلانه في الـ 30 من نوفمبر 1967م والذي كان بمثابة الاستكمال للمشروع الثوري الذي انطلق من ردفان في الـ 14 من أكتوبر 1963م.وهنا يكمن سر تمسكنا بهذه المناسبات واحتفالنا بها وإصرارنا على أن ننقل ثقافتها إلى أبنائنا وأجيالنا،كوننا نؤمن أنها تمثل قاعدة الأساس لأي مشروع للبناء الوطني والتنموي وتعزيز الديمقراطية والحقوق الإنسانية التي كانت الغاية التي ينشرها الثوار في مختلف المدن اليمنية.ومن جهة أخرى نجد أن القيادة الرائدة الحكيمة لدولة الوحدةاليمنية كانت أيضاً رهاناً آخر في حسابات السيادة الوطنية اليمنية إذ أن فخامة القائد الوحدوي والمناضل الكبير والجسور الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وأبقاه ذخراً للوطن والشعب والأمة حرص على تأمين مفهوم السيادة الوطنية بصمامات محكمة على غرار ترسيم الحدود مع دول الجوار والوقوف على بنية من الحدود السيادية لكل بلد،ثم الانطلاق صوباً إلى مشابكة العلاقات والمصالح داخل الإقليم اليمني بما يعزز وشائج، المودة والأخوة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي لا غنى لأي طرف منها عن الآخر وبما يحقق التكامل الاقتصادي والتوافق السياسي الأمثل الذي يخدم أمن واستقرار ومصالح شعوب المنطقة وهو ما تحقق فعلاً من خلال التضامن الذي أبداه الأشقاء في دول الخليج مع اليمن في مواجهة عناصر الإرهاب والتخريب في صعدة وإعلانهم الوقوف إلى جانبها ومساندتها بشتى الوسائل. إن موضوع تأمين السيادة الوطنية وحماية الاستقلال استدعى جهداً عظيماً من القيادة السياسية على مستوى المواقف الدولية وعدم الإنحياز والحفاظ على توازن مأمون في العلاقات مع الدول الصديقة القائمة على تبادل المصالح والوضوح والمصداقية والشفافية كما أن المسألة ظلت تزداد رسوخاً بفضل المساعي الشاملة لمختلف شرايين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وشتى المجالات. فهي كلها ركائز تتصدر أولويات حماية المكتسبات الوطنية و الثورية التي تؤكد اليوم أننا جميعاً مدينون بالإمتنان لأولئك الرجال الميامين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تحرير الوطن من الملكية الجائرة الظالمة والاستبداد الاستعماري المقيت والبغيض فالمجد والخلود لشهداء اليمن والعزة والكرامة لكل أبنائه الشرفاء أينما كانوا داخل الوطن أو خارجه.[c1]الوطن مسؤولية الجميع[/c]- كيف تنظرون إلى تلك العناصر المشبوهة التي تحاول التطاول على وحدة الوطن؟- دون أدنى شك أن موضوع اليمن مسؤولية الجميع كما أن وحدة اليمن هي قضية الجميع وهؤلاء المرضى الذين تلفظهم وحدة ثقافة اليمن ووحدته المؤسف أن علاقتهم بالاستقرار علاقة عدائية حيث أنه كلما وجد استقرار وبناء وتنمية لا يعجبهم لأنهم يرون أن عدم الاستقرار راحة لهم في الحصول على مآربهم وبالتالي أقول أن هذه الفئات تسعى للاصطياد في الماء العكر والمؤسف أن تجد لها من يسمعها من المغرر بهم والمخدوعين وأقول لهؤلاء أنهم عاجزين عن تحقيق شيء.- ما هو في نظركم الدور المطلوب من المؤسسات الرسمية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية وكافة شرائح مجتمعنا اليمني في تعزيز روح الوحدة الوطنية باعتبارها صمام أمان لحاضر ومستقبل اليمن؟- نؤكد هنا بأن شعبنا اليمني يدرك بوعي كبير ما يدور وراء كواليس هذه العناصر المشبوهة والتي يرفضها شعبنا كل الرفض ولذا فإن على كافة المؤسسات الرسمية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية وشرائح مجتمعنا اليمني مواجهة هذه المحاولات والمآرب التآمرية الخبيثة بكل صلابة وذلك من خلال المشاركة بفاعلية في تعزيز روح الوطنية والعمل الوطني الدؤوب في ظل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من أجل تحقيق المزيد من الخير والتطور والنماء في شتى مناحي الحياة ولا يسعني في مقتضب هذا الحديث إلا توجيه الشكر والعرفان وأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية والحكومة والشعب بحلول هذه المناسبات الخالدة والعظيمة والتي سيعقبها في القريب العاجل إن شاء الله الاحتفال بعيد النصر على شرذمة عناصر الفتنة والتخريب في صعدة والذين يتلقون على أيدي قواتنا المسلحة والأمن دروساً لن ينسوها والمجد والشموخ دوماً لليمن.